حين يتأخر المطر وتشكو الأرضُ العطش ، وتستغيث الأشجارُ من الذبول ، ويجفُّ حلق الإنسان يبدأ الناسُ المؤمنون الصادقون بالتوجّه إلى الله طالبين منه المطر وهو الذي قال عنه " وجعلنا من الماء كل شيء حي " عندها لا يُخيّب الله عز وجلّ طلب المستغيث فيُزل المطر مدراراً ، هذا في علاقتنا مع الخالق ، لكن ما يحدث في علاقة البعض مع المخلوق عكس ذلك تماماً فالمسؤول يختار المتساقطين حوله والمتزلفين له بولاء كاذب ، فيقدم لهم المكافأة على حساب الكفاءة ، ويغدق عليهم بالأعطيات حتى ينال الولاء منهم ومن غير الأداء ، ويرهن عقولهم بما يقرره ، ليحقيق مآربه ، بعبودية خرساء ، ترغمهم على الصمت وترغمهم على الكلام ، كي يهتفوا لنتخاصم ، حتى يغيروا الحقائق، ونكون الجناة ، وهم الضحايا ، ولا من مُنقذ لأرواحنا الحائرة من الضلال ومكرهم ، سوى أن نستنهض الهمم ، بوعينا لنمضي حتى نتقبل اقدارنا ، ويبقى الوطن معصوما ، ولا تمزقنا الظنون .