آخر الأخبار

يسرى أبو عنيز تكتب : طفل الرشيد فاجعة مؤلمة

يسرى أبو عنيز تكتب : طفل الرشيد فاجعة مؤلمة
جوهرة العرب _يسرى أبوعنيز 

هي فاجعة بمعنى الكلمة،تلك التي ذهب ضحيتها يوم أمس الأول طفل في منطقة ضاحية الرشيد بالعاصمة عمان،بعد أن وُجد هذا الطفل متوفيا ،مع وجود حبل حول رقبته،ليصدم كل من شاهد هذا الأمر.

هذه الفاجعة هزتنا جميعا ،قبل أن تهز عائلته، وأقرانه من الأطفال،فإذا كان هذا الطفل قد أقدم على الانتحار ،فما الذي يجعل طفلا في هذا العمر يقدم على هذا الأمر،وكيف هانت عليه حياته،أم أنه لم يعي هذا الفعل؟.

وتشكل مثل هذه الحادثة أمرا خطيرا فذ مجتمعنا الفتي ،خاصة وأنها تتعلق بفئة الأطفال لكونهم لا يعون مخاطر مثل هذه الأمور ،وذلك قبل تعلق أطفالنا حتى و صل الأمر ببعضهم إلى الإدمان على عدد من الألعاب الخطيرة ،والتي باتت الشغل الشاغل لمعظمهم.

وطفل ضاحية الرشيد الذي فارق الحياة مساء أمس الأول،وتدور شبهة الإنتحار وراء وفاته،هذا الطفل وكما يشهد له كل من يعرفه،واهالي الحي بأنه من أصحاب الأيادي البيضاء،ومحبا
لعمل الخير ،وللناس،ورفيقا بالحيوان ،ومن الأشخاص الفاعلين في حيه رغم صغر سنه.

أوجعنا رحيل هذا الطفل ،وان كنا لا نعرفه،ولم نتعامل معه ،غير أن سيرته والتي سردها من يعرفه،لدليل على أنه من الأشخاص المميزين ،والمحبين للخير،والعمل التطوعي،فرغم صغر سنه ترك أثرا طيبا في قلب كل من يعرفه،ولكن الموت كان له بالمرصاد،حتى وإن كان هو من أقدم على الإنتحار.

وأوجعنا أكثر أن طفل لا يزال في مثل هذا العمر يُقدم على إنهاء حياته بهذه الطريقة ،بحسب الروايات المتداولة ،وهو لم يخض بعد أي معركة من معارك الحية الطويلة،وكأنه يوجه رسالة وإن كانت غير صحيحة ،ولا تمت للمنطق بشيء،رسالة  لأقرانه بإختصار الحياة،وتفاصيلها،قبل أن تبدأ.

أوجعنا كثيرًا رحيل هذا الطفل بهذه الطريقة ،وأوجعنا أكثر أن يصل الحال بأطفالنا لهذا الحد،بحيث تنتهي حياته ،وهي التي لم تبدأ بعد،فهو لم يكمل سوى عامه الثالث عشر بحسب الروايات،وعامه العاشر في روايات أخرى،وليخسر مجتمعنا طفل كان مُقبلا على الحياة بحسب المقربين من عائلته.

عزاؤنا لأسرة طفل ضاحية الرشيد ،وللحي بأكمله،بل إن العزاء لنا جميعا ،وللوطن بأكمله،لخسارته،وفقدانه أبنائه في مثل هذا العمر من جهة،ولتنامي هذه الظاهرة بين افراد المجتمع إن كانت الوفاة بدافع الانتحار من جهة أخرى.