لم تكتمل فرحة خريجو تخصصات الصحافة والإعلام بنبأ تدريس مادة التربية الإعلامية في مدارس المملكة، فقبل أن يضع هؤلاء الخريجين أقدامهم على الدرجة الأولى من سلم الصعود نحو تحقيق الطموح بالتخلص من البطالة، جاء تصريح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، ليبلغهم بعدم رفع سقف الطموحات.
ويستذكر الخريجون، وعود وزيرة الدولة لشؤون الإعلام السابقة جمانة غنيمات، التي أكدت في وقت سابق وخلال لقاء حواري جرى عام 2019 مع طلبة كلية الإعلام بجامعة اليرموك، أن الحكومة تدرس جدياً تعيين خريجي كليات الإعلام في وزارة التربية لتدريس مادة التربية الإعلامية.
لكن الوزير الحالي دودين، لم يفصح عن أسباب إقصاء خريجو الصحافة والإعلام من مهمة تدريس هذه المادة، حيث اكتفى بالقول ان الحكومة تعاقدت مع المعهد الإعلامي، لتدريب المعلمين وتأهيلهم للقيام بتدريسها، على الرغم من أن نقابة الصحفيين تلزم خريجي الصحافة "ذوي الاختصاص" بالتدريب لمدة سنة، قبل الانتساب لعضوية النقابة والحصول على مسمى "صحافي" .
القائم بأعمال نقيب الصحفيين الأردنيين الزميل ينال البرماوي، أكد لموقع جوهرة العرب الإخباري، أن الاحقية بتدريس مادة التربية الإعلامية في المدارس، تعود لخريجي تخصصات الصحافة والإعلام، وذلك لكونهم أهل للاختصاص،. منوهاً إلى أن مجلس نقابة الصحفيين، سيقوم بمخاطبة الحكومة خلال الأسبوع الجاري، لتوضيح موقف النقابة، وإيصال رسالة خريجو الصحافة والإعلام.
الزميلة الإعلامية عبيدة عبده، ترى أن الاحقية بتدريس مادة التربية الإعلامية تعود لخريجي كليات الصحافة والإعلام، وذلك نظرا لكونهم أصحاب الخبرة والتخصص والعلم الأكاديمي ، مضيفة بأنه لا يمكن إيصال الهدف والغاية من تدريس هذه المادة الا من خلال خريجي الصحافة.
وأضافت الزميلة عبده لموقع جوهرة العرب الإخباري، بأنها تتمنى على نقابة الصحفيين الأردنيين أن تقوم بإعادة بناء البيت الداخلي، من خلال قانون النقابة وانظمتها وتعليماتها، وتوجيه الاهتمام نحو خريجي تخصصات الصحافة والإعلام بكافة مراحلهم الاكاديمية، وذلك لأنهم الأولى من جميع التخصصات التي نحترمها بالانتساب إلى عضوية النقابة.
وزادت الزميلة عبيدة عبده : من غير المعقول أن تفتح النقابة أبوابها أمام جميع التخصصات، وخريجي الصحافة والإعلام غير منتسبين لعضويتها، لوجود أنظمة وتعليمات تمنعهم من الانضمام، وبالتالي تحرمهم الكثير من الحقوق، وذلك ما نشهده الان على أرض الواقع، حيث أن هنالك الكثير من الخريجين عقودهم شراء خدمات لا يوجد لهم أي أمان وظيفي، بحيث لا يوجد لهم اشتراك ضمان اجتماعي، أو تأمين صحي إلى أن وصلنا لمرحلة ان يتم إسناد مهمة تدريس مادة التربية الإعلامية لغير خريجي الصحافة والإعلام.
وأكدت الزميلة عبيدة عبده على الدور الكبير الذي تنتظره من نقابة الصحفيين تجاه خريجي الصحافة والإعلام وإعادة النظر بشكل جدي بقانون النقابة وانظمتها وتعليماتها، وذلك للمحافظة على هيبة ومكانة السلطة الرابعة في الأردن، منوهة على أن انتساب جميع التخصصات لنقابة الصحفيين لم يعد امراً مقبولاً، خاصة وأن الكثير من خريجي التخصص الحاصلين على شهادات أكاديمية غير منتسبين للنقابة لسبب غير مقبول وهو أن يكون له علاقة بالتحرير، فليس جميع التخصصات التي قمنا بدراستها لمدة أربعة سنوات تعتمد فقط على التحرير، فهناك تخصص له علاقة بالإذاعة والتليفزيون، وتخصص العلاقات العامة والإعلام،. وتخصص التحرير الصحفي ، وأيضا تخصص إعلام الترويجي الرقمي وهو تخصص جديد وحديث، ، وهذا ما يدل على أننا اليوم أمام تحد كبير نواجهه في قانون نقابة الصحفيين، التي يتوجب عليها تقدير خريجي تخصصات المهنة الأكاديمية، وإعادة النظر في كل الهيكلية الموجودة بأن يتم السماح لكل من تخرج بتخصصات الصحافة والإعلام، أن بتدريب ويتقدم لامتحان مزاولة المهنة.
واختتمت الزميلة عبيدة عبده : اذا ما تم ربط مسمى الصحفي بالتحرير، فيتوجب اعادة النظر في مسمى النقابة بحيث يصبح نقابة الإعلاميين والصحفيين بحيث يُسمَح لجميع العاملين في المجال الإعلامي سواء التحرير أو غيره (مقروء أو مسموع أو مرئي) ، ان يكون منتسب لنقابة الصحفيين.
الدكتور محمد العمري، أستاذ مادة الإعلام في جامعة جدارا، يرى أن الصحفيون هم الأقدر على تدريس مادة الاعلام لانهم أكثر معرفة بتطوراتها ووسائلها ومتغيراتها شريطة أن يتلقوا دورات متخصصة في اساليب التدريس وخاصة للطلاب الصغار والكبار.
ويضيف الدكتور العمري : برنامج تدريب المعلمين حسب ما أعلنت الحكومة غير كافي لتأهيلهم لتدريس المادة، ويحتاج الى دورات متخصصة تمكن المعلمين من فهم اوسع واشمل لرسالة الاعلام وتاثيراته في مختلف المجالات والمراحل.
يتابع الدكتور العمري : فشل المعلمين -لا سمح الله- بهذه المهمة سيؤدي إلى تشويه صورة الجانب الإعلامي لدى الطلبة، لأن عدم الإلمام والمعرفة المستنيرة القادرة على التعامل مع الوسائل الاعلامية ومحتواها المعرفي وكيفية استخدام الوسائل وأين ومتى تسخدم كل وسيلة ولماذا نستخدمها وإلى أي حد، وكيف نوظف الوسيلة في خدمة العملية التعليمية والمعرفية والسلوكية وبغير برامج وخطط واضحة سنضر اكثر مما نفيد وبالتالي ستتشوه الصورة .
وطالب الدكتور العمري، نقابة الصحفيين الأردنيين، بالتحرك سريعا بهذا المجال والتنسيق مع صناع القرار في هذا المجال والعمل على استثمار معارف وخبرات الأعضاء في النقابة وخاصة من اساتذة الجامعات ومن اصحاب الدراية والتدريب .
الزميل طارق المومني المرشح لموقع نقيب الصحفيين الأردنيين، قال أن خريجي الصحافة والاعلام هم الاحق والأولى بتدريس التربية الإعلامية، لانهم الاقدر باعتبارهم حاصلون على مؤهل علمي في الصحافة وهم الاكثر معرفة وخبرة في هذا المجال وايصال المعرفة للطلبة ، ويمتلكون مهارة التعامل مع الاعلام ، فضلاً عن قدرتهم على اعداد الطلبة للعيش في عالم سلطة الصوت والصورة والكلمة ، ونشر ثقافة الحوار والعمل ليكونوا ايجابيين يشاركون في تنمية مجتمعهم وتقدمه .
ويعتقد المومني أن البرنامج التدريبي المعلن من الحكومة لتدريب المعلمين "غير كاف" ، وذلك لان هذه المادة بحاجة لمتخصصين في مجال الاعلام الذين درسوا مساقات مختلفة طيلة سنوات دراستهم الجامعية
ويرى المومني بأنه على نقابة الصحفيين الضغط بشدة باتجاه تعيين الصحفيين وخريجين الصحافة لهذه المهمة ، ويملكون المبررات لذلك ، خصوصاً ان هناك وعوداً سابقة للحكومات ليكون خريجو الاعلام هم من يتولون مهمة تدريس التربية الإعلامية.
وحول دور النقابة في توجه الحكومة نحو هذا القرار، يعتقد المومني بأن النقابة لم تساهم في ذلك، مشيرا إلى أن الحكومة لا ترغب بتعيين خريجي الاعلام وترى ان في ذلك كلفة مالية وتكتفي بالاستفادة من المعلمين مع اعطائهم دورات في هذا المجال حتى لو لم تتحق الفائدة من وراء تدريس هذه المادة ، ذلك انه سيتم وضع منهاج مختصر يتم تدريسه بعيداً عن المهارات المطلوبة لذلك التخصص ، اما ان النقابة تفتح ابوابها لمختلف التخصصات فلا يصبح الشخص عضواً بالنقابة وصحفياً الا اذا مارس المهنة وتدرب على ذلك في مؤسسات صحفية واعلامية وبالتالي فان ذلك ليس سبباً لتوجه الحكومة بعدم تعيين الصحفيين لمادة التربية الاعلامية .
الزميلة رزان إبراهيم المومني، خريجة الصحافة والإعلام من كلية الإعلام بجامعة اليرموك، فقد ذكرت أن الأولوية تعود لذوي الاختصاص، وهم خريجو تخصصات الصحافة، نظرا لاحقيتهم من جهة، ولأهمية هذه البادرة وخطورة التجربة بها من جهة أخرى .
و تساءلت الزميلة المومني : خريجو تخصصات الصحافة والإعلام يشترط عليهم التدرب لمدة عام كامل قبل مزاولة المهنة والانتساب لنقابة الصحفيين، فكيف سيتم الاكتفاء ببرنامج تدريبي لمدة أسابيع أو أشهر للمعلمين ليكونوا مؤهلين لتدريس المادة؟