الدكتورة ثروت المعاقبة تكتب : عيون زرقاء ..

الخرافات هي الأفكار القائمة على مجموعة كبيرة من التخيلات الغير موجودة، وليس لها أي تحليل أو تفسير منطقي مبني على العلم والمعرفة.

وترتبط الخرافات بإرث الشعوب، وبالعادة تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل، مشوهين بها الواقع على الرغم من التطور الكبيرالذي يشهده العالم إلا أننا ما زلنا حتى يومنا هذا نؤمن بها ونخصص لها وقتا كبيرا من البحث والإهتمام.

فإليكم بعض هذه الخرافات التي ستسمعها بكل مكان، وتؤمن بها أسمعت عن الخرزة الزرقاء، فهي تعتبر أسلوباً من الأساليب التي يؤمن بها الكثير من الناس لطرد الأرواح الخبيثة والشريره حيثُ تقوم بإبطال العين والحسد على حد قولهم، ومن المدهش أن الناس أيضا يخافون من صاحب العيون الزرقاء لإعتبارة أحد الأشخاص الذين يصيبونك بالعين هذا التناقض يجعل هناك حيره بإختلاف المواقف والآراء.

وعبر التاريخ كان الإعتقاد في العين الصائبة أو الشريره مرتبطا بالعيون والنظرات، فإن الأفكار السلبية التي يحملها البشر تخرج من العيون وكما هو متعارف عليه شعبيا تعتبر العيون ( مخاريف الحكي) فهي تفضح صاحبها فهنا نتأكد من حدث واحد أن اللون في العين ليس دليلا على الشر أو الطيبة لكن هناك حديث داخلي هو الذي يسدد سهامه اتجاه أي شي لايعجبه، وهي الطاقة السلبية للإنسان فهي سهام نار  تتوجه إليك لتصيلك بكل شر .

ولأجل تفادي وتحاشي الحسد وحماية الفرد من التعرض للعين الشريرة، أصبح الاعتقاد بأن كل شيء يشبه العين يحمي الفرد من الحسد والشر على نطاق كبير، خاصة في مجتمعاتنا البسيطة التي تنجذب لأي فكره.

عندما كنا صغارا كانت أمهاتنا تلبسنا أساور لونها أزرق لحمايتنا من الشر لكن عندما كبرنا حاولنا أن نقرأ أكثر عن الخرزة الزرقاء والتي تعود أصلا الى القدماء المصريين، فهي كانت شكلاً من أشكال التعاويذ التي تتدلى منها

خيط ، فهي عبارة عن رقيه كانت مصنوعة من الخرز وكانت تستخدم عندهم لمنع الشر والأذى، واختار الفراعنة هذا ( اللون الأزرق) لإرتباطه بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس ، فهي تهدف الى حماية الإنسان من القوى الخفية والشريرة التي يمكن أن تؤثر عليه .

وهنا أيضا يجب أن نرجع إلى الدلالات النفسية لهذا اللون…..

اللون الأزرق هو بشكل عام هو لون مُفضّل ومُحبّب للنفس الإنسانية ، يظهر أثره في تهدئة الأعصاب واسترخائها، بالإضافة إلى أنه يخفض تلقائيا من مستوى ضغط الدم وسرعة التنفس وهو لون السماء والبحر، ويدل على الأفق الممتده فيُضفي إحساسا من السعة والراحة على النفس البشرية، كما أنه لون هادئ وشفّاف يستدعي القدرة على خلق أجواء الهدوء والتأمل ، ويساعد على الإسترخاء بشكل فعال ، ومن الممكن أن يدل أيضا على الحكمة.

أما إذا رجعنا للعلم في  الأحجار الكريمة ومنها الخرزة الزرقاء سنجد أن لكل جسم طاقة إما سلبية أو إيجابية تنعكس على من يرتديها، وكثير من الأحجار عبر التاريخ لها قصص وحكايات سواء كانت إيجابية أم سلبية .

فهناك العديد من الآراء وكثير من الأبحاث التي إهتمت بدراسة الكثير من المعتقدات والأساليب التي اتبعها البشر عبر التاريخ…….. لكن هنا نقف ويجب أن نعلم تماما أن كل شي في هذا الكون له مهمه، ويمتلك ثنائي القطب /سلبي وايجابي بمعنى أننا نتجاذب ونتنافر نحو كل شي بما نمتلك فالإختلاف أساس التكامل ومن كان سببا لشقاءك هو نفسة سببا لسعادة آخر مهما كان حتى لو كان ذره رمال……

إبحث في خلق الله ستجد ما يبهرك……