تجربه مترو الأنفاق أحد التجارب العالمية والعربية للتخفيف من حده الازدحام المروري ، وتسهيل المواصلات بالمدن ألكبري الضخمة مثل القاهرة وغيرها من المدن العالمية والعواصم العربية وذلك
خلال تجربه من تجارب المواصلات النفقية قديمه كانت او جديدة ..فالعبرة بالاستفادة من هذه التجارب..
وسأقدم لكم نموذج مترو الأنفاق بمصر بما له وما عليه، للاستفادة بالفوائد وتلافي العيوب داخل مصر وبالتالي تحقيق الاستفادة لمصر وللمصريين، وأيضا لكل الدول العربية وشعوبها الأبية .. لقد نجحت مصر في التجربة وكانت أول الافتتاحات في تسعينيات القرن الماضي بينما نحن كنا طلبه بإحدى معاقل كليات الهندسة العسكرية ..
وكان وقتها يشرح لنا أستاذ التخطيط فائدة التخطيط العمراني البروفيسور إبراهيم عنان (رحمه الله ) بقوله : سيعرف الجمهور قيمه مترو الإنفاق وضمنيا قيمه التخطيط العمراني عندما تجد الأفواج من البشر تخرج من تحت الأرض فتتساءلون ؟ كيف بنا لو لم يكن هناك مترو أنفاق ؟ وفعلا قلناها بعد الافتتاح بفترة وخصوصا الآن وكل وقت يمر علينا تزداد قيمه المترو وبالتبعية تزداد معرفتنا بقيمه التخطيط العمراني والتخطيط عموما .. ومن خلال الفراغ الداخلي لمحطات المترو بمصر ستقرأ ما تم عمله من طابع معماري لكل محطة .. وتأثير ذلك علي ألعماره والتخطيط والركاب فمثلا ستجد محطة ألعتبه والتي تقاس منها المسافة بينها وبين أي مدينه علي أنها المسافة الحقيقية بين القاهرة وسائر المدن والضواحي وذلك لان بها محطة البريد الرئيسية فجعلت بداية للقياس من ألعتبه وهكذا صور المعمار حمام البريد ليكون رمزا يعبر عن ألعتبه احد المحطات الرئيسية المترو..
وفي محطة معرض القاهرة ستجد صوره ملمح جانبي للنصب التذكاري القريب الذي به قبر الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية السادات، وكذلك رسم البوابات الشهيرة في الستينيات والتي صممها الاساتذه الكبار الفرماوي والزيني وغيرهم ..وفي محطة الإستاد مرسوم عليها لاعبين يقذفون الكره بينهم بالأقدام وجمهور وألوان متباينه تعبر عن حشد جماهيري لفريقين لا تخلو من انتقائية لألوان أخري ..
أما محطة هارون برغم أن المحطة مجرد اسم ولا يوجد اثر للخليفة الرشيد إلا أنه استخدم ملامح الخيل بألوان متباينه كأنها الخيل البلق التي تغزو في سبيل الله ..
وفي محطة كليه البنات ستجد صور فتيات مرسلات شعورهن خلف رؤوسهم في غير تبذل أو أغراء وفي محطة هليوبوليس ستجد أشخاص يرتدون زيا فرعونيا ويحملون فوق أكتافهم توابيت السرابيوم المكتشفة لتدل علي هليوبوليس ..
بينما في محطة الشهداء نظرا لأنها مركز مواصلات وبمثابة نقطه المنتصف للقاهرة تم رسم دوائر متجاورة أكبرها بالمنتصف وأصغرها بالمحيط وكأنها تشير إلي إنك الآن في منتصف القاهرة .. وفي محطة نادي الشمس ستجد فتيات أخريات ولكن في وضع استرخاء ومبتذلات في ملابسهن كأنهن يأخذن حمام شمس ..ولكن طبعا برسم لطيف دون إغراء .. وفي محطة التحرير نظرا لأنها محطة هامه وبها المتحف المصري أو الانتيكخانه فقد تم صبغها بطابع فرعوني مع وضع بعض نماذج لقطع آثريه مجسمه معروضة داخل فاترينات زجاجيه ..
وهناك محطات مع الآسف لم يتم بها توقيع طابع أو طراز خاص لكل محطة مثل تلك التي بالخطوط المحمولة علي أعمده عمر بن الخطاب أو قباء أو النزهة أو الهايكستب أو حتى محطة النهاية تجاه مطار ألقاهره والتي تحمل اسم عدلي منصور ..وكأنهم يقولون لنا هذه ليست مترو إنفاق أنها مترو كباري .. لكن الحقيقة أن الطراز أو الطابع ليس بالضرورة أن يلتزم الإنفاق دون الكباري فلكل طابع خاص..
أنها ضرورة لتتعرف علي المحطة حتى ولو لم تجد اليافطة مكتوبة ..ولهذا فإن المعماري كرر نفس الرسم بكامل المحطة.. وكأن المحطة تعلن لنا عن اسمها.. أن الرسوم ليست للزينة فقط ولا لإرساء طابع معماري معين للمنطقة التي بها المحطة فقط ولكن هي لوحات إرشاديه لا تقل عن اللوحات الإرشادية بالمطارات .. ومع كل هذا التزم المعماري بخيط من الوحدة الجمالية لتربط جميع المحطات بطابع خاص يميز المترو عن غيره من الأنفاق حول العالم .