رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

النائب يسار خصاونة يكتب : بين الفتنة و الفطنة

النائب يسار خصاونة يكتب : بين الفتنة و الفطنة
جوهرة العرب - يسار خصاونة

نعم حدثت فتنة في الأردن ، نعم استطاع جلالة الملك بحكمته ، وأبوّته للجميع أن يأد الفتنة في مهدها ، فالحكمة تقول ، إذا اتسخت كأسُك من الخارج وقلبها أبيض فلا تكسرها ، بل اغسلها وجفف مصادر الاتساخ ، فأنت ستبقى بحاجة إلى تلك الكاس ، وفي الحقيقة أن الفتنة لم تكن سهلة بالمطلق ، ولكنها ليست بالصعبة على ذوي الفكر عند تحكيم العقل ، والتعامل معها كحالة من حالات الحياة المتغيرة والمتبدلة ، وليس كواقع يجب مجابهته بعواطف جياشة ، هكذا رأى سيد البلاد الفتنة حالة طارئة ؛ يُمكن احتواءها ، والتعامل معها حتى تعود الأمور إلى طبيعتها ، والمياه إلى مجاريها.
الفتنة حدثت كما قلنا ، ولكن الآيدي غير النظيفة والتي تحمل أعواد ثقاب لا أقلاماً ، أرادت للفتنة أن تبقى ، وأن تستمر حتى تحرق الوطن ، فأشعلت غيضها وبدأت بالكتابة وإرسال الرسائل المحمومة رغبة في الشهرة و إيقاظ الفتنة ، هذه الأيدي التي لم تعرف يوماً توازناً في القول ولا في الفعل ، تسعى إلى أن تحصد من رماد الفتنة جمرة ، وهي لا تعلم أن الرماد سوف يُعمي عيونها ، فبدأت بالتخبط ، وإرسال الرسائل إلى سيد البلاد بديباجة ظاهرها المحبة والخوف على الوطن ، وهي في الحقيقة تطعن من الخلف وتشوه الصورة بكذب معسول ، ونصائح رخيصة ، والنصائح الرخيصة كما يقول الأصمعي لا تخفى مناهلها على الرجال ذوي الألباب والفهم...فالرسائل المنشورة بَيْنَ النَّاسِ وعلى صفحات التفاصل الاجتماعي ليست من النصح وفي مقام الأدب كما يدعي اصحابها ، بل هي من الاساءة والتوبيخ الذي لا نرضى استماعه ، وما كان صمت القائد ريحاً أطفأ نيرانها ، لكننا نعيش في عصر السوشال ميديا ، والانفلات الكتابي ، لنجدت هذه الأيدي ومن يسير خلف نار ثقابها من العابثين ، دون أن تدري هذه المجموعة المُضلة أنها سوف تحترق بهذه الثقاب ، وهذا القول لا غاية منه الدفاع عن قائد البلاد ، ولكن غايته كشف الحقيقة التي غابت عن هذه الفئة الضالة التي عُميت بصيرتها ، ولم تفكر يوماً بالإصلاح ، ولكن بالتدمير لكل ما هو قائم ، لقد كانت الفتنة بحاجة إلى الفطنة التي وجدناها في سيد البلاد ، والتي أطفاء بها اعواد الثقاب قبل ان تشتعل ، ونلتقي الله ، وكفى محاولات لتحطيم الوطن .