عبارة قيلت ويستنكرها المتطرفين وبعض المتٱسلمين الذين لا يرون في الدين إلا مظاهر التشدد فقط ، ويرونه مظهرا من التنطع والتندر علي كل شيء .. وهذه العبارة هي : أن الضرورات تبيح المحظورات , فلماذا قام هؤلاء بالسخرية والاستهزاء من هذه العبارة ؟ مع كونها في فقه الإسلام تامة صحيحة..
الم يستمع هؤلاء إلى الحديث الشريف الذي يختمه رسول الله بقوله : قتلوه قتلهم الله .. فإن دواء ألعمي السؤال هلا سألوا إذا لم يعلموا ؟ ، ولو شاء رسول الله هنا لقال لهم ( بأن الضرورات تبيح المحظورات) , وأنا بدوري أقول لهؤلاء بأن دواء العمى السؤال ، هلا سألوا إذا لم يعلموا ؟
أن ألحكمه الفقيه التي تقول بأن الأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق ، إنما هي حقيقة ومرآة تعكس صوره أخري من صور القول السابق .. ولنا في الامثله التي سأطرحها إثبات لذلك :
فمنها أن التيمم إنما شرع للضرورة حيث أن التيمم هنا يختلف تماما عن الوضوء لكنه شرع من أجل الضرورة وهي ضرورة عدم توفر الماء .. وقد يثبت العلم الحديث فضيلة الوضوء بما للماء من اثر رائع مأخوذ من حقيقة كونيه وبيولوجيه وفيزيقيه قد سجلها القران أيضا في أية : وجعلنا من الماء كل شيء حي .. لكن التيمم قد لا يحدث هذا الأثر الفيزيقي ( الخارجي) الذي يحدث للإنسان من جراء الوضوء .. وهنا تأتي الاراده الالهيه التي قد تعوضك عن المادة (الفيزيقية) بما لدي الله من حماية إلهيه لها نفس التأثير الفيزيقي ( الخارجي ) أو الحماية أو زيادة الطاقة ، فتحدث نفس النتيجة بالتيمم كما هي بالوضوء ..وإذا اعتنت بك الملائكة وأنت متوضئ فإنما هي ستعتني بك أيضا وأنت متيمم..
وقد يستنكر بعضهم ترك فواصل بين المصلين للوقاية من فيروس كورونا مدعين بأن الشيطان سيدخل خلال الفرجه بين المصلي , والمصلي هنا والذي بجواره متباعدين , فإذا فعلت هذا بدافع تلافي الخطر الكامن في نقل الفيروس فإن الله سيسد عنك مروق الشيطان بين المصلين , وذلك فقط عند الضرورات التي تبيح المحظورات ، وهو ترك فرجه ( مسافة) بين المصلين ..
إن رسول الله(ص) حذرنا من ترك الطعام بدون كواء ( غطاء ) حيث قال :
(غطوا الإناء، وأوكوا السقاء) ؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء ، إلا نزل فيه من ذلك الوباء) ..وفي حديث آخر أشار إلي أن تغطيه الطعام حتى ولو بعود صغير تكفي أن لم تجد غطاء , فإذا نزل بلاء أو سقام لم يصب هذا الإناء ويقي من الشيطان ومن الفويسقه (الفار) أيضا ..
الشاهد هنا هو أن الغطاء ليس مثل العود ولكن العود حال الاضطرار يأتي بنفس الأثر.. فإذا كان الغطاء يمنع لكونه عازل فإن العود سيمنع أيضا بقوه من الله وبفضل عنايته لأن ذلك جاء في وقت الضرورات التي تبيح المحظورات.