فى علم النفس هناك مجموعة كبيرة جدا من الحيل النفسية و المتلازمات والأمراض النفسية الغريبة والعجيبة ، ومن بينها متلازمة "تأثير الحرباء"Chameleon Effect"، أو الشخص المتلون الذي لاتعرف ولا تمييز كيف يتقلب من حال إلى حال وفي أي ضروف يتلون وماذا يشعر قبل وبعد ظهوره بهذا الشكل.
كما يشعر الشخص الحرباء بحالة نفسية مختلفة تتضمن التودد للآخرين بحيث يصبح مرآة لهم، وفى هذا المقال سنتعرف أكثر عن متلازمة الشخص الحرباء أو المتلون بشكل أكثر دقة.
وكلنا نعرف أن بعض أنواع الحرباء لديها القدرة على تغيير لونها وفقاً لحالتها الفسيولوجية، حيث تتفاعل مع درجة الحرارة والوقت الذى تقوم فيه بتغيير لونها، ويتغير لون الحرباء فى أوقات كثيرة بسبب العوامل النفسية الداخلية مثل الغضب والخوف، لذا فإن تغيير لون الحرباء هو شكل من أشكال التواصل فيما بينها، وبالتالى فالشخص الحرباء يحاول تغيير لونه ليقلد الشخص الذى أمامه بحيث يتماشى وينافق ويكذب بناءا على المعطيات التي يراها وهنا نرى ونشاهد الكثير يخالف أفكاره ومعتقداته فقط ليكون مرآه أخرى للمتنفذين وأصحاب السلطة خوفا من الإقصاء فيعد الشخص المتلون نفسة بهذه الحاله مسيطرا على مكتسباته .
وتأثير الحرباء لايقف هنا بل هو نوع من العدوى العاطفية يحدث فيها الميل إلى الشعور بنفس المشاعر التى نشاهدها وبنفس الطريقة والرغبة فى التأثير على مشاعر الآخرين، وتعد عملية يتأثر فيها الشخص وفى نفس الوقت يمارس تأثيره على عواطف وسلوك الأشخاص أو الجماعات الأخرى وهنا يحاول الشخص المتلون الظهور بعكس شخصيته الحقيقية ليمارس كل أنواع النفاق لحصاد أكبر عدد من المعجبين ويكون حوله هالة من المصفقين المتلونين .
وتأثير الحرباء لا يقتصر على التأثير فقط بل يعمل على محاكاة مشاعر الآخرين والمواقف وتعبيرات الوجه واللغة والنبرة واللكنة والمفردات وهنا نعلم تماما أن الشخص المتلون يجذبك لقاعة ليفترسك.
ومن تأثير الحرباء أيضا في حياتنا اليومية العادية عندما يكون هناك شخص ما يضحك أمامك فمن الطبيعى هو أن تضحك مثله وتجاريه، وكذلك عندما تجلس مع أشخاص يتحدثون بلهجة مختلفة عنك فالكثير يحاول تغير لهجتة للحديث معه، وأيضا إذا كنت تشعر بمشاعر سلبية سوف تنعكس مشاعرك على من حولك، وقد يحدث هذا التأثير بمعرفة الشخص وأحيانا بدونه .
وفي نهاية المطاف فإننا نضحك كثيرا لغباء الكثير من المتلونين ممن حولنا لأنهم يعتقدون دائما بأنهم مستهدفين من قبل من حولهم هؤلاء لديهم ميزه في اختلاق وتصميم القصص والوقائع ودائما يتفننون بالكذب وتصوير الواقع من زوايتهم فقط وهذا ينعكس تماما على زيف قلوبهم وأنفسهم المريضة ويعكسون صورهم المتلونة على تفاصيل الآخرين.
ونحن كمتعلمين دائما نتجه نحو تحليل المواقف بما هو متاح لنا من معطيات من خلال الإشارات والرموز الظاهرة التي لايستطيع الكثير فهمها بالإضافة إلى المعرفة الجيدة لتسلسل الأحداث ونضيف عليها الخبرة في تشخيص الآخرين من خلال سلوكهم .
وعندما تكتمل لوحتنا في تجسيد الآخرين........
نصيحة... لاتشغل نفسك في التبرير لصغار العقول حاول فقط أن تعمل ما تحب بعيدا عن التلون فمن القبح أن تستجدي شيئا بكثرة نفاقك وتغيير شكلك .