آخر الأخبار

ندوة دولیة نظمھا "تریندز" بالشراكة مع صحیفة "الاتحاد" بمناسبة الیوم الدولي للسلام

ندوة دولیة نظمھا تریندز بالشراكة مع صحیفة  الاتحاد بمناسبة الیوم الدولي للسلام
جوهرة العرب 
 

في الیوم الدولي للسلام الذي یوافق 21 سبتمبر من كل عام، حول "مركز تریندز للبحوث 
والاستشارات" ھذا الحدث العالمي إلى قمة حواریة ونقاشیة جمعت مسؤولین ورموزاً وشخصیات محوریة ومؤثرة على المستویین الإقلیمي والعالمي، وبحثوا سبل نشر ثقافة السلام 
والتسامح في العالم وآلیاتھا، وكیفیة جعل ثقافة التسامح والسلام مدخلاً رئیسیاً لمواجھة صراعات 
العالم والمنطقة، كما اقترحوا خارطة طریق من شأنھا تعزیز ثقافة السلام والتسامح ونشر قیم 
التعایش والأخوة الإنسانیة بین الشعوب.
وحضر ھذه الندوة الدولیة الھجینة التي جاءت تحت عنوان: "نشر ثقافة السلام والتسامح في 
العالم ... ما الذي ینبغي علینا فعلھ؟"، ونظمھا "مركز تریندز للبحوث والاستشارات" بالشراكة 
مع صحیفة "الاتحاد"، معالي الشیخ نھیان بن مبارك آل نھیان، عضو مجلس الوزراء، وزیر 
التسامح والتعایش، والمونسنیور یوأنس لحظي جید، السكرتیر الشخصي السابق لقداسة بابا 
الكنیسة الكاثولیكیة عضو اللجنة العلیا للأُخُوَّة الإنسانیة في مصر، وسعادة الدكتور سلطان بن 
فیصل الرمیثي، الأمین العام لمجلس حكماء المسلمین.
كما شارك في الندوة سعادة مقصود كروز، مستشار الاتصال الاستراتیجي في وزارة شؤون 
الرئاسة، والدكتور عمر الدرعي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والحاخام لیفي 
دوشمان حاخام الجالیة الیھودیة المعتمد لدى الإمارات، ومعالي الدكتور قطب سانو، الأمین العام 
لمجمع الفقھ الإسلامي الدولي.
وشھدت الندوة مشاركة كل من الدكتور محمد كامل المعیني، مؤسس ورئیس المعھد الدولي 
للدبلوماسیة الثقافیة في الإمارات، والدكتور فتوح ھیكل، المستشار السیاسي، رئیس قطاع البحث 
العلمي في مركز "تریندز"، والدكتور رشید الخیون، كاتب وباحث من العراق، والسید إیلي 
إبستین، الرئیس والمدیر الإداري في شركة أمینكو للموارد بأمری وتمحورت الندوة، التي أدراھا الباحث والكاتب الإماراتي الأستاذ محمد خلفان الصوافي، حول 
ستة محاور رئیسیة ھي: "الخطاب الدیني وأھمیة مواجھة خطابات الكراھیة والتطرف، ووثیقة 
الأخُوَّة الإنسانیة كإطار لتعزیز قیم السلام والتسامح حول العالم، وحقوق الإنسان كمدخل لتعزیز 
ثقافة التسامح والسلام، وجعلھا مدخلاً لمواجھة صراعات العالم والمنطقة، وسبل تعزیزھا في 
المنطقة والعالم، ونحو رؤیة مشتركة لعالم أكثر سلاماً وتسامحاً".وأكد المشاركون في الندوة أن العالم بحاجة إلى نبذ العنف والعنصریة ومحاصرة خطاب 
الكراھیة والتطرف ومجابھة الجماعات والقوى التي تروّج للعنف، مكونات رئیسیة لخریطة 
طریق تسھم في نشر ثقافة السلام وقیم التسامح وإعلاء مبادئ الأخوة الإنسانیة وتحقیق الازدھار 
والتنمیة لشعوب العالم ودولھ المختلفة.
نھیان بن مبارك: الإمارات واحدة من أكثر الدول سِلماً وأماناً وازدھاراً وتسامحاً في 
العالم
قال معالي الشیخ نھیان بن مبارك آل نھیان، عضو مجلس الوزراء، وزیر التسامح والتعایش، 
في الكلمة الافتتاحیة للندوة: "في ھذه الندوة الدولیة التي تُعقد احتفالاً بالیوم الدولي للسلام، نجتمع 
لنتدارس مسؤولیتنا المشتركة عن تحقیق التسامح والسلام والأخوّة الإنسانیة في عالمنا الذي نعیش 
فیھ، إنھا دعوة للعالم من دولة الإمارات العربیة المتحدة لمناصرة قیم السلام والتسامح".
وأكد الشیخ نھیان بن مبارك أن الإمارات تحرص على الانضمام إلى الدول والمنظمات الأخرى 
دعماً للتسامح والتعایش السلمي، وعلى استعداد لمشاركة خبراتھا مع الآخرین وأن تكتسب منھم  فھماً واسعاً للقوة العالمیة التي ینطوي علیھا السلام والتسامح، وھذه الندوة تمنحنا الفرصة لتبادل 
الخبرات واكتساب ھذا الفھم.
وأشار معالیھ إلى أن دولة الإمارات العربیة المتحدة واحدة من أكثر الدول سِلماً وأماناً وازدھاراً 
وتسامحاً في العالم، فھذا إرث الوالد المؤسس المغفور لھ - بإذن الله - الشیخ زاید بن سلطان آل 
نھیان (طیّب الله ثراه)، الذي ترك لأبناء الإمارات وطناً متآلفاً ومنفتحاً تماماً للجمیع بصرف 
النظر عن ثقافتھم أو دینھم أو عرقھم أو نوعھم الاجتماعي أو عقیدتھم، ونتیجة لھذا، حققت 
الإمارات نمواً اقتصادیاً لا نظیر لھ، مصحوباً باستقرار اجتماعي وسیاسي، وبفرص تتسع 
باستمرار لمواطنیھا والمقیمین على أرضھا.
وأكد الشیخ نھیان بن مبارك آل نھیان، عضو مجلس الوزراء، وزیر التسامح والتعایش، أن 
السلام والتسامح مكوِّنان أساسیان في المجتمع الإماراتي، مضیفاً أن السلام والتسامح لا یزدھران 
في غیاب الأعمال الحكیمة، لذا تركز وزارة التسامح والتعایش على ضمان أن تؤدي التجربة 
التعلیمیة للشباب والشابات إلى إدراك فضائل السلام والتسامح والأخوة الإنسانیة والطریقة التي 
تؤدي بھا ھذه الفضائل إلى فھم مستنیر للھویة والاختلاف بین البشر.
وذكر معالیھ أن الإمارات استضافت عام 2019 قداسة البابا فرنسیس وفضیلة الإمام الأكبر أ.د 
أحمد الطیب، شیخ الأزھر الشریف، وبدعم قوي من صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید آل 
نھیان، ولي عھد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصدرا معاً "إعلان أبوظبي 
للأخوة الإنسانیة"، الذي یطالب الجمیع بالعمل جدیاً على نشر ثقافة التسامح والتعایش معاً بسلام، 
وإنھاء الحروب والتدھور البیئي والانحدار الثقافي والأخلاقي.
وقال الشیخ نھیان بن مبارك: إن روح ھذه الندوة تتماشى مع روح إعلان الأخوة الإنسانیة، 
بتأكیدھا على وجود أمل في بزوغ عصر جدید من التسامح والسلام في العالم، ولكي یتحقق ھذا 
العصر الجدید من التسامح والسلام، من الضروري ألا نقف عند فھمنا للروابط التي تجمعنا 
كأعضاء في مجتمع عالمي فقط، بل ینبغي علینا أن نعزز ھذه الروابط ونرسّخھا أیضاً.
وشدد معالیھ على ضرورة جعل السلام والتسامح والأخوة الإنسانیة مجالات للابتكار والمبادرة 
والعمل المشترك والمشاركة الفاعلة من الجمیع، كما یجب الاحتفاء بالنماذج الناجحة في جمیع 
أنحاء العالم، التي تثبت أن السلام والتسامح داخل المجتمع البشري المتنوع یشكلان قوة إیجابیة 
خلاقة كفیلة بتحقیق التنمیة والاستقرار.
وأوضح الشیخ نھیان بن مبارك آل نھیان، عضو مجلس الوزراء، وزیر التسامح والتعایش، أنھ 
في ظل جائحة "كوفید-19 "التي مازال العالم یعاني تداعیاتھا، یصبح السلام والتسامح والأخوة 
الإنسانیة أھم من أي وقت مضى، باعتبارھا مبادئ عالمیة ضروریة للسلامة والنجاح في التغلب 
على ھذه الأزمة العالمیة واجتیاز وتابع معالیھ: "دعونا في ھذا الیوم الدولي للسلام نجدد قناعتنا بأن التسامح والسلام سیمنحان القوة 
والطاقة لنا ویعززان روح التفاني والعزیمة على الصمود والنجاح، ودعونا نتذكر قدرتنا على 
إحداث تغییر إیجابي كبیر في عالمنا ونحن نعمل معاً من أجل قضیة مشتركة". واستھل أعمال الندوة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئیس التنفیذي لـ "مركز تریندز للبحوث 
والاستشارات"، ملقیاً الكلمة الترحیبیة لھذه الندوة رفیعة المستوى، ومرحباً بمعالي الشیخ نھیان 
بن مبارك آل نھیان، عضو مجلس الوزراء وزیر التسامح والتعایش، ومثمناً تلبیة أصحاب 
المعالي والسعادة مشاركتھم في الندوة التي ینظمھا "تریندز" بالشراكة مع صحیفة "الاتحاد" 
الإماراتیة، التي تأتي تزامناً مع "الیوم الدولي للسلام" الذي تحتفل بھ الأمم المتحدة في 21
سبتمبر من كل عام.
وذكر العلي أنھ لم یعد خافیاً على أحد الأھمیة الكبیرة التي تشكلھا قیم السلام والتسامح والأُخوَّة 
الإنسانیة باعتبارھا الأساس الصلب الذي یمكن استناداً إلیھ تحقیق التوافق والعمل معاً من أجل 
بناء استجابة عالمیة موحدة ومشتركة، لمواجھة التحدیات والمخاطر المتنامیة التي یشھدھا العالم، 
وباتت تھدد البشریة جمعاء سواء تعلق الأمر: بالصراعات الدائرة رحاھا في مختلفة بقاع العالم، 
أو بالتحدیات البیئیة التي أصبحت مخاطرھا واضحة للعیان، أو حتى بمواجھة الأوبئة التي 
تحاصر البشر.وأضاف أنھ من خلال تعزیز قیم التسامح، والحوار، والأخوة الإنسانیة، وقبول الآخر یمكن 
للشعوب بناء الفھم المشترك، وتجاوز نقاط الخلاف والصور النمطیة السلبیة، وإرساء تصورات 
أفضل حول كیفیة العمل لتحقیق مصلحة الأطراف جمیعھا وفق قاعدة "الكل رابح".
وأكد الدكتور محمد العلي أنھ یمكن من خلال نشر ھذه القیم وتعزیزھا محاصرة خطاب الكراھیة 
والتطرف والجماعات والقوى التي تروج لھ، ومن ثم تحقیق السلام والازدھار والتنمیة لشعوب 
العالم ودولھ المختلفة.
وشدد على أن تحقیق ھذا الھدف النبیل لیس بالأمر السھل بل یتطلب قرارات شجاعة وإرادة قویة 
من الحكومات والشعوب على حَد السواء، كما یتطلب تضافر جھود المؤسسات الدینیة، والفكریة، 
والسیاسیة، والإعلامیة، والثقافیة أیضاً من أجل أن ینعم البشر على اختلاف ثقافاتھم وانتماءاتھم 
بالرخاء، والتنمیة، والازدھار، والسلام، مضیفاً: "قد رأینا كیف أسھم اتفاق السلام الإبراھیمي 
بین دولة الإمارات وإسرائیل، والذي نحتفي ھذه الأیام بمرور عام على توقیعھ أیضاً، في الدفع 
بقیم السلام في المنطقة وتعزیزھا".
وأشار الرئیس التنفیذي لـ "تریندز" إلى أن حرص المركز على عقد ھذه الندوة، بالتعاون 
والشراكة مع صحیفة "الاتحاد" الإماراتیة، ینطلق من إیمان "تریندز" بضرورة المساھمة في 
الجھود الفكریة والإعلامیة التي تخدم تحقیق نشر قیم السلام والتسامح والأخوة الإنسانیة.
وتوجھ الدكتور محمد العلي بالشكر إلى المشاركین جمیعھم على تلبیتھم الدعوة للمشاركة في ھذه 
الندوة رفیعة المستوى، مثمناً الأفكار والتصورات والرؤى التي طرحھا المشاركون والتي تسھم 
في تحقیق الھدف الذي یصبو إلیھ الجمیع لتعزیز قیم التسامح والسلام حول العالم.
حمد الكعبي: ثقافة السلام والتسامح نھج ثابت في سیاسة الإمارات الداخلیة 
والخارجیة
بدوره، ألقى الأستاذ حمد الكعبي، رئیس تحریر صحیفة "الاتحاد"، كلمة ترحیبیة تحت عنوان: 
"ثقافة السلام والتسامح.. انتصار للإنسان في كل مكان"، موضحاً أن ثقافة السلام والتسامح ركن 
أصیل في سیاسة الإمارات، ونھج ثابت في سیاستھا الداخلیة والخارجیة وفي قوانینھا ورؤیتھا 
تجاه شعبھا ومنطقتھا والعالم أجمع.
وذكر أن السلام دعت إلیھ الدیانات الإبراھیمیة الثلاث، كونھ قیمة إنسانیة كبرى لیس مجرد 
شعار، بل سلوك وممارسة، تمھد للحوار ومن ثم التلاقي من أجل التعاون خدمة للجمیع من أجل 
عمارة الأرض وصلاح الكون.
وأضاف الكعبي: "في الإمارات لا نتحدث عن السلام والتسامح فقط، بل نعیشھ ونتنفسھ كل یوم 
في نسیجنا الاجتماعي المترابط والمتنوع، وفي تعایشنا الإنساني الدافئ مع الأطیاف الثقافیة 
والدینیة كلھا التي تسكن إمارات المحبة، سواء للعمل أو الاستثمار أو السیاحة، فالتسامح والسلام 
رؤیة ثابتة للإمارات تقود بوصلتھا دائماً نحو الإنسان أولاً وأخیراً وفي كل مكان من أرجاء وذكر رئیس تحریر صحیفة "الاتحاد" أن الإمارات أقدمت على خطوات إنسانیة كبرى تجاه العالم 
ولا تتوقف لصون السلم وبث روح التسامح والانتصار للاعتدال والوسطیة والاحتفاء بالتواصل 
مع الآخر.
وأشار حمد الكعبي إلى أن اتفاق السلام الإبراھیمي بین الإمارات وإسرائیل دشّن مرحلة جدیدة 
من التعایش في المنطقة، ضمن خطوة تلتھا خطوات إیجابیة من البحرین والسودان والمملكة 
المغربیة، عنوانھا تغلیب التعاون على الصراع والتطلع إلى المستقبل بروح جدیة ملؤھا التسامح 
والسلام والتعاون.
وأوضح أن الإعلام بمؤسساتھ ومنصاتھ وكوادره قادر على نشر ثقافة التسامح والسلام، ومد 
جسور الحوار والتواصل مع الآخر بكل تنوعاتھ الدینیة والثقافیة، وتحصین الناشئة ضد خطر 
الانغلاق والتطرف، والتحرك بإیجابیة نحو تنشئة أجیال تدرك معنى السلام وأھمیتھ وتعي 
مكاسب التسامح، عبر خطاب یتطلع إلى المستقبل ویحترم التنوع الإنساني كونھ مصدر ثراء 
للبشریة.
وتابع الكعبي: (التاریخ یعلمنا أن الصراعات لحظة عابرة في حیاة الأمم، وأن الانتصار دوماً 
للسلام والتسامح، لأنھما یضمنان بیئة محفزة على الاستقرار والتنمیة والإبداع والابتكار لصالح 
الإنسان في كل مكان، وفي جائحة "كوفید-19 "تأكدت ھذه الرؤیة).
ویرى حمد الكعبي رئیس تحریر صحیفة "الاتحاد" أن نشر ثقافة السلام والتسامح مسؤولیة 
مشتركة لیس على المؤسسات الرسمیة فقط، بل ھي مسؤولیة كل فرد في أي موقع أو وظیفة وفي 
كل مكان في العالم.
"المحور الأول: الخطاب الدیني وأھمیة مواجھة خطابات الكراھیة والتطرف"
یوأنس لحظي: وثیقة الأخوة الإنسانیة مرشد موثوق بھ لنشر ثقافة التسامح والتعایش 
وفي المحور الأول: "الخطاب الدیني وأھمیة مواجھة خطابات الكراھیة والتطرف"، تطرق 
المونسنیور یوأنس لحظي جید/ السكرتیر الشخصي السابق لقداسة بابا الكنیسة الكاثولیكیة 
عضو اللجنة العلیا للأخوة الإنسانیة، إلى مقولة للبابا فرانسیس، جاء فیھا: "إننا مدعوّون دوماً، 
في مجالِ الحوارِ بالتحدید، خصوصاً الحوار بین الأدیان، إلى السیر معاً، مقتنعین بأن المستقبل 
یعتمد على اللقاء ما بین الأدیان والثقافات أیضاً.. وثمة ثلاثة توجھات أساسیة، إذا رُبِطَت معاً 
بطریقة صحیحة، یمكن أن تساعد على ھذا الحوار: واجب احترام المرء لھویتھ وھویة الآخرین، 
وشجاعة قبول الاختلافات، وصدق النیات".
وأكد أن احترام المرء لھویتھ وھویة الآخرین واجب إنساني، لأن الحوار الحقیقي لا یمكن أن 
یُبنى على الغموض أو الاستعداد للتضحیة بأمر صالح إرضاء للآخرین، موضحاً أنھ ینبغي عدم 
معاملة المختلفین ثقافیاً أو دینیاً على أنھم أعداء، بل ینبغي الترحیب بھم وقبولھم كأصدقاء ورفقاء 
درب، باقتناع حقیقي أن خیر كل فرد یكمن في خیر الجمیع.
وأضاف جید أن الحوار، بصفتھِ تعبیراً حقیقیاً عن الإنسانیة، لیس استراتیجیة لتحقیق أھداف 
محددة، بل ھو طریق إلى الحقیقة، طریق یجدر المضي فیھ بصبر من أجل تحویل التنافس إلى 
تعاون.
وذكر السكرتیر الشخصي السابق لقداسة البابا فرانسیس أن وثیقة أبوظبي التاریخیة، التي وقَّعھا 
البابا فرانسیس وإمام الأزھر الدكتور أحمد الطیب، تمثل مرشداً أساسیاً موثوقاً بھ، ترتكز على
المعرفة المشتركة والحوار، ونبذ النزعات الدینیَّة المتعصبة.
وأكد أن وثیقة الأخوة الإنسانیة شددت على كرامة المرأة وقدسیة حقوقھا، والحریة الدینیَّة، ونشر 
ثقافة التسامح والتعایش والسلام، والعدالة الاجتماعیة القائمة على الرحمة، وتطبیق مفھوم 
المواطنة، وحمایة الأماكن المقدسة، إلى جانب حمایة حقوق المرأة والطفل والمسن والمریض.من جانبھ، أكد الدكتور عمر الدرعي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن نشر ثقافة 
السلام والتسامح فریضة دینیة وواجب مقدس، ویكفینا شرفاً أن مقصد عمارة الأرض لا یتحقق 
إلا بالسلام والتراحم والتعایش.
وشدَّد أنھ لا عنف باسم الله ولا سباب باسم الدین، فالعالم أجمع في أمسِّ الحاجة لتعزیز قیم السلام 
والتعایش والعیش في ظلھ واستدامتھ، موضحاً أن الخطاب الدیني الیوم مدعو إلى ترسیخ قیم 
السلام في الكنائس والمساجد والمعابد؛ لأن الإنسان في ھذا العصر یبحث في كل مناحي الحیاة 
عن السلام والسلامة. وذكر الدرعي أن السلام جسور ممتدة بین سكان العالم ودروع واقعیة یحتمون بھا من الحروب 
والنزاعات، ویكفي كلمة السلام تشریفاً أنھا اسم من أسماء المولى عز وجل، مضیفاً: "حیاتنا كلھا 
للسلام ومن أجل السلام، وعلینا أن نشیع معاني وقیم السلام في كل العوالم".
وأفاد بأنھ في الیوم الدولي للسلام، علینا توجیھ التحیة إلى دولة الإمارات العربیة المتحدة التي 
تشع بالسلام ویعیش الجمیع على أرضھا مصونون وآمنون في أجواء من التآلف والأخوة 
والرخاء وتقبل الآخر، لأنھم یعیشون في مركز السلام العالمي.
وبیَّن الدكتور عمر الدرعي أن الإمارات بلد السلام وحضاراتھا تدعو إلى السلام وشعبھا یُحبُّ 
الوئام، واتحادھا اتحاد سلام ووئام ورحمة، حیث اختارت لنفسھا السلام والتسامح كمنھاج حیاة 
مستدام.
"المحور الثاني: وثیقة الأخُوَّة الإنسانیة كإطار لتعزیز قیم السلام والتسامح"
د. سلطان الرمیثي: مجلس حكماء المسلمین أرسى أساساً فكریاً لتحقیق السلام بین الشعوب
وفي المحور الثاني الذي جاء تحت عنوان: "وثیقة الأخُوَّة الإنسانیة كإطار لتعزیز قیم السلام 
والتسامح حول العالم"، قال سعادة الدكتور سلطان بن فیصل الرمیثي الأمین العام لمجلس 
حكماء المسلمین: إن ندوة "نشر ثقافة السلام والتسامح في العالم" تناقش موضوعاً غایة في 
الأھمیة، وھو نشر ثقافة السلام والتسامح، ومما لا شك فیھ أن إحلال السلام ھو أشد ما یحتاج إلیھ 
العالم الیوم، وكل محاولة لتحسین الحیاة البشریة قبل تحقیق السلام ونشر قیم التسامح والعیش 
المشترك، لن تؤتي ثمارھا المرجوة، فتقدم الإنسانیة ینبني على مزیج متناسب یجمع بین: توفیر 
الموارد وتنوعھا، والإبداع على مستوى التخطیط والإنجاز، وتبني القیم الأخلاقیة الإیجابیة 
وتفعیلھا على المستوى الفردي والمجتمعي والمؤسساتي.
وأوضح أن مجلس حكماء المسلمین برئاسة فضیلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطیب، شیخ الأزھر 
الشریف، یتبنى منھج النَفَس الطویل في المعالجة الجذریة للمشكلات والصراعات، من خلال 
المعالجة الفكریة التي بدأھا فضیلة الإمام الطیب في جولاتھ الخارجیة والمؤتمرات الدولیة 
وملتقیات الحوار والجھود المشتركة مع قادة الأدیان حول العالم، وفي مقدمتھم قداسة البابا 
منھ لتحقیق التعایش والسلام بین الشعوب والمجتمعات. فرنسیس، بابا الكنیسة الكاثولیكیة، وقد أرست تلك التحركات أساساً فكریاً یمكن البناء، والانطلاق 
وأضاف الدكتور سلطان الرمیثي: أن الازدھار والتقدم یستدل علیھما في كل وقت بمؤشرات 
السلام والأمان والثقة والتعاون والتواصل الاجتماعي والتسامح والاعتدال، وعلى النحو نفسھ 
یستدل على التراجع والفشل بمؤشرات مثل الكراھیة والتعصب والعنصریة، وھي كلھا مؤشرات 
سلبیة تؤدي إلى ھجرة الكفاءات وعزوف المستثمرین والسیاح.
وأشار إلى أن المحاولات غیر الناضجة في بناء عملیات السلام والتعایش قد تسبب الأذى أكثر 
مما تجلب الخیر، فھناك عوائق وتوجھات وعوامل مساعدة یجب إدراكھا بعنایة في بناء عملیات 
السلام والتعای"المحور الثالث: حقوق الإنسان كمدخل لتعزیز ثقافة التسامح والسلام"
مقصود كروز: نجاح الشعوب في تعزیز ثقافة التسامح رھین باحترام قیم حقوق الإنسان
أما المحور الثالث فجاء بعنوان: "حقوق الإنسان كمدخل لتعزیز ثقافة التسامح والسلام"، وقال 
سعادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتیجي في وزارة شؤون الرئاسة: "دعوني آخذكم 
معي في رحلة إلى الوراء، إلى أكثر من أربعین عاماً، عندما قرر شاب ألماني الذھاب إلى 
أبوظبي، تلك الجزیرة الواعدة التي لم تكن بعد عاصمة الإمارات للتسامح، عندما وصل ذلك 
الشاب وقعت عیناه على فتاة بدویة أحبھا من النظرة الأولى، فقرر الشاب زیارة والدھا لطلب 
یدھا رسمیاً، وأمام ھذا الطلب غیر العادي وجد الأب نفسھ في موقف لا یحسد علیھ، وللخروج 
من ھذه الورطة اشترط على الشاب ثلاثة شروط ھي: اعتناق الإسلام إذا أراد الزواج من ابنتھ، 
وأن یدفع مھراً سخیاً؛ وأن یوفر منزلاً مناسباً".
وتابع: "ذھب الشاب وغاب لبضعة أسابیع ثم عاد، وعندما عاد كان قد اعتنق الإسلام، وتوفر لھ 
المھر والمسكن المطلوبین، وكان الرجل العجوز شدید الإعجاب بالتزام الشاب فما كان منھ إلا أن 
بارك زواجھ من ابنتھ، رُزق الزوجان من ھذا الزواج بثلاثة أبناء، وكنت أنا ثانیھم".
وذكر مقصود كروز أن روح قصتھ الشخصیة لم تكن لتتحقق قط لو لم تكن مبنیة على مُثُل 
التسامح، والتعددیة، والتعایش المحفورة والراسخة في أصول النسیج الاجتماعي الإماراتي.
وأشار إلى أن مثل ھذه المُثل لا یمكن تحقیقھا من دون تحصیل ذلك الفھم العمیق لضرورة الحفاظ 
على كرامة الإنسان، ویرى أن نجاح الشعوب في تعزیز ثقافة التسامح والسلام في جمیع أنحاء 
العالم رھین باحترام قیم حقوق الإنسان ومبادئھا على أعلى المستویات؛ وتحویل ھذه المثل العلیا 
إلى ممارسة یومیة مؤسسیاً، ومجتمعیاً، وشخصیاً.
ویعتقد مستشار الاتصال الاستراتیجي في وزارة شؤون الرئاسة أن ھناك حاجة ماسة إلى رؤیة 
تَقدُمیة عالمیة للإنسانیة جمعاء، تقوم على نھج شامل یركز على تعزیز السلام العالمي والاعتدال 
والتنوع، مع العمل على تعزیز إطار العمل التشریعي والتعاون الدولي الذي یضع حقوق الإنسان 
في المقدمة بل وفي قلب ھذه الرؤیة.
"المحور الرابع: ثقافة التسامح والسلام كمدخل لمواجھة صراعات العالم"
لیفي دوشمان: الشعوب قادرة على تسخیر قوى الخیر من أجل تحقیق الوحدة والتسامح
وجاء المحور الرابع من الندوة بعنوان: "ثقافة التسامح والسلام كمدخل لمواجھة صراعات العالم 
والمنطقة"، وتحدث خلالھ الحاخام لیفي دوشمان حاخام الجالیة الیھودیة المعتمد لدى الإمارات، 
موضحاً أن المجتمع الیھودي القدیم یدرك أن السلام یمكن أن یتحقق عندما یتم تمثیل جمیع الأمم 
والاعتراف بھا، وعلى الرغم من الانقسام الظاھر بین الشعوب، إلا أننا في عالم واحد جوھریاً، 
بفضل التكنولوجیا التي تسھل المشاركة والتواصل ومزاولة الأعمال وفھم كل منا لثقافة الآخر وذكر أن المجتمعات قادرة على تسخیر قوى الخیر من أجل تحقیق حالة من الوحدة بالتركیز على 
الاحترام المتبادل والتسامح، كما تحتاج الشعوب إلى إظھار التسامح والاحترام للآخرین، فقد 
تُرفض الأفكار ولكن لا یُمكن أن یُرفض الأشخاص. وتابع دوشمان: "نحتفل في ھذه الأیام بالذكرى السنویة الأولى للتوقیع على الاتفاق الإبراھیمي، 
وبدأنا أخیراً نسیر على طریق یبعدنا عن النزاع والصراعات، ونسیر في الاتجاه الصحیح الذي 
یقودنا إلى عصر جدید یسوده التسامح والسلام والفرص المشتركة".
وأكد حاخام الجالیة الیھودیة المعتمد لدى الإمارات، أن الإمارات لدیھا قیادة حكیمة تقود العالم في 
اتجاه التسامح ونشر التعایش وقیم السلام والازدھار، مبیناً أنھا الدولة التي تقود العالم في العمل 
الإنساني من خلال المساعدات التي تخفف عن مئات الملایین من المتضررین جرَّاء وباء كوفید-
19 حول العالم، فضلاً عن الكثیر من المساعدات العاجلة للدول المنكوبة واللاجئین.
د. قطب سانو: الاختلاف بین الثقافات والعادات والشعوب مقصده التنوع والثراء
عقب ذلك، تحدث معالي الدكتور قطب سانو الأمین العام لمجمع الفقھ الإسلامي الدولي في 
المملكة العربیة السعودیة حول كیفیة جعل ثقافة التسامح والسلام أداة ناجعة لمواجھة صراعات 
العالم والمنطقة، موضحاً أن تحقیق السلام والتسامح یقع على عاتق أھل العلم والعلماء. وذكر أن الاختلاف بین الثقافات والعادات والشعوب مقصده التنوع والثراء والتكامل والتعاون 
والتشارك والتناصر، وأي اختلاف یتحول إلى صراع ھو لیس الاختلاف الذي خلقنا الله من أجلھ، 
لأن المولى عز وجل خلقنا شعوباً وقبائل؛ لتتعارف الشعوب والمجتمعات وتتراحم فیما بینھما.
وأشار قطب سانو إلى أن الإمارات اختارت ولأول مرة في التاریخ تأسیس وزارة للتسامح 
والتعایش، حیث أنشأت ھذه الوزارة لكي تنشر قیم ومبادئ السلام والتسامح والأخوة الإنسانیة 
لیس على المستوى المحلي والإقلیمي فقط، بل على الأصعدة العالمیة كافة.
وتابع الأمین العام لمجمع الفقھ الإسلامي الدولي: "علینا أن نجعل ثقافة السلام والتسامح فعلاً 
یومیّاً، یجعلنا نتصرف بتسامح وننتقل بالتسامح من دائرة الحدیث والخطب إلى دائرة الفعل 
والتطبیق لكي یصبح التسامح والسلام منھاج حیاة مستدام؛ ذلك أن السلام یدفعنا إلى المحبة 
والتراحم والتعایش مع الجمیع بغض النظر عن اللون أو الدین أو الثقافة". 
وأضاف سانو أن العالم أجمع یحتاج إلى تكاتف الجھود لإعادة بناء العقول التي تنتھج العنف 
وتبعث على الكراھیة، إلى جانب السعي إلى تصحیح الأفكار الخاطئة والمناھج المغلوطة لكي 
تستطیع المجتمعات تعزیز ثقافة السلام والتسامح والتعایش فیما بینھا، وعلى الجمیع المشاركة في 
صناعة مستقبل السلام العالمي أیضاً، لأننا كلنا خلفاء في الأرض.
د. محمد المعیني: الإمارات من أكبر الفاعلین وأھمھم في نشر التسامح والتعایش عالمیاً
من جانبھ، أوضح الدكتور محمد كامل المعیني مؤسس ورئیس المعھد الدولي للدبلوماسیة 
الثقافیة في الإمارات أن دولة الإمارات العربیة المتحدة من أكبر الفاعلین وأھمھم في نشر 
التسامح والتعایش عالمیاً، وتعمل بكل جھد وتفاني في الترویج لمبادئ الدبلوماسیة الثقافیة بمختلف 
السبل والطرق وعلى الأصعدة كافة.
وذكر المعیني أن الدبلوماسیة الثقافیة باتت أداة لا یمكن الاستغناء عنھا في تعزیز قیم التسامح 
ونشر مبادئ التعایش وثقافة تقبل الآخر بین الشعوب والمجتمعات، وذلك عبر الفنون والموسیقى 
والثقافة ومختلف المجالات الإبداعیة.
وأضاف مؤسس ورئیس المعھد الدولي للدبلوماسیة الثقافیة في الإمارات بأن الدبلوماسیة الثقافیة 
في أساسھا تقوم على احترام وتقدیر الحوار والعدالة والمساواة بین الشعوب وحمایة حقوق 
الإنسان.
ولفت إلى أن الفنون والثقافة والإبداع ھي دعائم رئیسیة لمد جسور التواصل والتقارب والتفاھم 
والتشارك بین الشعوب والمجتمعات في شتى بقاع الأرض، ولدیھا القدرة على نشر ثقافة تقبل 
الآخر والتكامل المجتمعي ونبذ الصراعات والعنف والتفرقة بین المجتمعات.
"المحور الخامس: سبل تعزیز ثقافة السلام والتسامح في المنطقة والعالم"
د. فتوح ھیكل: مركز "تریندز" أصبح منصة للحوار والتفاعل الفكري البنَّاءواستھل المحور الخامس: "سبل تعزیز ثقافة السلام والتسامح في المنطقة والعالم"، الدكتور فتوح 
ھیكل المستشار السیاسي ورئیس قطاع البحث العلمي في مركز تریندز للبحوث والاستشارات، 
متحدثاً حول دور المؤسسات البحثیة في نشر السلام وترسیخ قیم التسامح والتعایش.
وأوضح أن نشر ثقافة السلام والتسامح وترسیخھا كثقافة مجتمعیة مھمة لیست بالیسیرة وتحتاج 
إلى تضافر جھود جمیع المؤسسات السیاسیة والاجتماعیة والدینیة والثقافیة والفكریة والتعلیمیة.
وأكد ھیكل أن مراكز الفكر تضطلع بدور مھم في دعم صنّاع القرار على المستویات المختلفة 
عبر ما تقدمھ من توصیات وأوراق سیاسات ودراسات بحثیة ومیدانیة، تسھم بدورھا في تعزیز 
التوجھات الداعمة لثقافة السلام والتسامح.
واستشھد بتجربة مركز تریندز للبحوث والاستشارات، إذ یعمل المركز على أن یكون جسراً 
للتواصل بین المنطقة والعالم، ومنصة للحوار والتفاعل الفكري البنَّاء من خلال أنشطتھ الفكریة 
المتعددة، والشراكات الاستراتیجیة التي یوقعھا مع مراكز الفكر العالمیة والإقلیمیة والتي وصلت 
إلى نحو 90 شراكة في أقل من عامین.
وأشادَ الدكتور فتوح ھیكل بما تقوم بھ مراكز الفكر والدراسات من أدوار مجتمعیة في نشر 
وترسیخ ثقافة السلام والتسامح، من خلال الأنشطة العلمیة والتثقیفیة، التي تستھدف توعیة الرأي 
العام بأھمیة القیم الإنسانیة، كما توجد الكثیر من المراكز البحثیة المتخصصة بمجالات تعزیز 
حوار الحضارات، وبناء السلام وترسیخ أسسھ، ونشر ثقافة التسامح والأخوة الإنسانیة.
ولفت النظر إلى الحاجة الدائمة لبناء جسور التواصل والحوار بین المراكز الفكریة بعضھا 
ببعض، وبینھا وبین المجتمعات؛ لتعزیز الفھم المشترك ووضع الأفكار والتصورات المشتركة، 
التي تسھم في ترسیخ ثقافة التسامح وأسس السلام.
"المحور السادس: نحو رؤیة مشتركة لعالم أكثر سلاماً وتسامحاً"
د.رشید الخیون: الیوم الدولي للسلام دعوة للعمل من أجل الحیاة والعمران
وفي المحور السادس من الندوة الذي یحمل عنوان: "نحو رؤیة مشتركة لعالم أكثر سلاماً 
وتسامحاً"، استعرض الدكتور رشید الخیون كاتب وباحث عراقي في التراث الإسلامي والفلسفة 
الإسلامیَّة مجموعة من العناصر تحت عنوان "كان السَّلام حاضراً"، قائلاً إن الیوم الدولي للسلام 
ھو یوم العمل من أجل الحیاة والعمران، ففي ظل السلام تُعمر الأرض، وتحت وابل الحروب 
والكراھیة یعم الدمار والخراب. وذكر أنھ لیس لدعوة السلام أو السلم تاریخ، یبدأ منھ وینتھي، فما زالت البشریَّة موجودة، 
والإنسان یغالب الحیاة، ویتعایش مع أخیھ الإنسان كي تستمر الحیاة، فدعاة السلام في الصدارة، 
وما وجود الأشھر الحُرم إلا واحدة من أقوى الدعوات لإدامة الحیاة والممارسات في التاریخ 
العربي، قبل الإسلام نفسھ، ویصعب تعیین مَن نادى بتخصیص ھذه الأشھر الأربعة، لعیش الناس 
في كنفھا، متسالمین ملتفتین إلى أحوالھم المعیشیة.
وأضاف الخیون: "كلما بحثنا في تاریخنا، وربما في تواریخ غیرنا، لا نجد دعوة حصیفة لتعمیم 
السَّلام، ونبذ الحرب، وفضح ما یترتب علیھا، من مقاتل وخراب، مثلما التفت إلى ذلك الشاعر 
زُھیر بن أبي سُلمى، وھو یثني على من سعى لوقف أطول حرب في تاریخ العرب، قبل الإسلام، 
فوصفھا في معلقتھ (أَمِن أُمِّ أوفى)، تلك القصیدة مازالت بارقة وسط ظلام الحروب، نافعة 
لعصرھا وعصرنا".
وأوضح أنھ عندما ظھرت المبارزة بین الدول الكبرى بالسلاح الذري أو النووي، تصدى لنبذھا 
والدعوة للسلام الدولي، مثقفون ورجال دین من مختلف الدول، دفاعاً عن الحیاة وعن العمران 
الذي توصل إلیھ العقل الإنساني.
إیلي إبستین: الانفتاح واحترام الآخر والتسامح قیم إماراتیة متأصلة منذ القدم من جھتھ، قدم السید إیلي إبستین الرئیس والمدیر الإداري في شركة أمینكو للموارد بالولایات 
المتحدة الأمریكیة، مداخلة ضمن المحور السادس: "نحو رؤیة مشتركة لعالم أكثر سلاماً 
وتسامحاً"، قال فیھ إن التاریخ أظھر أن الأفراد قادرون على إحداث أثر كبیر، معتقداً أنھ إذا بذل 
كل واحد منا جھداً بسیطاً، فلن یؤدي ذلك إلى تحسین حیاتھ فحسب، بل سیحسن وضع العالم 
بأكملھ.
وذكر أن حیاتھ تغیرت بسبب تعرفھ على دولة الإمارات العربیة المتحدة، حیث وجد فیھا أناساً 
منفتحین ومتسامحین ویحترمون الآخرین، على الرغم من أنھم ما زالوا یتعرَّفون خلفیتھ الیھودیة، 
وأدى ھذا إلى تغییر في تجربتھ الإنسانیة كونھ أمریكي/یھودي ویصلي ویمارس شعائره بكل 
حریة.
وأشار إیلي إبستین إلى أن إحدى القیم المھمة والمتأصلة في الإمارات منذ القدم ھي الانفتاح 
واحترام الآخرین والتسامح، حیث إن كلمة "تسامح" تعني تحمّل الاختلاف، ولكنھا تشیر ضمناً 
إلى وجود شعور بعدم الرضا، ویعتقد أن التسامح یكون عندما لا یكون لدى المرء خیار آخر، 
فالتسامح لیس أعلى درجة، لأن احترام الآخرین أعلى منھ بكثیر.
وأضاف: "رسالتي إلى كل إماراتي ومقیم على أرض السلام ھي التمسك بقیم الانفتاح واحترام 
الآخر، واغتنام الفرصة التي وفرتھا لكم قیادتكم لقبول الآخر، فمعرفة مدى قدرتكم على الانفتاح ھي نعمة مھمة لكم كإماراتیین، ولمنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره".
والتفاعل.
الأرض".
  • ندوة دولیة نظمھا تریندز بالشراكة مع صحیفة  الاتحاد بمناسبة الیوم الدولي للسلام
  • ندوة دولیة نظمھا تریندز بالشراكة مع صحیفة  الاتحاد بمناسبة الیوم الدولي للسلام
  • ندوة دولیة نظمھا تریندز بالشراكة مع صحیفة  الاتحاد بمناسبة الیوم الدولي للسلام
  • ندوة دولیة نظمھا تریندز بالشراكة مع صحیفة  الاتحاد بمناسبة الیوم الدولي للسلام