الإمارات تميزت بالإنجازات والريادة وعانقت الإنسانية بالأخوة والتسامح والسلام ولامست بأصالتها العربية فضاءات مدار المريخ
يحق لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تفخر بإنجازاتها التي تسهم في تحقيق الازدهار والرخاء والرفاهية ليس فقط للإمارات وإنما لمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، حيث تؤكد هذه الإنجازات نجاح الدولة في تحقيق هدف رؤية 2021 بأن تكون "ضمن أفضل دول العالم" في اليوبيل الذهبي للاتحاد ( 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971).
كما تؤكد هذه الإنجازات بأن عام الخمسين (2021) سيكون محطة انطلاقة نحو هدفها في الخمسين عاما المقبلة أي عام 2071، وقد تحققت إنجازات أخرى في مجالات الفضاء والعلوم والنووي والاقتصاد والسياسة رغم التحديات المختلفة.
فعلى الصعيد السياسي تعاظمت مكانة دولة الإمارات الإقليمية والدولية، وتتزايد فيه ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة. ويدلل على ذلك عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023، وفي مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، بعد فوزها بالعضويتين خلال عام 2021.
وستتولى دولة الإمارات استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" العام القادم (2023)، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، في خطوة تؤكد ريادة دولة الإمارات وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ. كما ستترأس الإمارات منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" لمدة 4 سنوات، كأول دولة عربية يترأس مرشحها المنظمة منذ نشأتها قبل قرن.
لهذا أقول بفخر بأن الإمارات قد تبوأت مكانة مرموقة وثقة متزايدة أضحت معها مصدر إلهام في العالم. كيف لا. وهي التي ركيزة أساسية للأخوة الإنسانية، وذلك تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية عام 2019. فيما اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الثاني من ديسمبر من كل عام، يوما عالميا للمستقبل تزامناً مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، وتقديراً للدولة ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل.
أما على صعيد نشر السلام فهي دولة تساند كل جهود السلام في العالم بشكل عام، والخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
وما من شكٍ في أن أبرز الإنجازات التاريخية التي حققتها الإمارات هي معرض "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول معرض دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، وهو الذي جاء بعد تحليق اسم الإمارات في فضاءات الكون في علوم الفضاء، بعد أن حققت 5 إنجازات علمية غير مسبوقة، عززت بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والتي أبرزها وصول القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء 1" بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية، في خطوة تستمد أهميتها من دورها في تعميم الاستفادة من إنجازاتها على أشقائها في المنطقة، هذا إلى جانب مسبار الأمل الذي يدور حالياً حول كوكب المريخ، حاملاً ليس فقط أحلام الإماراتيين في اجتياز الفضاء، وإنما أحلام العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء. هذا إضافة إلى أن الإمارات نجحت في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وقبل أن أختم أود أن أؤكد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت مراكز متقدمة في ميادين ومحطات مختلفة، ونالت المراكز الأولى في مجالات الأمن والأمنان والاستقرار والاقتصاد والسعادة والمرأة والعمل الإنساني، وعملت على تعظيم مسيرة البناء والتطوير، وتمكين المواطن، خاصة في ملفات تحقيق مجمل أهداف مؤشرات التنمية المستدامة للألفية الأممية، لتكون الإمارات في مقدمة دول العالم في إنجاز الجدول الزمني لقمة الألفية.
وفي الختام فلقد بدأت الإمارات مرحلة الـ 50 عاماً الثانية من عمر الدولة، في ممارسة دورها الريادي عربياً ودولياً، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.