لا يخفى على أحد من الناس ما هي لعبة الزَّانَةُ فهي من الألعاب الرياضية الشاقة وتحتاج لمهارة بدنية عالية، وجسم ممارس قوي خفيف ونشاط بدني غير معتاد...يبدأ اللاعب بهرولة سريعة متصاعدة وهو يتكأ على غرز عمود مرن من الألياف الزجاجية يغرسه في الأرض طوله ما يقارب أربعة أمتار ونصف، ثم يطوح نفسه في الهواء من خلال الركض والارتكاز وهذا القوة تنحني في الزانة التي تدفع به إلى الأعلى قد يصل لعلو خمسة عشر مترا في الهواء...
نقطة الربط ما بين القفز والرابطة هي الهرولة والسرعة المتسارعة المتزايدة تصاعديا في ظروف شاقة نحو بلوغ الهدف، ويتميز كل لاعب عن غيره بالقفز والارتفاع في العلو بمظهر الممارس المتدرب سابقا ، وما يلاقي من تشجيع وحوافز ومكافئات ينالها ويحصل عليها من خلال الهرولة في كل مرحلة متقدمة،
لكن عقدة اللعبة والتي تظهر فيها المهارة والحذاقة و الفهلويَّة...هو أن يطلق اللاعب ساقيه في الهواء تاركا خلفه عمود الزانة يسقط وحده وراءه، ثم يهوي اللاعب أرضا مليئة بالحشائش أو الرمل الناعم فينغرس فيه كالنعامة...
شغلتنا توصيف لعبة القفز بالزانة وممارستها ونسينا ما هي رابطة العالم الإسلامي وما علاقته بالموضوع وأهدافه, نعود فنقول رابطة العالم الإسلامي :- هي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة، مهمتها التعريف بالإسلام وبيان حقائقه وقيمه السمحة وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة...تعريف جامع مانع درجة ممتاز،
كلام في منتهى الجمال لكن الذي لم أفهمه "شعبية أو الشعبوية " ما علاقة الشعب بالموضوع؟ عدت أبحث في المعجم عن الشَعْبيَّة فهي حُظوة أو محظوظة لدى الشَّعب، وتَقْدير الشَّعْب ومَحبَّته لها، إذن هي تمثل إرادة الشعب المسلم كونها في خدمة المسلمين وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإن خرجت أو حادت عن ذلك القيد الذي قيدت به نفسها ؟؟؟ عندها يكون فعلا فاقد الشيء لا يعطيه حتى تفقد مسماها....
فالواجب القيام بالعمل وفق التعريف لا للخروج على النص، فهذا التفويض والإنابة هي التي رفعت من قيمتك وقيمة من يرأسها وإلا ينطق خلاف ما قالَه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَهَلَّا جَلَسْتَ في بَيْتِ أبِيكَ وأُمِّكَ، حتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إنْ كُنْتَ صَادِقًا...}}
وهذه الرابطة تمثل شريحة واسعة من العلماء والفقهاء الأجلاء من كافة الأقطار الإسلامية حسب نظامها الداخلي وليست مناطة بشخص ولاعب زانة واحد بذاته...دون ذكر لاعبة لأسباب معروفة لمن يدرك؟
فنجد أن القرآن الكريم عندما تحدث عن أهل الكهف تحدث عن مجموعة :-{وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا }(19)
فالرأي والمشورة والمسائلة والإرسال أمر جماعي ولا ينفرد به أحد عن غيره كونه يشكل مصلحة تخص الكل...
وحتى لا نبتعد كثيرا بالقفز أن الرابطة جنحت عن هدفها المرسوم، وتجاوزت المعهود ليس من باب النقد والتجريح والإساءة والتهجم ولكن الحقيقة فالقفز له مخاطره وفوائده أن كان على أصوله...
فمن المسلمات البديهية أن اليهود يحتلون بلد عربي مسلم وأرض مقدسة عند كافة المسلمين "فلسطين" وقاموا بطرد أهليها تحت قوة السلاح ومصادرة أراضيهم وما زالوا يفعلون رغم كل الإدانات وكافة القرارات والمنظمات الدولية...
فما هي الفائدة التي نتهافت من أجلها والتباكي والحزن والتأسف وضرب الكف بالكف والتصريحات والصلوات والدعوات وتبادل الزيارات ، ومصافحة الأيدي الملوثة بالدماء...ما الهدف من وراء ذلك كله، وما علاقتنا نحن بالمحرقة المزعومة لم نكن من أهلها ولم نحرقهم حتى نعتذر منهم، وما هم بقوم عزيزين علينا حتى نعينهم...
هل من العدالة أن نقفز ونترك الزانة وراءنا "فلسطين" ونسقط أرضا غير مبالين ونقع في وحل الطين، وها هي قضيتنا ولب دعوتنا قفزنا من فوقها في احضان اليهود ولهم محبين، من أولى بمد يد المعونة له والبكاء على شهدائه الذين دمرت بيوتهم وكل العالم يندد ويتوعد بجرائم اليهود إلا المتصهينين هل من العدالة يا وزير العدل أن تحكم على الضحية ليقدم الاعتذار للقاتل ويدفع الدية مضاعفة، ونتباكى على التاريخ المزور ألم يقل عنهم المولى سبحانه "...ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ...}آل عمران 112
السؤال قبل الأخير هل تحولت الرابطة إلى وزارة خارجية وناطقة إعلامية وقنصلية دبلوماسية تمثل كافة الأقطار العربية والإسلامية في فرد وشخصية اعتبارية ذات أهداف سياسية غير معروفه للطبقة الشعبية التي نوهنا اليها آنفا....
وما علاقة رجال الدين بهذا الامر المهين ؟؟؟ فقد عدلت قصدا عن مسمى الفقهاء والعلماء إلى رجال الدين حتى يتساوى هم رجال ونحن رجال ...لنسأل أنفسنا أين التسامح والتساهل والتناصح من اليهود للمسلمين،
والدولة اليهودية تهدد السلم العالمي في ترسانة الرؤوس النووية والذرية وأدوات الدمار بأنواعه، ثم نقول مساكين أحرقهم النازيين...ألا يكفي شهادة رب العالمين فيهم ...
قال تعالى{... كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} المائدة64 من الأرشيف...تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن