ضمن برنامج "تریندز الثقافي" وفعالیات جناحھ الخاص المشارك في معرض الشارقة الدولي
للكتاب، نظم مركز تریندز للبحوث والاستشارات جلسة نقاشیة تحت عنوان: "مستقبل الإعلام في
العصر الرقمي"، أدارھا الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئیس التنفیذي لـ "تریندز"، واستضاف
خلالھا الأستاذ حمد الكعبي
رئیس تحریر صحیفة
الاتحاد.
وشارك في الجلسة النقاشیة
محمد السالمي مدیر إدارة
التدریب والتطویر في
"تریندز"، وعدد من
أعضاء مجلس تریندز
لشباب البحث العلمي،
منھم: حمد العلي، وسلامة
العلي، وشوق المرزوقي.
واستھل الجلسة النقاشیة الدكتور محمد العلي مرحباً بالأستاذ حمد الكعبي رئیس تحریر صحیفة
الاتحاد، معتبراً الصحیفة شریكاً استراتیجیاً وإعلامیاً لـ "تریندز"، ومثمناً دوره الفعال في دعم
مسیرة المركز البحثیة. كما وجھ إلیھ تساؤلاً حول رؤیتھ لمستقبل الإعلام في ظل التطورات
التكنولوجیة المتلاحقة والطفرة الرقمیة التي غیرت مجریات الحیاة.
وفي البدایة، توجھ حمد الكعبي بالشكر إلى مركز تریندز للبحوث والاستشارات على الاستضافة،
مشیداً بجھود المركز في إنتاج محتوى بحثي وعلمي قوي ونافع وقادر على عكس وتحلیل الواقع
المعاش.مواكبة تطلعات القراء
وقال رئیس تحریر صحیفة
الاتحاد إن قطاع الإعلام یشبھ
مختلف القطاعات في التطور
والتقدم ومواكبة العصر، ولكن
الإعلام یلامس الجمھور بشكل
مباشر وبالتالي یحتاج إلى
التطور المستدام لیواكب تطلعات
القراء والفئات المستھدفة.
وحول مستقبل الإعلام في
العصر الرقمي، ذكر الكعبي أن
الإعلام الرسمي المتاح حالیاً لھ دوره البناء وأدواتھ وتوجھاتھ ویسارع لمواكبة التطور الرقمي،
مستشھداً بتجربة جریدة الاتحاد التي أسست موقعاً إلكترونیاً عام 1996 وحققت قفزات كبیرة في
المشھد الإعلامي، حتى أصبحت تمتلك 14 منصة إعلامیة رقمیة تلبي تطلعات مختلف الفئات
والشرائح. كما یرى الكعبي أن التطور التكنولوجي في مجال الصحافة یخدم الإعلام في المقام
الأول ویجعلھ أقرب إلى الجمھور ویلامس الجمیع.
مواكبة العصر الرقمي
وحول قدرة الإعلام التقلیدي - من صحف ورقیة وقنوات وإذاعات - على مواكبة العصر
الرقمي، أكد حمد الكعبي أنھا تستطیع المواكبة عبر امتلاك الأدوات المناسبة وتوظیفھا بطرق
سلیمة لخدمة الإعلام والمتلقي، إلى جانب قدرتھ على استغلال وتطویع التكنولوجیا لصالح رسالتھ
السامیة.
وأشار رئیس تحریر صحیفة الاتحاد إلى أنھ في ظل التحولات الرقمیة العالمیة المتسارعة،
سیظھر إعلام أكثر تطوراً من صحافة المنصات الرقمیة التي ظھرت قبل 15 عاماً وأحدثت
طفرة كبیرة في مجال الإعلام عالمیاً، ولكن ذلك یتوقف على رغبات وتطلعات الجمھور التي
یسعى الإعلام إلى مواكبتھا ومجاراتھا، خصوصاً أن مختلف الصحف والمجلات حالیاً تمتلك
منصات رقمیة ونجحت في مواكبة التسارع التكنولوجي، وبالتالي ستستطیع مجاراة التحولاتالرقمیة العالمیة المقبلة، خصوصاً أن المتلقي حالیاً لا یمتلك وقت فراغ لقراءة الأخبار المطولة
ویحتاج إلى كبسولات إخباریة سریعة تلخص المحتوى في نقاط بسیطة.
معاییر مھنیة دقیقة
وحول المحتوى الإخباري الذي أوجدتھ منصات التواصل الاجتماعي، ومدى قدرة الإعلام الجاد
والموثق على استعادة بریقھ ومكانتھ مرة أخرى، أوضح حمد الكعبي أن ھناك منصات وصحف
تبث محتوى غیر موثوق فیھ لأنھم یفتقرون لأخلاقیات المھنة وثقافة الإعلام المسؤول، ولكن
الصحافة المحلیة بعیدة كل البعد عن ھؤلاء، لأنھا تعتمد على معاییر أخلاقیة ومھنیة دقیقة.
وعن مدى تأثیر التحول الرقمي على المطبوعات الورقیة من صحف ومجلات، أشار حمد
الكعبي إلى أنھا تأثرت بالفعل ولكن مدى التأثر لیس بمشكلة كبرى، ولكننا نفكر في تلبیة أذواق
الخبر عبر المنصات الرقمیة، ودور المؤسسات الإعلامیة تقدیم مختلف الخدمات الإخباریة بشتى
السبل.
وأضاف أن الصحف ووسائل الإعلام قادرة وبكل جدارة على مجاراة التحول الإلكتروني، لأن
الصحف أسست قاعدة رقمیة جماھیریة وتمتلك منصات متطورة تحظى بملایین المتابعین.
وسائل إعلامیة جدیدة
ونوه الكعبي إلى أنھ، وفي ظل العصر الرقمي المتسارع، سنرى ظھور وسائل إعلامیة جدیدة،
لأن العالم من حولنا یتغیر ودولة الإمارات سباقة دائمة في المبادرات التكنولوجیة وتطلق العنان
لأبنائھا للتفكیر والانطلاق إلى آفاق جدیدة، وقیاساً على ذلك ستكون الوسائل الإعلامیة الجدیدة
أكثر تطوراً من الوقت الراھن، وفي صحیفة الاتحاد نفكر حالیاً في شكل الصحیفة بعد 50 عاماً
وما سیكون محتواھا وأدواتھا وھل ستكون مطبوعة أم إلكترونیة أم شكل جدید لم یظھر بعد.
صراع ومنافسة
وحول آثار الطفرة التكنولوجیة على وسائل وأھداف وسائل الإعلام الإقلیمیة والعالمیة، أكد حمد
الكعبي أنھا أثرت سلباً في أھداف الإعلام الإقلیمي والعالمي وجعلتھ أكثر تصارعاً ومنافسة،
مضیفاً أننا نجد في العصر الحالي رؤساء دول یستخدمون منصة التواصل الاجتماعي "تویتر"
كمنصة لنشر الأخبار والتفاصیل المتعلقة بالقرارات الرئاسیة، ما غیر من شكل وطبیعة الإعلامعالمیاً لأن القراء أصبحوا یستقون أخبارھم من المسؤولین عبر منصات التواصل مباشرة.وتابع: "الحكومات العالمیة أصبحت تعلن عن قراراتھا وتوجھاتھا عبر منصات التواصل
الاجتماعي، ولكن سیتغیر ھذا النظام مستقبلاً وسیتطور أكثر بكثیر من الوقت الراھن مواكبة
للتطور البشري والطفرة الرقمیة المتسارعة التي یشھدھا العالم".
استدامة القراءة
واختتم حمد الكعبي حدیثھ، متوجھاً بالشكر إلى مركز تریندز للبحوث والاستشارات على تنظیم
ھذه الجلسة النقاشیة التي فتحت المجال للتواصل والتفاعل مع الباحثین الشباب والاستماع إلى
أفكارھم وأطروحاتھم والتعرف إلى وجھات نظرھم والإجابة على التساؤلات التي تشغل فكرھم،
ناصحاً الشباب بالقراءة وجعلھا فعل یومي مستدام لأنھا ھي أساس المعرفة المستنیرة.
دعم الشباب والصحافة
وفي ختام الجلسة النقاشیة، تقدم الدكتور محمد عبدالله العلي الرئیس التنفیذي لمركز تریندز
للبحوث والاستشارات بالشكر إلى الأستاذ حمد الكعبي رئیس تحریر صحیفة الاتحاد على إثراء
ھذه الجلسة النقاشیة بأفكار قیمة ورؤى مستنیرة، استفاد منھا حضور الجلسة، كما أھداه درع
مركز تریندز للبحوث والاستشارات تكریماً وتقدیراً لدوره في دعم الشباب والنھوض بالصحافة
_ انتھى _ المحلیة ووضعھا على طریق المنافسة العالمیة.