هو عدوان مقصود أو تهديد بالضرر المتكرر من خلال الأجهزة الإلكترونية بين قوى غير متوازنة بين المتنمر والضحية ويأخذ عدة أشكال مثل إرسال رسائل مسيئة أو تهديد بنشر الشائعات والكشف عن المعلومات الشخصية ونشر الصور الخاصة، ويعرف بأنه الضرر المتعمد والمتكرر الذي يتعرض له الفرد من خلال الوسائل التكنولوجية.
مفهوم التنمر الإلكتروني:
يعد سلوك التنمر هو أحد السلوكيات العدوانية التي عادةً ما تنتشر بين الأقران من الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، ومع انتشار وسائل التواصل الإلكترونية واستخدامها على نطاق واسع من قبل الغالبية العظمى من الطلاب، انتقل سلوك التنمر من الممارسة بالشكل التقليدي المباشر بين طالب وآخر إلى الممارسة من خلال وسائل التواصل الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي فيما عرف باسم التنمر الإلكتروني.
كما يعرف بأنه استخدام الإنترنت أو أدوات الاتصال الإلكتروني ليتم من خلالها استهداف شخص معين أو مجموعة من الأشخاص بهدف إلحاق الأذى بهم أو إزعاجهم بشكل مقصود ومتكرر.
كما يعرف بأنه ظاهرة تنطوي على سلوكيات مهينة تلحق الأذى بالمتعلم أثناء استخدامه للإنترنت.
الفروق بين التنمر التقليدي والتنمر الالكتروني
يختلف التنمر التقليدي عن التنمر الالكتروني في طبيعة الأدوات المستخدمة في عملية التنمر، وكذلك طبيعة الوسيط الالكتروني الذي يحدث التنمر من خلاله ومن أبرز الاختلافات
عدم توازن القوى حيث ترتبط في التنمر التقليدي بإمكانات المتنمر الجسمية والنفسية أما في التنمر الالكتروني فترتبط بقوة التكنولوجيا المستخدمة وخاصة أنها تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح للمتنمر الكترونياً التخفي باستمرار وعدم الكشف عن هويته للضحية
استمرارية التنمر الالكتروني الذي يمكن أن يحدث خلال أي ساعة طوال أيام الأسبوع بينما التنمر التقليدي ينتهي بابتعاد المتنمر عن الضحية .
عدم قدرة ضحية التنمر الالكتروني على الهروب حيث تتم مطاردة المتنمر للضحية في أي وقت وفي أي مكان سواء عن طريق الرسائل الالكترونية أو ملفات الفيديو، على عكس ضحايا التنمر التقليدي اللذين يمكنهم الهروب من المتنمر عن طريق الذهاب إلى أي مكان بعيد عنه ، الأمر الذي يساعد على زيادة نفوذ المتنمر الكترونياً على ضحيته.
أشكــــال التنمــــر الإلكتــــرونــــي:
يأخذ التنمر الالكتروني عدة أشكال من أهمها:
السب والقذف الإلكتروني: هو نشر كلمات عدائية ومبتذلة ضد شخص أو أكثر على صفحات الأخبار الإلكترونية أو المنتديات.
التحايل الإلكتروني: وهو خداع وغش الشخص في التعامل مع بعض المواقع والصفحات، وحثه على القيام بإجراءات معينة بالغة الضرر مثل توريطه في خسائر مالية أو مسائل قانونية.
المطاردة الإلكترونية: تحدث المطاردة من خلال الحصول على معلومات شخصية عن الشخص أو الضحية، واستخدامها ضده وانتظاره في مواضع أي "مواقع إلكترونية" يتوقع زيارتها لتتبعه وسرقة معلومات هامة مثل رقم الحساب الخاص أو كلمات السر الخاصة به.
رسائل التصيد: يعبر هذا المصطلح عن إرسال عشرات الآلاف من الرسائل بطريقة عشوائية إلى عناوين البريد الإلكتروني المخزنة في قوائم يمتلكها المحتالون إما بشرائها أو باستخدام برامج مخصصة لذلك، ثم إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني تدعي أنها مرسلة من جهات رسمية يتعامل معها صاحب البريد مثل البنوك أو شركات الكروت الائتمانية للحصول على بيانات غاية في الخطورة مثل رقم الحساب البنكي أو البطاقة الائتمانية أو كلمات السر.
الاختراق: هو عملية السطو على معلومات وبيانات خاصة بالمستخدمين ومراقبتها ومتابعتها أو اقتحام المواقع ووسائط التخزين بوسائل برمجية تدمر العتاد.
الاقتراع الإلكتروني: وهو مصطلح يشير إلى إنشاء مراكز اقتراع افتراضية على الإنترنت لتمكين مجموعة معينة من التصويت لشخص ما من حيث خصائصه غير المرغوب فيها مما يسبب قلق وإزعاج وإهانة لهذا الشخص.
الخصائص الشخصية للمتنمرين الكترونياً وضحاياهم:
المتنمر إلكترونياً هو شخص يستخدم وسائل التواصل الإلكتروني بشكل خاطئ ومسيء للآخرين بدلاً من استخدامها في تقوية الروابط الاجتماعية، ويأتي ذلك بسبب قصور في البنية النفسية لديه أو لعدم قدرته على مواجهة المشكلات بشكل إيجابي، و خصائص المتنمر إلكترونياً بأنه بعدة خصائص تتمثل في معاناتهم من العديد من الاضطرابات النفسية، وعدم ميلهم للعلاقات الاجتماعية، كما أنهم يميلون إلى العدوانية في حل المشكلات، كذلك يمتلكون مهارات عالية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وينظرون إلى ضحاياهم دائماً بنظرة دونية.
كما يتصف المتنمرون الكترونياً بالتكبر وحب الشهرة والرغبة في السيطرة على الآخرين، كما أن لديهم قدرة على إقناع الآخرين على تبرير العنف الالكتروني الموجه للآخرين، كما أن لديهم صعوبة في اتباع القوانين والالتزام بها، كما يشعرون بالغيرة من الآخرين.
أما عن الخصائص الشخصية لضحايا التنمر الالكتروني فقد وردت في عدة دراسات منها وتتمثل في الهدوء والحساسية المفرطة والميل إلى الاستهواء والقلق والخوف والشعور بعدم الأمان بشكل مستمر، كذلك يظهر ضحايا التنمر الالكتروني بأنهم أقل ميلاً للعنف وكذلك يتسمون بالعاطفة الشديدة.
دوافــــع التنمــــر الإلكتــــرونــــي:
من دوافع للتنمر الإلكتروني لدى الأطفال والتي يمكن عرضها فيما يلي:
الشعور بالراحة عند التهجم على الآخرين.
الاستمتاع بإلحاق الضرر بممتلكات الآخرين.
الاستمتاع بالحصول على ممتلكات الآخرين.
الرغبة في تفريغ الانفعالات في الأطفال الآخرين.
الشعور بالتميز عند إيذاء الآخرين.
تعويض الإخفاق في الدراسة بإيذاء الأطفال الآخرين.
سوء معاملة المعلمين للطفل المتنمر مما يجعله يعوض عن ذلك بإيذاء زملائه......