شارك وفد من «مركز تریندز للبحوث والاستشارات» في القمة العالمیة لمراكز الفكر
والدراسات 2021 ،التي حملت عنوان: "الاتجاھات والتحولات العالمیة في مراكز الفكر
والسیاسة والمشورة السیاسیة في عصر معضلات السیاسات والاضطرابات"، ونظمھا
برنامج المراكز الفكریة ومنظمات المجتمع المدني، التابع لـ«معھد لودر» في جامعة
بنسلفانیا الأمریكیة، بالتعاون مع مركز البحرین للدراسات الاستراتیجیة والدولیة والطاقة
«دراسات»، وتتواصل أعمالھا حتى یوم الثلاثاء المقبل في العاصمة البحرینیة المنامة.وترأس الوفد الدكتور محمد عبدالله العلي الرئیس التنفیذي لـ «مركز تریندز للبحوث
والاستشارات»، وضم الدكتور فتوح ھیكل رئیس قطاع البحث العلمي المستشار السیاسي
العام لمعھد مانوھار باریكار للدراسات والتحلیلات الدفاعیة، ومیلینا لازاریفیتش الشریك
المؤسس مدیرة البرامج في مركز السیاسة الأوروبیة، وفاسو غوندن المؤسس والمدیر
التنفیذي للمركز الأفریقي للتسویة البنّاءة للنزاعات.وركز الرئیس التنفیذي لـ «مركز تریندز للبحوث والاستشارات»، في مداخلتھ بالجلسة
الأولى على شقین، قدم في الأول لمحات لبعض التأثیرات التي خلفتھا جائحة "كوفید-19 "
على الأوضاع العالمیة عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، واستعرض في الثاني بعض
الأفكار والمقترحات التي تعزز دور مراكز الفكر في مرحلة ما بعد «كوفید-19.«
نظام عالمي جدید
وقال العلي إن الجائحة أوجدت تأثیرات عمیقة في نواحي الحیاة كافة، السیاسیة
والاقتصادیة والصحیة وحتى الأمنیة والعسكریة، حتى أصبح مصطلح عالم ما بعد كورونا
متداولاً على نطاق واسع، وأصبح الجمیع یتكلم عن نظام عالمي جدید مختلف عما كان قبل
الجائحة.
وأكد أنھ على الصعید الصحي الإنساني، أظھرت الجائحة أن فعالیة النظم الصحیة المطبقة
في غالبیة دول العالم، محدودة في مواجھة خطر الأوبئة واسعة الانتشار، وھو ما یفرض
إعادة النظر في النظم الصحیة المطبقة في كثیر من الدول.أما على المستوى الاقتصادي فأدخلت جائحة «كوفید-19 «العالم في أسوأ موجة ركود
شھدھا منذ ثلاثینیات القرن الماضي، كما أثرت في الجانبین الأمني والاستراتیجي، حیث
غیرت الجائحة مفھوم الأمنین الوطني والعالمي، حتى أصبح توفیر جھاز تنفس اصطناعي
بالنسبة إلى بعض الدول أكثر أھمیة من حمایة أمنھا وامتلاك سلاح دمار شامل.
الإمارات نموذجاً
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن تأثیر الجائحة في منطقة الشرق الأوسط لیس واحداً بل
ینطوي على تباینات كبیرة في منطقة شدیدة التباین في ظروف دولھا وأوضاعھا، فھناك
دول نجحت في التعامل بحكمة مع الجائحة وتقلیل خطرھا مثل دولة الإمارات العربیة
المتحدة التي قدمت نموذجاً راقیاً في التعامل مع الأزمة، مضیفاً أن الجائحة أظھرت الحاجة
إلى التعاون بین الدول والشعوب في مواجھة التحدیات الكونیة الخطیرة.
3 محاور جوھریة
وتطرق الرئیس التنفیذي لـ «مركز تریندز للبحوث والاستشارات» في الشق الثاني من
مداخلتھ، إلى ما یجب على مراكز الفكر العمل علیھ في ضوء التأثیرات التي أفرزتھا
جائحة "كوفید-19 ،"مستعرضاً ثلاثة محاور جوھریة.
وأوضح في المحور الأول أن جائحة "كوفید-19 "غیّرت طریقة تفكیر مراكز الأبحاث
وعملھا لتواكب التغیرات التي حدثت في العالم، مشدداً على ضرورة إیلاء اھتمام أكبربقضایا الصحة العامة والبیئة والتنمیة المستدامة، والمساھمة في إیجاد حلول مبتكرة وخلاقة
لھذه التحدیات والقضایا.
وأكد الدكتور محمد العلي في المحور الثاني ضرورة أن تعزز مراكز الفكر والبحوث من
دورھا في دعم الجھود الوطنیة والدولیة للتعاطي مع التحدیات التي فرضتھا جائحة
«كوفید- 19 «وغیرھا من التحدیات الناشئة، وأن تكون شریكاً مسؤولاً في ھذا الأمر،
مستشھداً بتجربة مركز «تریندز» في دعم سیاسات مواجھة «كوفید-19.«
وطالب العلي في المحور الثالث بضرورة تعزیز العمل المشترك بین مراكز الأبحاث
الإقلیمیة والعالمیة؛ بما ینعكس على تحسین وتطویر آلیات عملھا ودورھا المستقبلي،
مضیفاً: "نحن في تریندز سنواصل جھودنا لتعزیز الشراكات والتعاون مع مختلف مراكز
الأبحاث".
دعم صُنّاع السیاسات
إلى ذلك، قال سعادة الدكتور الشیخ عبد الله بن أحمد آل خلیفة، رئیس مجلس أمناء مركز
البحرین للدراسات الاستراتیجیة والدولیة والطاقة «دراسات»، في كلمتھ الافتتاحیة: في
الأسبوع الأخیر من شھر نوفمبر المنصرم، انقلب العالم فجأة رأساً على عقب؛ لأن
مجموعة من العلماء في جنوب أفریقیا اكتشفوا متحوراً جدیداً من فیروس كورونا المستجد،
أطلقوا علیھ اسم "أومیكرون"، فسارعت حكومات العالم إلى اتخاذ تدابیر احتیاطیة لحمایة
شعوبھا من موجة جدیدة من الجائحة.وأضاف: "ھذا أوضح مثال على مدى اعتماد صُنّاع السیاسات على العاملین في مجال
البحث العلمي. وفي ھذا السیاق، یعمل الباحثون الاجتماعیون في مركز «دراسات» على
تقدیم الدعم لصُنّاع السیاسات في البحرین، من خلال تحلیل الآثار الاقتصادیة والاجتماعیة
للجائحة، بالتعاون مع مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرین، وقد أعدوا عشرات
التقاریر والأوراق البحثیة حول موضوعات شملت المعاملات المالیة والبیئة والمرأة
والعمل عن بُعد، وغیرھا".
تمكین المرأة
من جانبھا، ركزت ھالة الأنصاري الأمینة العامة للمجلس الأعلى للمرأة في مملكة البحرین
خلال مداخلتھا ضمن فعالیات القمة، على أھمیة دور المرأة في تعزیز عمل مراكز الفكر،
ودورھا في إثراء البحث والإسھام في دعم مسلسل صناعة القرار من خلال موقعھا باحثة
أو أكادیمیة؛ مشیرة إلى أن إطلاق مبادرة "نساء عالمیات وشبكة مراكز التفكیر" تشكل
دفعة مھمة في اتجاه العمل على تمكین المرأة في المراكز البحثیة.
وألقت الضوء على التحدیات التي تواجھ المرأة في مجال البحث العلمي، وقارنت بین
حضورھا وحضور الرجل في مجالات العلوم والتكنولوجیا والھندسة والریاضیات، مبینة
أن نسبة %30 فقط من النساء یعملن في المجالات البحثیة.
وأكدت الأنصاري على ضرورة العمل من أجل تعزیز ھذه النسبة من خلال تذلیل جمیع
التحدیات التي تقف حائلاً بین المرأة، وما یمكنھا من الوصول إلى تحقیق كامل إمكانیاتھا
في جمیع المجالات، ویضمن لھا أن تكون على قدم المساواة مع الرجل للإسھام في بناء