ضمن فعالیات مركز تریندز للبحوث والاستشارات، التي ینظمھا على ھامش مشاركتھ في
النسخة الــــ 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، عقد المركز "جلسة نقاشیة" حملت
عنوان: "دور الإعلام في بناء الجسور بین الشعوب والثقافات"، أدارھا الدكتور محمد
عبدالله العلي الرئیس التنفیذي لمركز تریندز للبحوث والاستشارات، واستضاف خلالھا
الأستاذ محمد الحمادي رئیس مركز جسور للإعلام ورئیس جمعیة الصحفیین الإماراتیة.
واستھل الجلسة النقاشیة الدكتور محمد العلي، مرحباً بالأستاذ محمد الحمادي ومثمناً دوره
البنَّاء والفعال في دعم مسیرة الإعلام الوطني، كما وجھ إلیھ تساؤلاً حول أدوات الإعلام
بمختلف أصنافھ وتوجھاتھ التي یمكنھا بناء جسور التواصل والتقارب بین الشعوب
والثقافات.فقال محمد الحمادي إن الإعلام ھو الجسر الحقیقي للتواصل والتقارب والتفاعل بین
الشعوب والثقافات، مشدداً على أن المعنیین بالإعلام یجب أن یكونوا حذرین في نقل
الرسائل إلى الخارج؛ لأن ھناك الكثیر من الصراعات والنزاعات أشعل فتیلھا الإعلام.
وذكر أن الإعلام الجدید یحتاج إلى رسالة واضحة ورؤیة شفافة وأدوات بناءة وقویة قادرة
على الوصول والتأثیر في الآخر، كما یجب أن تكون الرسائل الإعلامیة دقیقة في اختیار
الجمھور المستھدف.
سرعة نقل المعلومة
وحول مدى امتلاك المنطقة العربیة إعلاماً قادراً على نبذ العنف والكراھیة ونشر التسامح
والسلام، أشار الحمادي إلى أن الأساس في المجال الإعلامي تقدیم المعلومة الصحیحة التي
تدحض الأخبار المغلوطة والكاذبة والرسائل المغرضة، إلى جانب توقیت نشر المعلومة
الذي یجب أن یكون مواكباً للحدث فور وقوعھ لإغلاق الباب على الشائعات والتكھنات
والأقاویل والتصیُّد.
ونوه بأن الإعلام حدیثاً أصبح یتجھ إلى منصات التواصل الاجتماعي، نظراً للتسارع
التكنولوجي الھائل الذي یشھده العالم؛ ما یلقي مزیداً من الأعباء على وسائل الإعلام
المسؤولة؛ لكي تكون سریعة ودقیقة في نقل المعلومة.
وضوح الرسالة
وتوجھ الدكتور محمد العلي بسؤال حول ما ینقص الإعلام المرئي والمقروء والمسموع
وحتى الإلكتروني، كي یكون إعلاماً بنَّاءً وھادفاً ویحمل رسالة تخاطب جمیع الشعوب
والثقافات، ورداً على ھذا السؤال أوضح الحمادي أن الإعلام یجب أن یكون معبراً
ومخاطباً بشكل مباشر جمھوره المستھدف برسائل واضحة وصریحة، مؤكداً أن الإعلام
الإماراتي إعلام مسؤول ویمتلك رسالة وھدفاً واضحین، ولكن ینقصنا إعلام قوي موجَّھ
إلى الخارج یعكس الإنجازات الوطنیة ویعرضھا على الآخر كي یتعرف العالم أكثر إلى
التطورات الكبرى التي تحدث في الإمارات.
تحدیات معاصرة
بدوره، شارك فھد المھري مدیر إدارة البارومیتر العالمي في "تریندز" في الجلسة النقاشیة،
وتساءل عن مستقبل الإعلام التقلیدي في ظل ھیمنة وسائل التواصل الاجتماعي، ورداً على
ھذا السؤال أوضح رئیس مركز جسور للإعلام ورئیس جمعیة الصحفیین الإماراتیة، أن
مستقبل الإعلام المطبوع یواجھ تحدیاً كبیراً، ومما زاد من التحدي جائحة "كوفید-19 التي أطلقت رصاصة الرحمة على الإعلام التقلیدي، منوھاً بأن الإعلام الإماراتي استوعب