لو قيل لك هذا الكلام...قنبلة في يد ولدك موقوتة؟ ماذا وبماذا تتصرف وتعمل، تبادر لإنقاذه قبل فوات الأوان بأي طريقة كانت..
القنابل تتنوع كما أن أدوات الحروب تتشعب، فالقُنْبُلة قذيفة جَوفاء مَحْشوَّة بمَوادّ مُتَفَجِّرة أو حارِقة يُقذَف بها العدوّ بالمِدفَع أو الطَّائرة أو تقذف باليد وكلها خطرة وقاتله في نفس الوقت...إلا أنها لها صمام أمان إياك أن تسحبه فتثور بين يديك،
قد يتبادر للمتابع إني أتلكم عن الحروب وهذا نوع من الضروب القاتلة التي تتفجر عنها النزاعات الدولية والإقليمية والطائفية والتي لا تبقي ولا تذر لا من إنسان أو شجر وتدمر كافة بيوت الحجر سأتكلم عن قنبلة يدوية موقوتة يحملها كل إنسان حتى أصبحت رفيق الصغير والكبير والسائل والمسؤول والعالم والجاهل والكل سواء ولكن تتباين طريقة الاستعمال والاستخدام، فهي وسيلة خدماتية مفيدة في حسن حال...
وأقصد وسائل الاتصال الحديثة بداية من الهاتف واستعمال الشبكة العنكبوتية والتي منها الماسنجر والغوص في أعماق بحر النت وغياهب الجب ومما دب وهب...
هذه قنابل موقوتة محشوة بمعلومات مختلفة ومن مشارب متنوعة منها اللذيذ ومن السقيم العليل المريض المسموم ومنها الغث والسمين، فهي سوق مفتوح الكل فيه يشتري ويبيع سلعته ويصيد وسيصطاد حسب الطعم الذي يلقيه في هذا البحر الزاخر الفاخر ...
إذن وصلنا إلى نتيجة لا بيت الآن يخلو منها الفقير قبل الغني يملك تلك القنابل الموقوتة المتفجرة في كل لحظة سواء من المرأة والرجل وأولادهم صغارا وكبارا وكل له مركبه الخاص يبحر في الوجهة التي يريدها بحيث يخفي قنبلته وسيلقي شراعه اينما يريد؟
المصيبة ليست هنا وإنما في الشبكات المغريات التي تعج بالحيتان والتماسيح وسمك القرش هنا يجد المراهق ضالته وهدفه فيستلقي على قفاه وتبدا يده تنقله من إيقونة إلى أخرى أَرْدَى وأخزى وتوهان لا مثيل له ،فيفتح مواقع المخدرات والعاهرات والمناظر المثلية والمثيرة واللواط والانحلال وخراب الديار وهو يسرح معهم ويمرح، قال الله تعالى "لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)الحجر، "أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)الشعراء، "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)....
أنظر طفلك الرضيع بما يلهيه شقيقه الذي أكبر منه سنا ، يناول الرضيع قنبلة مؤقتة ويفتح له على مواقع وخيالات متحركات ويبدأ يعبث الطفل يعبث بالقنبلة من اليسار الى جهة اليمين ويقلبها بسبابته لا إراديا وحتى مع الأيام يبكي ويتباكى حتى إذا وضعت القنبلة بين يديه ينسى كل شيء ويصبح مغرما فيضحك الأب والأم كلا ملء فكيه، فالرضيع لحق بركب أخيه الكبير وأصبح بحار يعرف ما سيصير دون تقصير...
النتيجة إلى أين المصير، وكلنا في تقصير ...من العبث بمكان أن تلقي قنبلة قابلة الانفجار قابلة للتدمير وحرق بيتك عن بكرة أبيه فهو ضياع للوقت وللأجيال وهجران لكل نافع مفيد فهو سلاح ذو حدين وأكثر ما يستعمل الحاد القاتل منه ...
أليس من صنع هذا الهاتف كمن صنع القنبلة وجعل له سلك ورابط أمان وبحيث لا يفتح الرابط إلا اذا داهمك الأعداء، لماذا يا ترى هم يحافظون على أجيالهم ويتركون أجيالنا فريسة لهم، ففي بريطانيا مثلا يمنع بيع الدخان لمن هم دون السن القانوني للصغار خمسة عشر عاما على ما أعتقد...إذن يستطيعون ونستطيع أن نضع برامج ومواقع خاصة بالأطفال والمراهقين ومراقبة كل فاحشة صغيره وكبيرة ،فهذا هاتف الكبار وذلك للصغار أو أي وسيلة ناجعة في الحل بما فيه المصلحة العامة، لكن الرسالة معروفة من العنوان، قال الله تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)الروم