د.سناء الشعلان بنت نعیمة المشایخ تغیّر اسمھا الأدبيّ

 ذكرى الیوم الأربعین لرحیل الأم المثالیّة

والأدیبة نعیمة المشایخ والدة الأدیبة د. سناء الشّعلان التي انتقلت إلى

جوار ربّھا الرّحیم فجر الأحد الموافق 2021/9/12 أعلن مكتب

الدكتورة الشّعلان أنّھا ستطلق اسم أمّھا على نفسھا بوصفھ اسماً أدبیّاً

جدیداً، لیكون اسمھا الأدبي من الآن فصاعداً (سناء الشعلان: بنت

نعیمة)؛ وذلك تكریماً لذكرى والدتھا الأدیبة نعیمة المشایخ التي تعدّھا

رمزاً لفخرھا وتقدیرھا واحترامھا، وتقدّس مكانتھا وجھودھا وأمومتھا

الصّادقة المخلصة لھا ولكلّ مَنْ عرفھا، وتخلیداً لسیرتھا وحیاتھا التي

كرّستھا بإخلاص لأجل ابنتھا سناء وأبنائھا وبناتھا وكلّ مَنْ عرفتْ،

وأحبّتْ في رحلتھا في الحیاة.

وقالتْ الشعلان في معرض أربعینیّة رحیل والدتھا نعیمة المشایخ

وتغییر اسمھا الأدبيّ: وراء سناء الشعلان الأدیبة الشّھیرة والأستاذة

الجامعیّة النّاجحة والمرأة الدّافئة المحبّة للحیاة ھناك امرأة لا تسكن

الظّل، لكنّھا تخلق النّور، وبھ ولھ وفیھ تعیش؛ إنّھا أمّي الطّاھرة التي

لم تھبني الحیاة بشكلھا البیولوجيّ التّقلیديّ حسب؛ فھذا أمر مفروغ

منھ، وكم من واھب حیاة سلبھا بقسوة فیما بعد!

لیس وھب الحیاة فضلاً، لكن صنع الحیاة وتشكیلھا على الفضیلة

وخلق أسباب السّیرورة ھو التّمثیل الحقیقيّ لكلّ جوانب العظمة

والامتنان، وأمّي العظیمة نعیمة المشایخ ھي من كوّنت بوشائج روحھا

ودفقات قلبھا ونبض عطائھا سناء الإنسانة، وكوّنتھا على ما تشتھي،

وصنعتھا على وفق ملامح روحھا، فوھبتھا الجمال الرّوحي في أجمل

حالتھ، والقلم ھو أجمل ما وھبتني أمّي في ھذه الحیاة.أمّي المكلّلة بالحكایات، والمؤمنة بي حدّ العبادة كانت شعوبي

المحبین المؤمنین بي، ولو كفرتْ أمّي بي لما نفعني كلّ إیمان البشر

بي، ھي مَنْ قالتْ لي ستكونین كاتبة شھیرة، ھي مَنْ قالت لي اكتبي

دون توقّف، ھي مَنْ زرعت نفسي قصصاً وحكایات متحقّقة بھا، ھي

مَنْ كانت تحوّل مستحیلي إلى ممكن، وحزني إلى غبطة، ویأسي إلى

طاقة، وخوفي إلى شجاعة، بقلب أمي عشتُ طوال حیاتي؛ لذلك فاض

قلبي عليّ وعلى الدّنیا كلّھا بالحبّ والعطاء والعمل.

لم أكنُ قدرھا، بل كنتُ خیارھا من الخیارات جمیعھا؛ لذلك تفانتْ

لأجل خیارھا المتمثّل بي؛ أوّل حرف قرأتھ في الأبجدیّة أو كتبتھ كان

بتعلیمھا، أوّل حروف العلم حفظتھا تلقیناً عن لسانھا الشّریف، أوّل

كتاب قرأتھ في حیاتي كان ھدیة منھا، أوّل قصّة كتبتھا كانت بدعمھا،

ھي مَن ْكابدت الحیاة الصعبة لتمدّني بكامل الدّعم الماليّ والعاطفيّ

والمعنويّ، كانت القارئ الأوّل والنّاقد الأوّل والحبّ الأوّل في حیاتي،

ثم أصبحتْ وستظلّ الحبّ الأوحد في حیاتي.

ھي مَنْ كانت تدخل معي عوالم قصصي لنختار سویّاً جمل القصص

أغرب الكلمات أبعد الوجوه عن النّور،ھي مَنْ علّمتني أن أقول لا دون

خوف، ھي من علّمتني أنّ العار الكبیر في الحیاة أن لا نكون إیّانا؛

لذلك حرصتُ طوال حیاتي على أن أكون إیّاي مھما خالف ذلك

أعراف القبیلة، وخاصم نوامیس المجتمع، واصطدم مع قوى الاستلاب

والامتھان.

أمّي تراني بطلھا الخرافيّ الذي یملك مفاتیح الكلمة والسّحر

والبیان، ویجیدُ أن یفرح قلبھا؛ لذلك أثّثتْ مدائن روحھا الطّاھرة

بتماثیل تقدیر ومحبّة لبطلتھا الحبیبة سناء.

تسمّیني سونا؛ واسمّیھا ملاكي الطّاھر، وبین اسمي واسمھا تسكن

ذاكرتي التي تضّج بمستحیل ما قدّمتھ أمّي لأجلي؛ لقد قایضت الزّمن

بشبابھا وجمالھا وصحّتھا نظیر فرحي وسعادتي ونجاحي وراحتي،

وانتزعتْ الفرح والسّعادة والنّجاح من حیاتھا؛ لتھبھا كاملة إليّ، وحدھا

مَنْ تعرف كیف یكون العطاء،وحدھا مَنْ قالت لا للموت وللسّرطانعندما داھماھا منذ سنوات طویلة عمرھا ربع قرن وأنا طالبة صغیرة

في الجامعة في مرحلة الدّراسة الأولى، وقاومتھما،ورفضت الرّحیل

كي لا تتركني یتیمة وحیدة في ھذه الحیاة، وحدھا مَنْ تبتلع آلام

السّرطان، وتستمھل الموت ساعة تلو ساعة كي لا تسقني حنظل الیتم.

لكن عندما عادودھا السّرطان من جدید بعد ربع قرن من غیابھ عنھا،

وانتصر علیھا بقوّتھ الباطشة كانتْ أمّي قد وضعتني على برّ الأمان،

وأغمضتْ عینیھا إغماضة الموت الأبدیّة، وھي تضع یدھا في یدي،

وتقول لي: كوني قویّة، كوني ابنتي سناء التي ربّیتھا.

أمّي قھرت الموت لأجلي، أمّي سرقت السّعادة من الأقدار لأجلي،

أمّي آمنت بي في لما كفر البشر أجمعون بي،أمّي علامتي على أنّ الله

جمیل كریم یھبني الجنّة في الأرض كما یھبنا إیّاھا في السّماء إن

أحسنا البحث عن عطایاه في حیواتنا، أمّي ھبة الرّب العظیم لي، وما

أجمل ھبات الرّب عندما تكون على شكل قلوب أمھاتنا!!! أمّي تباركتِ

حیّة ومیّتة، وتعالیتِ في السّماء والأرض. اللّھم استجبْ لي، اللّھم

آمین.

 ویُذكر أنّ الرّاحلة نعیمة المشایخ ھي قاصّة وكاتبة للأطفال أردنیّة،

لھا العشرات من الكتابات السیریّة والمذكّرات الأدبیّة ونصوص أدب

الرّحلات والقصص القصیرة وقصص الأطفال ومسرحیّات الأطفال،

لھا كتابات مخطوطة بین قصة ومشروع روایة، كما كانت على وشك

إصدار روایتھا المشتركة الأولى مع ابنتھا د. السناء الشعلان قبل أن

ترحل إلى بارئھا في یوم 2021/9/12

وھي أدیبة مثقّفة تؤمن بأھمیّة دورھا في الأمومة إلى جانب دورھا

الإبداعيّ في المجتمع، تشارك أبناءھا وبناتھا جمیعاً فعالیاتھم الثّقافیة

والاجتماعیّة والحیاتیّة، وھي كذلك شغوفة بالأدب والعمل الإنسانيّ

والنّشاط النّسويّ؛ لذلك ھي تظھر في الفعالیّات الثّقافیة الأردنیّة

والعربیّة والعالمیّة، وكثیراً ما ترافق ابنتھا د .سناء الشعلان في

رحلاتھا الثقافیة والإبداعیّة حول العالم في شراكات إبداعیّة وترحالیّةواستكشافیّة بوصفھا مبدعة وأمّ لمبدعة كذلك؛ لذلك ھي حاصلة على

لقب الأمّ المثالیّة للعام 2017 من مبادرة أكرموھم الأردنیّة.

 وأخیراً كانت لھا مشاركة عن اللّغة العربيّ واستخدامھا في مؤتمر

"نھرو وآزاد والدولة العربیة والفارسیّة" في قسم اللّغة العربیّة في

جامعة كولكتا في الھند، ومشاركة في الورشة الأردنیّة الإبداعیّة للطّلبة

الفائزین على مستوى المملكة في مسابقة الإبداع الأدبيّ (الشّعر

والقصة والمقالة والخطابة)/ وورشة عمل حول فنّ كتابة المقالة،

فضلاً عن زیارتھا الثّقافیّة والأكادیمیّة في دعوات رسمیّة في الجزائر

ومصر ولبنان وسوریا والسّودان والعراق وتركیا وقطر والھند

وكشمیر، وغیرھا من دول العالم.