رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور حازم صيام يكتب : حوار شخصيات القران الكريم من كلام رب العالمين (١)

الدكتور حازم صيام يكتب : حوار  شخصيات القران الكريم من كلام رب العالمين (١)
جوهرة العرب  _ الدكتور حازم صيام 

 قد يأتي الحديث  في القران الكريم علي لسان شخصيات كثيرة جدا ،ومتباينة سماتهم ،سواء  كان هذا الحوار منقول من الشخص نفسه مثل كلام سيدنا موسي  ردا علي سؤال من رب العالمين كما جاء فيه (وما تلك بيمينك يا موسى؟ )  ..قال  : (هي عصاي أتوكأ  عليها وأهش بها على  غنمي ولي فيها مآرب أخري)  .

 أو من كلام رب العالمين عنهم مثل  كلام رب العالمين عن سيدنا إبراهيم : ( أن إبراهيم لأوه حليم منيب ) أو كلام سيدنا إبراهيم بلسانه مثل قوله وهو يسأل ربه سؤالا :  (ربي ارني كيف تحيي الموتى )  ..

 إن القرآن يتحدث بلسان أشخاص متباينة صفاتهم ، فمنهم  النبي والصديق والمؤمن ومنهم شخصيات عامه مثل عزيز مصر (الملك) أو أحد المساجين مع سيدنا يوسف عليه السلام أو أخبارا عنه .. ومنهم الكافر  والطاغية مثل النمرود وفرعون موسي  وغيرهم..  ومنهم الحيوان والطير  والحشرات مثل كلام الهدهد والنملة ومنهم  شخصيات غيبيه  كالجن والملائكة وسواء كان الكلام مباشرا أو أخبار رب العالمين عنهم أو وصف كلامهم  مثل قول الله تعالي :  (فأوجس في نفسه خيفة موسي) ..

وعلى  كل حال فأن المتأمل لهذا الكلام سواء نص مباشر أو مجرد كلام لهم ، فأنه إعجاز بليغ  بدليل قول النملة  إذ قالت : ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)  ..ففي هذه العبارة أكثر من ثلاث  معجزات ويستحيل أن تأتي نمله بمثل هذا الكلام مباشره في جمله واحده فلمن يعود هذا الإعجاز مباشرة إنما يعود أولا وأخيرا إلى  رب العالمين سبحانه وتعالى (1) .

فالعبارة بليغة وموجزه ،ومرتبه ،ومعبره ،هذا أولا  :ثم إنها (٢)تحمل معجزه علميه توضح بأن النمل يحطم لا يدهس مجرد دهس .. ثم أنها (٣) تعرف أن سليمان رجل صالح فهو لا يحطمهم إلا وهم لا يشعرون .. ثم أنها (٤) تعرف مكونات موكب سليمان (سليمان وجنوده ) .. فهل كل شخصيات القران علي نفس الدرجة من ألبلاغه والفصاحة بالطبع هذا أمر مستحيل إلا  لرب العالمين ..

إذا فإن الله يصحح لها ويذكر أما أشياء اضافيه  متوقعه منها أو بتلافي ذكر أشياء خاطئة أو يصححها أو أن يذكر أن هذا خطا أو يغفل ذكر أشياء معينه او أشياء غير متناسقة مع الجملة أو غير مناسبة للموضوع ..  أو ينسج الله لها العبارة من عنده بحيث تأتي العبارة معجزه سواء كان المتحدث نمله أو هدهد  أو شخص عادي او نبي مرسل أو عدو لله غاشم  ..

 وسوف نلاحظ هذا من الإعجاز المستمر في المعاني أو الكلمات أو التصريحات أو التقارير الواردة   .. أن القرآن كلام  الله يصحح فيه الله (السيناريو ) للإنسان المتكلم أو الحيوان ومن هذا كما سبق لفظ يحطم من النملة وبلاغة الهدهد أو أمراه العزيز أو مؤمن آل فرعون أو فرعون نفسه.. إذا  ألبلاغه في القران أو الإعجاز العلمي او غيره وما فيه من تحدي ولو وردت في القران علي لسان حشره او حيوان  أو إنسان.. فالله يذكر هنا ما قيل علي لسان أبطال القصة ولكن بأسلوب بليغ وعلمي ومعجز وهذا يعكس إعجاز الله وليس إعجاز المتكلم نفسه .. وذلك ليس  تجميلا وتزويقا  لكلامهم أو تزيينها له ولا ترميما لعيوب ولا انتصارا لقضية فرعيه..  ولكن للوصول إلي الحق  والحق هو الله الذي لا اله إلا هو (له الأسماء الحسني ) ..

 بوصل كلام أصحاب الحوار المذكور إلى  صيغه الكلام المعجز حتى لو أتي هذا الكلام علي لسان نبي أو إنسان او حيوان أو نمله أو هدهد أو فرعون أو غيره .. أنه كلام الله الذي لا يستطيع أحدا من الكائنات كائنا من كان أن يأتي  بآيه من مثله.. وللحديث بقيه.