صَدَرَ العدد 394 من مجلة "أفكار" الشهريّة التي تصدُر عن وزارة الثَّقافة الأردنية ويرأس تحريرها د.يوسف ربابعة، متضمِّنًا مجموعة من الموضوعات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكُتّاب الأردنيّين والعرب.
تضمَّن العدد ملفًّا بعنوان "الشيخ جرّاح: أسطورة الدم والأرض لشهداء الجيش العربي" من إعداد مفلح العدوان الذي بدأ الملف بمقدمة يقول فيها: "في هذه المرحلة الخطيرة من ازدياد تعدِّيات الكيان الإسرائيلي على القدس، وحفرياته، وتجاوزاته، يتوجَّب علينا استحضار سرديّة المُواجهة على أرض القدس، وإعادة كتابة بطولات الجيش العربيّ الأردنيّ والمجاهدين والمتطوعين من أبناء الشعب الأردني من كافة مدنه وقراه وبواديه، وتضحياتهم دفاعًا عن القدس وكل فلسطين، هذا واجب على المبدعين والأدباء والفنانين قراءةً ومعايشةً لهذا التاريخ المشرِّف، وإعادة صهره وإنتاجه والاشتغال عليه وتضمينه في مدوّناتهم الإبداعيّة"، ويشير العدوان إلى أنَّ هذا الملف يعاين في بعض جوانبه بطولات جنود الجيش العربي الأردني في فلسطين والقدس، مع تركيز على تلك الذاكرة والتضحيات في معارك حيّ الشيخ جراح والقصص التي تُروى عن أبطال تلّ الذخيرة.
في هذا الملف تأتي الكتابة بأقلام وعت دور تضحيات الجيش العربيّ الأردنيّ وبطولاته، فنقرأ نصوصًا وجدانية تاريخية في مقام النصر والشهادة كتبها كل من: فايز محمد الحميدات، د.محمد عبدالكريم الزيود، تحسين يقين، مفلح العدوان، أحمد الطراونة، د.عطاالله الحجايا، علي عبيدات.
استهلَّ نسيم الصمادي العدد بمفتتح بعنوان "من اليد الخفيّة إلى العقل الخفيّ"، يقول فيه: "من المرجَّح أنَّ ذكاء الإنسان العربي الفردي لا يقلّ عن المتوسطات العالميّة. قد لا نُنافس اليابانيين والكوريين الذي يُغذُّون ذكاءَهم الجَمْعيّ بالحريّة الشخصيّة والممارسات الديمقراطيّة وأخلاقيات العمل واحترام الآخر والتعاون والمشاركة والتفكير العلمي"، لكنَّ ذكاءنا الجمعي -كما يرى الصمادي- في الحضيض؛ حيث أدّى الاحتباس الإداري وانحباس الابتكار، وافتقارنا إلى "العقليّة الخفيّة" و"ذكاء الخليّة" واستنادنا إلى القيم الماضويّة، وغياب المؤسَّساتية، واعتمادنا على المساعدات الأجنبيّة، والموارد الطبيعيّة، وسلطة القبيلة الأبويّة، أدّى كل ذلك إلى: استنزاف طاقاتنا الفرديّة، فتاهت الرَّعِيَة بين اللامُساءلة واللامسئوليّة.
وفي باب دراسات، وبمناسبة مئويّة الدولة الأردنيّة، خصّصت "أفكار" مساحة بعنوان "شخصيّات إعلاميّة" وفي هذا العدد يلقي عامر الصمادي الضوء على تجربة الإعلامي رافع شاهين. كما نقرأ مقالات ودراسات متنوّعة؛ فعاين د.جورج طريف التقارير البريطانيّة كمصدر لكتابة تاريخ الأردن، وكتب سيد الوكيل عن القلق الوجودي للثقافة، وتأملت د.نادية هناوي هزيمة "جينيت" أمام الأجناس الأدبيّة، وقدم د.أحمد الزعبي قراءة في رواية "السيد والحشرة" لمحمد بن جرش، وكتب د.يحيى البشتاوي عن الأديبة التركية "عدالت آغا أوغلو"، وألقى عرفة عبده علي الضوء على المزارات المسيحيّة المقدَّسة في مدينة القدس، وكتب د.عثمان المودن عن رؤية الأديب والمفكر عبدالرحمن منيف للثقافة والمثقف، أما أنوار البطوش فكتبت عن العولمة الثقافيّة. كما نقرأ "في رحيل سنديانة الدراما الأردنيّة الفنان جميل عواد" كتبتها ذكريات حرب. وعن المكان الأردني كتب د.محمد أحمد عنب عن مدينة الطفيلة.
تضمّن العدد إطلالة على الأدب الأذربيجاني، قدَّم لها سامح المحاريق، وفي هذه الإطلالة تنشر "أفكار" قصصًا قصيرة وردت إلى المجلة بمبادرة من مركز الترجمة الحكومي الأذربيجاني، وهي: "رصاصة الخائن" لإسماعيل شيخلي، "الفراشة" لنريمان عبدالرحمانلي، "المعطف السميك" لعيسى مُغَانَّا، "لا بدَّ أنْ ينفطرَ قلب" لفرمان كريم زاده.
وحول أهم الإصدارات والمستجدّات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية". العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، وتضمّن الغلافان الأمامي والخلفي لوحتين للفنانة الأردنية إيمان الطرمان.