لا أنكر بأنني تجاوزت مهنيتي في الآونة الأخيرة، ورحت مبتعداً عن الحياد، مشجعاً بكل قوة لفريق الرمثا في سباق دوري المحترفين، ولا أنكر بأنني تجاوزت حدود التشجيع إلى درجة الانحياز، كما لا أنكر أيضا، بل واعترف بأن انحيازي للرمثا كان "لا إرادياً".
لم يكن هذا الانحياز لأني شمالي، فأنا كأبن محافظة المفرق، أعتبر أن المدينة الأقرب لقلبي حباً هي الكرك، والأجمل بأعيني هي السلط، والشوق يأخذني نحو الزرقاء، ولأربد في قلبي غرام، أنا المحب لمادبا، والمعتز بالطفيلة، والمقتدي بمعان، والتواق دوما لزيارة العاصمة الحبيبة عمان، انا باختصار ابن كل ذرة تراب في هذا الوطن أينما كانت، والمتنفس لهواء هذا الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه.
هذا الوطن علمني بأن الفرح حق مشروع للجميع، فبعيداً عن ما نشهده من حالات استثنائية لا تخلو منها اي دولة حول العالم، من حق المجتهد ان ينال نصيب من النجاح، ومن حق الساعي ان يصل إلى مبتغاه، تلك هي حكاية الرمثا، أو بالأصح، تلك هي حكاية انحيازي نحو الرمثا الأبية، المدينة الهاشمية الأصيلة، من يقطنها أناس طيبون تلمس الدفئ في كل تفاصيلهم، تلك هي المدينة التي تمتلك الذهب في أجناس أهلها وناسها ، نعم أنا منحاز لتتويجها بالذهب رياضيا.
اجتهدت هذه المدينة في خدمة الوطن بمجالات عدة، علميا وثقافيا واقتصاديا وفنياً ورياضياً، أتعلمون كيف يمكن الوصف، ماذا تريدون اكثر من إحساس متعب الصقار رحمه الله؟ ماذا تريدون اكثر من إبداع احمد هايل وبدران الشقران وهيثم الشبول والقائمة تطول؟ هذه الرمثا التي وهبت كل ما لديها، من أجل الوطن.
اليوم، رأيت الكثير من الجمال في تتويج الرمثا وفرحة أهلها الطيبين، ولكن أكثر ما أثار إعجابي، تلك المرأة المسنة التي انهالت بالدعاء لعل الفرح يتجه نحو الشمال، ليدخل قلوب "الرمثاوية" قبل أن يدخل شوارع مدينتهم، هل تعلمين كم تعادل فرحتك أيتها المرأة الجميلة؟ انها بأربعين وأكثر، فرحتك ليست بعادية، فرحتك رمثاوية.