رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : الخطأ الطبي والخطأ الإعلامي .. أيهما أخطر؟

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : الخطأ الطبي والخطأ الإعلامي .. أيهما أخطر؟
جوهرة العرب - ماجد عبدالله الخالدي

"الخطأ الطبي قد يقتل شخص واحد، لكن الخطأ الإعلامي سيقتل فكر أمة بأكملها" ، تلك القاعدة التي خرجت بها عندما قارنت بين مهنتي الطب والإعلام، على إعتبار أن هاتين المهنتين الأكثر تشابها من حيث التشخيص والعلاج، فلا مجتمع مكتمل الصحة دون طبيب، ولا مجتمع مكتمل الفكر دون إعلامي.

لكن اليوم، أرى أن مهنة الإعلام لم تعد تحظى باهتمام الجهات المعنية، ليس من حيث الدعم فحسب، بل من حيث المتابعة والتدقيق أيضاً ، فالمتابع لما يتم نشره على بعض المواقع الإخبارية بعيدا عن البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات الحكومية، سيجد نفسه أمام مواضيع إنشائية ركيكة جدا، تكاد تخلو من أدنى مقومات العمل الإعلامي، أو الموضوع التعبيري حتى.

وفي إتجاه آخر للأخطاء الإعلامية، خرج وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المهندس صخر دودين، ليزف بشرى للمواطنين، مفادها أن مادة التربية الإعلامية ستكون حاضرة في المدارس العام الدراسي المقبل ، ليتنفس خريجو الصحافة والإعلام الصعداء، قبل أن يقتل الوزير ذاته تلك الأنفاس والطموحات بتصريح جديد، يفيد بأن الحكومة تعاقدت مع معهد الإعلام الأردني لتدريب 3 آلاف معلم لتدريس مادة التربية الإعلامية.

لا شك أن مادة التربية الإعلامية تعد اليوم من أساسيات التربية التعليمية لطلبة المدارس والجامعات، خاصة وأن الإعلام متطلب اساسي من متطلبات الوعي، لكن الخطأ الفادح الذي قد ترتكبه الحكومة، توكيل تلك المهمة لغير المتخصصين بها، لمجرد منحهم تدريب في ذات المجال.

مجلس نقابة الصحفيين، قد يكون هو الآخر شريك في توجه الحكومة نحو هذا الخطأ، بحيث كانت نقابة الصحفيين وما زالت تفتح أبوابها أمام جميع التخصصات للانتساب لعوضيتها، وهو ما ساهم بتفاقم أزمة البطالة بين خريجي تخصصات الإعلام، إضافة إلى أنه كان الدافع الرئيس وراء توجه الحكومة لتدريب المعلمين لتدريس التربية الإعلامية بدلاً من إسناد المهمة لخريجي الصحافة والإعلام.

بهذا، أجزم بأن السنة الدراسية القادمة، ستكون عبارة عن حقل تجربة لا أكثر، بدلا من أن تكون خطوة مدروسة بتمعن، للوصول إلى حل جذري لمشكلة ضعف الجانب الإعلامي لدى المجتمع.