شر المصيبة ما يضحك وإلا ما يبكي ها هو الرجل يولول وينتحب من قلبه وفعلا يسيل دمعه على عرض خديه ليس تمثيلا ،بكاء خسران مبين بما حل بهزيمة حلف شمال الأطلسي من بلد المساكين قابر وقاهر الإمبراطوريات الورقية من روسيا إلى أروبا الغربية أمريكيا وبريطانيا العظمى وفرنسا والمانيا...
وزير الدفاع "بن والاس" الباكي لا يبكي على ما جنت يده من قتل الأبرياء والأطفال والنساء وتدمير البلاد والعباد "لا تنظر إلى دمع عينيه ، ولكن انظر إلى عمل يديه" إذن هو لا يبكي على مصير الأفغان وما حل بهم ...يبكي كيف سيخلص المجرمين من جنده المتبقين في أفغانستان والأدهى من ذلك الجواسيس الخونة العملاء الأذناب وما لحق بهم من الخوف والوهن والضعف والهلع رغم جيوشهم ذات الأسلحة الفتاكة...
يقول والاس " معترفًا بأن المملكة المتحدة قد لا تكون قادرة على إخراج جميع المواطنين البريطانيين المتبقين" الحمد لله رعب لا مثيل له؟
ويقول"... إن الحكومة تبذل قصارى جهدها لإجلاء 1500 مواطن بريطاني وأفغاني متعاون مع بريطانيا خلال 24 ساعة...
يبكي وزير دفاع بريطاني ويردد نفس عبارة هرقل بصيغة أخرى فيسأله مذيع قناة سكاي نيوز التلفزيونية فيجيب "إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان، وإن القوات البريطانية وقوات حلف شمال الأطلسي لن تعود لقتال المسلحين...أنتهى حيث لا رجعت إلى أفغانستان وداعا لا لقاء بعده
فعلا هزيمة نكراء واعتراف مهين من وزير دفاع أكبر دولة استعمارية كانت لا تغيب عنها الشمس لقد هزموا أمام جهاد الأفغان...
يقول "أعترف بأن طالبان تسيطر على البلاد... أعني أن المرء لا يحتاج إلى أن يكون باحثا سياسيا لمعرفة ذلك" إذن الداني والقاصي والسياسي والإنسان العادي يعرف ويفهم أنهم هزموا شر هزيمة مذلة من فئة قليلة مؤمنة بحقها ودينها،
تضحك ملء فيك على الرعب الذي دب في قلوب القادة والجند فقد كان عشرون عاما كافية بطرد المحتل...
فيقول سائله "عما إذا كانت بريطانيا وحلف شمال الأطلسي سيعودان إلى أفغانستان،
قال بن والاس: "هذا ليس مطروحا... لن نعود" وكلنا نقول لن تعودوا ولن تجرُّؤا على ذلك وسيفكرون مليون مرة في أمر العودة ، والآن دول الاتحاد الأوربي تمد يدها صاغرة بذلة ومهانة لعقد صفقات ومعاهدات وتعاون مع المجاهدين أعداء الأمس الإرهابيين...
الحقيقة التي لم يقلها وزير الدفاع البريطاني بن والاس وهي مكشوف للعارفين وهي أن البكاء له أسبابه وغصة في الحلق وقد ذكر القرآن ذلك عند التشهير بهم "إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ..."
يا سبحان الله جاء القرآن بالفعل المضارع ليفيد استمرارية حالة هؤلاء في كل زمان ومكان "ينفقون أموالهم" وقد أقروا أنهم أنفقوا من المال مالا يحصى تريليونات وبين عشية وضحاها ذهبت هباء منثورا
أنفقوا وجندوا واشتروا الذمم وأمدوا بالسلاح ودربوا وكل هذا وقع في أيدي طالبان سلاح لدولتهم التي دمرت في الماضي والذين جُندوا هربوا من وجه طالبان ثم وقفوا مع بلدهم ضد الأعداء ...
بعد عشرون عاما من القتال في بلاد أفغانستان على أمل أن يقطفوا الثمار انفلتت زمام الأمور وهرب من بين أيديهم الصيد الثمين" أفغانستان" تحررت بكل ثرواتها ومعادنها من يد المغتصبين فيحق لهم أن يبكون بكاء مريرا
ومن دروس البكاء أن للظالم يوم للهروب والهرولة تارك كل شيء وراءه خوفا وهلعا قال الله تعالى" وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)الإسراء
والله أن في بكاء هؤلاء لحكمة نستفيد منها في صراعنا مع الصهيونية العالمية فهذه أعتى القوى الأجنبية الروسية والأوروبية داست على أنوفهم بلد فقير يحاربهم بما ينتزع منهم من سلاح وفي الأخير أستولى على كل السلاح ، إذن لا يغرنك قوة العدو الغاشم
قال الله تعالى "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)النساء،