رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

سلطنة عُمان ... قيادة حكيمة وشعبٍ واعٍ ... وتضاريس تجلعها فِردوساً على الأرض / بقلم المستشار الإعلامي محمد الملكاوي

سلطنة عُمان ... قيادة حكيمة وشعبٍ واعٍ ... وتضاريس تجلعها فِردوساً على الأرض / بقلم المستشار الإعلامي محمد الملكاوي

سلطنة عُمان ... قيادة حكيمة وشعبٍ واعٍ ... وتضاريس تجلعها فِردوساً على الأرض

·بقلم المستشار الإعلامي: محمد الملكاوي

عمّان / الأردن

كلما أردت أن أتحدث عن سلطنة عُمان الشقيقة أستحضر دائماً في مهجتي ومخيلتي وإسلامي وعروبتي وإنسانيتي هذه الدولة التي زيّنت التاريخ العربي المتوسط والحديث ببطولةٍ تطاول قمّة المجد بقيادتها وشعبها لأنها أول كيانٍ عربي أصيل ومتأصل يرفض الاستعمار والاحتلال، حيث استطاع قادة وزعماء وفرسان القبائل العُمانية من طرد المُستعمر البُرتغالي بعد (150) عاماً من الاستعمار والاحتلال، لأرض لا تقبل الضيم ولا الذل ولا الهوان ولا الاستسلام لغازٍ ولا لمُعتدٍ.

ما دعاني لأبدأ مقالتي عن سلطنة عُمان بهذه الطريقة الساخنة في اليوم الوطني الـ (51) هو للتأكيد على أن هدوء ورصانة ورزانة القيادة والشعب العُماني التي نلمسها اليوم، هي نتاج إرثٍ عريق وعتيق مغموس بالكرامة العربية، والعِزةِ والرِفعة التي نراها مجبولةٍ في ابتسامة شفاه كل مواطنٍ عُماني، والتي تخرج أيضاً من القلب وتلامس كل القلوب بلمسةٍ عُمانية حانية، استشعرناها من على بُعد في الوجه المُتقد بهاءً واتزاناً للسلطان هيثم بن طارق بن تيمور.

ولأني من جيلٍ أردنيٍ غزا الشيب رأسه قليلاً، وأنتمي بفخرٍ لنخبة من القادة العرب والمُسلمين العِظام وفي مقدمتهم المغفور لهم بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، والملك فيصل بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحُسين بن طلال، والشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح، والمجاهد عبدالقادر الحُسيني، والمُجاهد عُمر المُختار وغيرهم من القادة العِظام، فإني أشعر دائماً بأن أردنيتي منصهرة عند أعلى قمّة جبل (شمس) في عُمان الذي يمتد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إشارة إلى أن العروبة واحدةٍ أينما حللنا أو ارتحلنا، وأن التضاريس تجمعنا دائماً.

والأجمل أن شعب سلطنة عُمان يُعطينا دائماً الأنموذج المميز في الوِحدة والتواصل والتعاون، حيث أن كلّ العُمانيين يتحدثون بلسان واحدٍ عن عُمان وعن العُروبة وعن الإسلام وعن التسامح والمحبة والإنسانية، فهم يحبوا الأردن والسعودية والإمارات ومصر وسوريا والمغرب وغيرها كما يحبوا سلطنة عُمان، لأنهم جُبلوا على الفطرة الصحيحة والسوية، بأن العروبة واحدة وأن القواسم المشتركة فيما بيننا هي أكثر بكثير من محطات الاختلافات والخِلافات.

أحببت أن تخرج هذه العبارات من قلبٍ أردنيٍ بسيط نحو سلطنة عُمان في اليوم الوطني الحادي والخمسين، وأقول لكل أخٍ عُماني أني أرى فيكَ رافداً قوياً للمحبة والسلام والحكمة التي نحتاجها هذه الأيام.

وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ ... سُلطاناً حكيماً، وشعباً واعياً، وأرضاً بتضاريس خيالية الجمال تجعلها فردوساً على الأرض.

msa.malkawi@gmail.com