رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور أحمد محمد شديفات يكتب : يوميات "... الوطن أكبر من الجميع ..."

الدكتور أحمد محمد شديفات يكتب : يوميات ... الوطن أكبر من الجميع ...
جوهرة العرب - الدكتور أحمد محمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم

الوطن أكبر من الجميع فهو ليس الجغرافيا والحدود والتضاريس لا بل هو السهول والأودية والجبال والإنسان والتاريخ الممتد في عمق الزمان من زمان ،هو السقف والمظلة للجميع ولا يحق لأحد أن يتطاول عليه ولا يتفوه بكلمة واحدة تؤذيه ولا يتحزب ضده ولا يعلو صوت عليه ولا يعكر صفوه لأية مصلحة كانت فئوية أو شخصية ...
ومن يتطاول على الوطن عمره قصير والوطن يبقى يسير مع أبنائه المخلصين المكافحين فهم من يرثوا الوطن جيلا بعد جيل ؟؟؟؟؟
فالوطن وقفا على أولاده ومكتسباتهم وخبراته انجزها خيرة الأجيال المتوالية وهي ثوابت راسية ومقومات ناجحة وعادات وتقاليد ومفاهيم مشتركة كلها بمجملها تشكل مجتمع متماسك ومتعاون بين أفراده لحمايته واحترامه وعدم التعدي وتهديد مقتنياته ومكتسباته سواء تصريحا أو تلميحا أو تبريرا ...
البعض يُسوق مشاكله ويرفع سقف الاحتجاج للأعلى حتى إذا قدر على تدويل مطامعه لا يقصر في ذلك ويحرض على الفوضى بطرق شتى فالشر من شرارة قد تأتي على الأخضر واليابس لا قدر الله من خلال فعل فاعل أرعن، 
مثله كمثل عود كبريت فهو جزء لا يذكر من شجرة تشكل مليون عود من أمثاله ومع هذا كله قد يحرق غابة كاملة بما فيها من خيرات ومكونات لا يطفها أنهار وبحيرات جاريات؟...
إذن على أصحاب الحل والعقد والإصلاح والحكمة الأخذ على يد كل من تسول له نفسه بالتلاعب والتهييج والتحشيد على الوطن ...
في الأوان الأخيرة كثر تفسير وتدوير المشاكل الخاصة بأنها عامة وخذ على ذلك مثال كل من يغضب على موقف مع الحكومة كجهة إدارية وسياسية فأي تقصير أو تصرف حكومي ولو بتعيين موظف بسيط على حساب المياومة أو خرق للقانون فتجد البعض أقام الدنيا وصب جم غضبه كالجمل الهائج ممتعضا من الوطن وهب ودعا جنده لتحطيم البلد على رؤوس ساكنيه دون تفريق بين اداء الحكومة سياسيا أو اقتصاديا وبين الوطن وعلا صوته عليه كونه لا يستطيع مجابهة قرار الحكومة...وأغلق الطرقات وأحرق الإطارات وكسر المؤسسات...
من يحرص على بقاء الوطن سالما غانما معافى عليه أن لا يخلط بين الأمور 
"...وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ..."البقرة آية 220
 فمن لا يقدر على الجمل لا يعض البردعة من منا لا يكره المفسدين والمرتشين والذين بائعو الوطن ومؤسساته وخصخصوها فسياتي يوم يقولون كما" قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ..."آية 51 يوسف
 الكل يقر بوجود سلبيات ومطالبة بالإصلاحات ولكن ليس بطريق العنتريات والتشبيح والتشطيح ولكن بالحكمة والتروي فالإصلاح آتي رضي من رضي وأبى من أبى دون قتال ومقاتلة...
قال الله تعالى"... وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ..."آية 46 الأنفال.