أسوأ ما يثير اشمئزازك ويؤثر على نفسيتك أعصابك العنصرية بإشكالها والطائفية بأنواعها والفئوية بأفعالها ، طبعا حينما ترى ممارسة العنصرية في بلد ما ، لا تعمم على الكل ولا تحكم على الغالبية، فالفاعل تحسبه فهيما بتصرفاته فإذا به بهيما والبهيم أشرف وأعلى منه كثيرا..
عَوَّل على السلطات الحاكمة التي تنظر لشعبها هذه النظرة الدونية، شاهدت فيما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي في ولاية آسام الهندية كيف ينفذ الجيش عملية تهجير مواطنيه القائمين في بلدهم منذ خمسين عاما...طبعا دون رحمة ولا شفقة بحجة---" تتعلق بتهجير 800 أسرة من الفلاحين المسلمين الذين يسكنون أرضا رملية بمنطقة دَرانْغ بولاية آسام منذ سبعينيات القرن الماضي، على أنها أراض تابعة للدولة... فاجأتهم السلطات في الصباح الباكر يوم 25 سبتمبر/أيلول الجاري، بقوة تتكون من 1500 جندي وشرطي و14 جرافة دمرت بيوتهم ومسجدين ومدرسة دينية... السبب هو أن نسبة المسلمين في آسام عالية جدا، إذ تقدر بنحو 34% من سكان الولاية البالغ عددهم 34 مليون نسمة، وهي أعلى نسبة للمسلمين في أي ولاية هندية بعد كشمير.."أنتهى الاقتباس، طبعا العالم كله غارق في ماديته ومصالحه وروابطه ولم يعد يعير اهتماما لأخيه الإنسان كما كان، فالعالم العربي والمسلم كان يا ما كان في قديم الزمان، فالآن يتخبط في ويلات وحسرات وديون واقتتال وتشاحن بلغ بهم درجة غليان الماء ويزيد،
فالمسلمين حقل تجارب لأشد وأقسى أنواع العذاب تحت رعاية الهيئات العالمية والمنظمات الدولية وسكتوا على مجازر أولئك الحكام وغضوا البصر عنهم..
أسوأ السيئ عندما لا تستنكر آلة الأعلام في العالم كله ولا تنطق بأي كلام فقرأ على الدنيا السلام فقد ساد الظلام، فيمن يمثلها في أبشع الصور وأقبحها ذلك الإعلامي الهندوسي الذي تنازل عن مِهْنِيَّته في الإعلام، وبدل إشهار الجريمة وإظهار المجرمين شارك فيها كمجرم قاتل شوهد أمام العالم أجمع وهو يدوس بكلتا قدمية على جسد ذلك المسلم المقتول بكل كراهية وعنصرية وحقد هذا هو عالم اليوم، وهو يحمل أدوات مهنته الصحفية على ظهره كالحمار يحمل أسفارا لا بل أقل درجة وأضل عملا، عندها تعرف أنه قد انتهى كل شيء تعلمه الإنسان وتجرد من كافة الأخلاق،
المسلمون اليوم غثاء كغثاء السيل من الوهن الذي أصابهم شعوبا وحكاما ، لم يعد يحركهم محرك فقد تعطل محرك الإيمان ،وحالنا يردد... اللهُمَّ إليكَ أشكو ضعفَ قوَّتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناسِ، أرحمُ الراحمينَ أنتَ ؛ ارحمْني، إلى منْ تكلُني ؟ إلى عدوٍ يتجَهَّمُني، أمْ إلى قريبٍ ملَّكتَهُ أمري ؟ إن لمْ تكنْ غضبانًا عليَّ فلا أُبالي، غيرَ أنَّ عافيتَكَ هي أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِكَ الذي أشرقتْ لهُ الظُّلُماتُ وصلُحَ عليهِ أمرُ الدنيا والآخرةِ أن تُنزلَ بيَ غضبَكَ أو تُحلَّ عليَّ سخطَكَ، لكَ العُتْبى حتى تَرضَى ولا حولَ ولا قوةَ إلا بكِ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم قد ضللنا السبيل وتركنا أمر ديننا وراء ظهورنا فحالنا هذا لا يخفى على إنسان وتجرأ علينا أرذل الأرذال من سقط الناس، يا ليت قومي ينهضوا قبل فوات الأوان ..