تُعد مشكلة الادمان من المشكلات الخطرة وواسعة الإنتشار في عصرنا الحالي؛ إذ قفزت هذه المشكلة بجوانبها المتعددة لتقع ضمن أوليات برامج الإرشاد الجمعي والفرد ومعظم الجهات التي تهتم بالشباب والمرهقين تحديدا، بعد أن تفاقمت، وازداد انتشارها في كافة المجتمعات سواء المتقدمة، أم تلك التي لا تزال في طريق التقدم.
وإن الإدمان على التدخين أو على أي من المواد المخدرة الأخرى مشكلة مهمة ومؤرقة لكثير من الأسر التي ترى أطفالها ومراهقيها وشبابها يتعلقون بهذه الآفة .
والتي بدورها تؤثر على قدرات الناس من جميع الطبقات الاجتماعية والأجناس والأعمار وتؤثر على العلاقات بين البشر أيضا وهي مشكلة ذات أبعاد لا تتعلق بالفرد وحده، بل تتعداه لتشمل المجتمع بشكل كامل.
وكان لا بد من تكاتف الجهود للتصدي لمشكلة الإدمان على جميع المواد المضرة بالصحة ومن ضمنها التبغ ، والعمل على مكافحتها على المستوى المحلي والإقليمي بكافة الوسائل المتاحة التي تستوجب من كل فرد منا مسؤولية مجتمعية كبيرة لمحاولة التغيير الذي لايبدأ طالما نحن مكتفي الأيدي.
ويمكن النظر إلى المواد الضارة بالصحة والمخدرة باعتبارها تحوي نسبة من المواد الكيميائية التي يتم تعاطيها لتغيير المزاج أو السلوك، وتضم المخدرات غير القانونية، مثل: الكوكائين، والهيروين، والعقاقير القانونية، مثل: النيكوتين الموجود في الدخان، والكافيين الموجود في القهوة والشوكولاته.
وفي الجانب الارشادي دائما ما نتطلع
أن تتحلى البرامج العلاجية ببناء ثابت، وأن تكون مرنةً في الوقت نفسه لتناسب حاجات الفئة المتلقي له، ويفضل أن تكون مدة العلاج طويلة نوعاً ما حتى تكون الفائدة أكبر؛ حيث أن المدخنين/المدمنين غالباً ما يكونون أقل التزاماً بالعلاج .
ومن أهم ما يستخدم المرشد النفسي في هذه الحالات العلاج المعرفي السلوكي، وفاعليته الكبيرة في العلاج والتعافي، وفي العلاج المعرفي السلوكي يعمل المعالج من خلال استخدامه لأساليب متنوعة على تغيير الاتجاهات والممارسات للفرد مثل:
لوم الذات، أو قبوله عروض المخدرات. ويركز على تغيير أفعال وأفكار محددة لدى الفرد، ويخفض التوتر المرافق للتعاطي بالتدريب على الاسترخاء والتنفس العميق.
وتعمل البرامج العلاجية المستندة إلى المقاربة السلوكية المعرفية على الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات والتبغ والمؤثرات العقلية عامة ؛ إذ تقوم على تعديل العمليات المعرفية، مثل: الإدراك، والقناعات، والتخيل، والتفكير، والحديث الذاتي، التي تؤثر بشكل أو بآخر في السلوك الظاهر.
وهناك استراتيجيات وقائية لمنع المراهقين أو الشباب من الإدمان :
١_ اكتشف الأنشطة التي يشارك بها الشاب /المراهق.
٢_التشجيع على المشاركة في الأنشطة الرياضية.
٣_ضع القواعد والعواقب لكل تصرف مع التأكيد على القرب النفسي بينك وبينه.
٤_اعرف كل أصدقاء ابنك المراهق/الشاب.
٥_لاحظ وراقب سلوكة من فتره لأخرى وارصد التغيير.
٦_وفر له الدعم والحب والحنان.
٧_ التعزيز مهم ودائما شجعه حينما يحقق نجاحًا ما.
٨_ يساعد الارتباط القوي بينك وبين المراهق/الشاب على حمايته من تعاطي المخدرات.
٩_كن قدوة حسنة.
إن الأهم هو مسؤوليتنا تجاه أبناءنا ترتكز على حمايتهم والحماية ترتبط بنهج متكامل يظهر بداية بالأسرة وينتهي بكافة الجهات التي تعمل على حماية الفرد فمن الضروري توعية الأسرة بدورها الحقيقي .