أجرى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تعديله الرابع منذ تشكيل حكومته قبل عام وبالتحديد في 12 تشرين أول عام 2020، وذلك بدخول 6 وزراء لأول مرة وهم نايف استيتية للعمل ووفاء بني مصطفى للشؤون القانونية وخيري عمرو للاستثمار وفيصل الشبول للإعلام ومعاوية الردايدة للبيئة، وهيفاء النجار للثقافة بالإضافة إلى وزيرين سبق وأن دخلا حكومات سابقة وهما وجيه عويس وصالح الخرابشة.
ولعل المحور الرئيس لتعديل الخصاونة الرابع هو الملف الاقتصادي، والذي يعتبر من الملفات الساخنة حيث يتصدر المشهد العام في البلاد خاصة بعد ما خلّفته جائحة كورونا من تداعيات أثرت عليه، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة خلال إطلاعه، رئيسي مجلسي الأعيان والنواب وأعضاء المكتب الدائم على ملامح التعديل الوزاري المنتظر إجراؤه على الحكومة ومنطلقاته وأهدافه.
وسيواجه الفريق الاقتصادي في حكومة الخصاونة العديد من التحديات؛ أبرزها دعم القطاع الصناعي، والبطالة، وتراجع النمو، والمديونية الخارجية، وعجز الموازنة.
وستوضع هذه التحديات على طاولة الفريق الاقتصادي ما يتطلب منهم التعامل بحنكة وحرفية، فالفترة الحالية تتطلب فريقا اقتصادياً قادرا على كبح جماح المديونية والقضاء على ظاهرتي الفقر والبطالة من خلال فتح مشاريع استثمارية وتوفير فرص عمل للمتعطلين عن العمل والذين تجاوزت نسبتهم أكثر من 24.8% بحسب آخر إحصائية.
وفيما يخص تعيين وزير للاستثمار يتبع له أمين عام كأي وزارة أخرى، يكشف الخصاونة عن نيته الحقيقية لضرورة وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الاستثمار تنهي المعيقات البيروقراطية التي تشكل العائق الأكبر أمام الاستثمارات، بالإضافة إلى تفرغها لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتمكين الاستثمارات المحلية والأجنبية القائمة وجذب واستقطاب المزيد من الاستثمارات.
أما فيما يتعلق بالوزراء من خارج الفريق الاقتصادي، فقد كان من الملفت انضمام النائب السابق وعضو لجنة تحديث المنظومة السياسية وفاء بني مصطفى للحكومة، وتعيينها وزيرة دولة للشؤون القانونية ولعل دخولها يؤكد التزام الحكومة بالسير في مسارات الإصلاح دون تأخير أو إبطاء، وترجمة أعمال اللجنة ومخرجاتها إلى واقع ملموس، بالإضافة إلى الشكر والثناء لجهود اللجنة، وهذا ما أعرب عنه الخصاونة مؤخرا.
صخر دودين، حاول هندسة ما يمكن هندسته من الإعلام، ليترك "الخبز إلى خبازه” كما يقال ويسلم الأمر إلى ابن الوسط فيصل الشبول الذي سبق وأن أدار مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء الرسمية بترا وهذا ما سينعكس إيجابا على الوسط، فالشبول يعلم جيدا أبرز التحديات والصعوبات التي تواجه الصحفيين وما تواجهه الصحف اليومية من تحديات، بالإضافة إلى أن الشبول تربطه علاقات مسبقة وطيبة بأبناء الوسط الإعلامي وهذا سيسهل عليه الانخراط في العمل، وتقديم المعلومات لمن يطلبها بيسر دون تعقيد.
وحول تعيين وزير جديد للثقافة، لا نعلم إذا كان مهرجان جرش قد أطاح بالوزير علي العايد، الذي أطاح بمدير المهرجان أيمن سماوي قبل أيام بسبب سوء التنظيم وعدم الالتزام بشروط السلامة، ما أدى إلى زيادة إصابات كورونا في المملكة بحسب تصريحات أمين عام وزارة الصحة عادل بلبيسي.
وعلى ما يبدو أن الدمج أصبح سمة التعليم في الأردن، حيث أبقى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة على دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي مع بعضهما البعض، مع تغيير الربان والاستعانة بوجيه عويس خلفا للدكتور محمد أبو قديس.
ويظهر جليا أن الخصاونة بدأ بتطبيق التوجيهات الملكية بحذافيرها بعد تعديل ركزّ فيه على وضع الاقتصاد الوطني على مسار التعافي من تداعيات جائحة كورونا إلى جانب تنفيذ مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وبخاصة إقرار مشروعي قانوني الأحزاب السياسية والانتخاب وما يرتبط بهما من تعديلات دستورية.
ويأمل الرئيس رفقة توليفته الجديدة بضخ دماء جديدة تحارب في كافة المجالات لتحقيق رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني بحل المعضلات.