رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور أحمد محمد شديفات يكتب : من أحسن ما قرأت لك "... عن بحيرة لوط ..."

الدكتور أحمد محمد شديفات يكتب : من أحسن ما قرأت لك ... عن بحيرة لوط ...
جوهرة العرب - الدكتور أحمد محمد شديفات 

بسم الله الرحمن الرحيم 

كشفت دراسة قامت بها مجلة "نيتشرالعلمية البريطانية" حول انفجار عظيم وراء تدمير حضارة بجوار بحيرة لوط أو البحر الميت دمرت تدميرا كاملا، وذلك بسبب انفجار نيزك- أي جرم سماويّ يَسْبَح في الفضاء فإذا دَخَل في جوّ الأرض احْتَرَق وظهر كأنّه شهاب ثاقب مُتساقط، ومُعظم النَّيازك مَعْدنيّ والقليل منها حجريّ-  وهو بقوة تعادل قوة السلاح النووي بنحو ألف مرة على طاقة قنبلة هيروشيما الذرية قوة هائلة، 
وقد ذكر العلماء الدارسين أن هذا الانفجار الكوني وقع في الجو، وليس كما ورد في التوراة انه عبارة عن نار وكبريت محرق على شكل ينابيع من الأرض، مما ينافي تقطع الأجساد البشرية إلى أجزاء منتشرة، وقد حصل هذا في العصر البرونزي قبل 3600 سنة تحديدا أي سنة 1650 قبل الميلاد، وهذه حضارة  ضخمة سيطرت على جنوب غور الأردن، فقد وجد سور طيني بطول 10 م عرض5 م مما يدلل على القوة البشرية التي  قامت على بنائه،
وقد ذكر العلماء :- أن سبب هذا الدمار مفاجئ وعلى أثره توقفت الحياة فورا بسبب ارتطام كويكب -هكذا وردت العبارة وليس كوكبا- وقالوا أن هذه الانفجارات الكونية الجوية يمكن ان تدمر مناطق بأكملها وتشكل بالتالي خطرا كبيرا حتى في عصرنا هذا،
 ومما زاد الطين بلة هطول الأملاح المرتبطة بالانفجار إلى زيادة ملوحة الأرض واختفاء الزراعة وهجرة السكان من نحو 120 مدينة صغيرة قريبة حينئذ على مدى 300 إلى 600 عام ...ملخص الدراسة بعد الاختصار والإيجاز وبتصرف مني،
أورت الكتب السماوية السابقة هذه الحادثة ،والذي يهمنا ما ورد في الآيات القرآنية بالذات:- 
1- قال الله تعالى "إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهْلِ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ" العنكبوت34 ، نزول العذاب كان بأمر الله، والنزول جاء من مكان عالي من السماء في الجو يفهم من كلمة "منزلون"، وعلو آخر "على" مكان سكنا قوم لوط ،ووصف العذاب أنه اليم وموجع على أهل هذه القرية سدوم وما تبعها،
2- ،قال الله تعالى"  فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيل مَّنضُودٍ"82هود... عذاب غريب انقلاب الأرض عليهم من الأعلى إلى الأسفل ،وهذا ما ذكره القرآن وأكده التنقيب، فالمطر النازل عبارة عن حجارة مخلوطة بطين صلب معد ومهيأ من جهنم ومرتب لكل واحد منهم بالذات...
والآية التالية عقبت بتهديد ووعيد لكل المنكرين، قال الله تعالى "مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ"83 هود، إذن مازال التهديد قائما لأمثالهم "مُسَوَّمة" أي معلمة عليها اسم من يْرمى بها من أولئك الفسقة،
3-  قال الله تعالى :-" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ"58 النمل وصف بليغ بنزول العذاب من السماء بحجرة متتابعة  كنزول المطر الشديد عذاب وحجارة من طين...ولم يأتيهم العذاب إلا من بعد ما أنذروا من قبل رسلهم حتى لا يبقى لهم عذر...
4- قال الله تعالى :- "وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ ءَايَةًۢ بَيِّنَةً لِّقَوْمٍۢ يَعْقِلُونَ" الآية هي تلك المعالم التي تدلنا عليها الآثار لتلك الأقوام وما حل بهم من عذاب ودمر بسبب شناعة أفعالهم ، 
وقد كشف الحفريات عن جدران عظيمة انقلبت على أعقابها وقد ظهر ذلك من خلال التنقيب الأثري التي امتد عشر سنوات متتالية من قبل جامعات غربية ،
إذن جهد عظيم يظهر قوة العذاب الإلهي لكل المفسدين في الأرض ، وحتى يَعتبر الإنسان سواء الباحث المنقب أو المشاهد أو السامع أو القارئ...
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن