ثقافات المجتمعات العربية غالبا متقاربة مع اختلافات بسيطة لأن لكل مجتمع خصوصيته و هذا أمر طبيعي ، و تعددت وسائل البيان و الرسائل التي حاولت نقل هذه الثقافات للعالم العربي و العالم ، و من هذه الوسائل الدراما و الكوميديا العربية السورية و المصرية و الخليجية و غيرها ، فعالجت الدراما العربية قضايا عديدة موجودة في المجتمعات إن كانت قضايا صحية أو ثقافية أو سياسية أو مجتمعية بشتى أنواع الدراما و الكوميديا .
تتحكم المجتمعات العربية حسب ثقافاتها بمحتوى ما يعرض في الدراما التلفزيونية لأنها موجهة لكل فرد في المجتمع بعيدا عن السينما (والتي أحيانا يعارض محتواها المجتمع) ، ففي بعض المسلسلات السورية و( سوريا أم الدراما العظيمة) التي أصبحت تعرض مؤخرا (كصرخة روح )و الذي ضج عليه المجتمع السوري و نبذه و ندم عليه بعض الممثلين الذين مثلوا فيه ، لأنه احتوى على مواد درامية جعلت من الحالات ظاهرة بعيدا عن أي خصوصية لطابع المجتمع السوري ، و مسلسل( زوجة ثانية) و الذي أوقف بعد الحلقة (٢٠ ) لأن المجتمع و جد أن المسلسل عند حد معين يجب إيقافه لأنه يعرض العائلة السورية بطريقة سيئة ، و مسلسل (شارع شيكاغو) و الذي عرض مشاهد لم تعرض في أي نوع مسلسلات سابقا ، و هذا ماوافقني عليه الممثل السوري معن عبدالحق على إحدى منصات التواصل الإجتماعي .
الدراما هي و سيلة لعلاج القضايا و ليس إسقاطها و اقناع المجتمعات بأن محتواها ظاهرة عامة ، و غالبا تعرض قصة معينة للمسلسل و تعرج على الخلل الجريء (إن كان موجودا) في المجتمع و لكن لا يكون بالطريقة التي عرضها المسلسل الأخير ، و لم أر في الدراما العربية وصف مباشر لجسد المرأة و لا ألفاظ نابية مباشرة ، فالخطورة في هذا المسلسل تكمن في أنه موجه لفئات صغيرة ، و أنه لم يعالج قضية بل صدر ثقافة بالية ، و لو كان يعالج قضية داخل المجتمع الأردني لعرض على المحطات التلفزيونية المحلية و لم يعرض على قناة تجارية تتاجر بالثقافات ، و أنا كأردنية أرفض أن يتاجر باسم الأردن في الخارج .
لا يصح أن تنتقل الدراما الأردنية من المسلسل البدوي للمسلسل الذي عرض ، فجوة كبيرة جدا غير مبررة سوى أنه لا يوجد دعم للدراما على مستوى المجتمع و الدولة ، لذلك عندما تبارك مسلسل ما ، كن مشبعا بالدراما ، و معالجا لقضايا كثيرة و ساردا لقصص الأردنيات و الأردني في التاريخ و غيرها من كل أنواع الدراما و من ثم اي أخطاء أخرى لربما تغتفر .
لو يا حبذا على من أثنى على العمل مغصوبا أو مقتنعا كان له غيرة على الدراما الأردنية و تطورها و السعي لإعادة القيمة الفنية الأردنية و نتمنى منهم ذلك !!
ما ورد من مشاهد غير لائقة و صدرت للخارج ، هل أحدكم فكر بأن بعض الشعوب الأخرى التي تأتي للأردن ستكون متخوفة مما عرض في المسلسل و ستنبذ مدارسنا !!