أكد العديد من قراء سلسلة حكايات امرأة لسحر حمزة في جزئها والنقاد في جزئها الرابع أن محتوى آخر إصدارات الكاتبة الأردنية سحر حمزة المقيمة بالإمارات منذ عشرين عاما بأنه إبداع من نوع خاص من الإبداع المتجدد والجهاد في سبيل التوعية بما يحيط بالإنسان من مخاطر في حياته .
وتعد الكاتبة والإعلامية سحر حمزة من المواكبين والمدافعين لبعض التحديات التي واكبت تفشي وباء كورونا خلال العاميين الماضيين ،وما عاشه الكثيرين من معاناة مريرة نتيجة الوباء أودت بحياتهم والذي ذكرته ضمن محتوى رواياتها حكايتي بالحجر الصحي الذي وقعته بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال40 ومشيرة إلى من عانوا من مخاطر الوباء التي أحاطت بحياتهم، التي ترجمتها في قصص ومقالات نشرت معظمها ،
و كانت سحر حمزة التي بدأت حياتها كمعلمه في مدارس مختلفة بوطنها واصلت دراستها لتحقيق طموحها المستقبلية بأن تكون كاتبة صحفية حيث بدأت الكاتبة مسيرتها في تدوين حكاياتها التي تشكل وقائع حياتية عاشتها الكاتبة منذ بداية الألفية الثانية فقد كان أول إصداراتها لهذه الحكايات نهاية الألفية الأولى لتروي حكاية سيدة الليلك المرأة التي وقعت فريسة لرجل محتال على القلوب والعواطف طلب يدها للزواج وقد أحبته حينها لطيب معاملته لها ،وقد فازت هذه الحكايات في أول إصداراتها بجائزة التميز بها كأفضل رواية بالوطن العربي عام 2009 عن مجلس الصحافة العالمي الذي أختارها من بين مئات الكتب التي تقدمت للجائزة حينها .
وسيدة الليلك تروي حكاية امرأة مستضعفه ، ومعاناة امرأة طيبة ملهمة صادقة بمشاعرها ،تخلصت منذ بداية حياتها من سطوة المجتمع الذكوري المسيطر على فكرها في وطنها الأم ثم اختارت الرحيل إلى بلاد بعيدة عن موطنها كي تعيش بسلام وأمان مع ذاتها ،إلى أن عادت في الغربة لتقع في براثن رجل احتال عليها عاطفيا ، فارتبطت به تحت مظلة الحب ووثقت ذلك بوثاق الحب تحت مظلة مؤسسة الزواج التي لم تستمر طويلا لأسباب وظروف تخصه، تحت غطاء الظروف التي من أبرزها التمثيل بالحب والخداع باسمه لاحتيال عليها و للسطو على قلبها المرهف وما تبعه من استنزاف لها بعواطفها ومالها بحججوذرائع كاذبة كي يحقق أهدافه الخاصة في الاستحواذ على كل ما تملك حتى قلبها التي دفنت به حبها حيا حتى اللحظة .
وبعد مرور عشرة سنوات من هذا الارتباط الخادع ،استيقظت سيدة الليلك من غفوتها لتخلعه وتبعده عنها بعد أن أصبحت لا تملك شيئا إلا كرامتها وإبداعها واستمرت في كتابة رواياتها و حكايات الكثيرين ممن هم في محيطها بنسج ما يدور حولهم في عوالمهم .
وهذا العام روت سحر حمزة ضمن سلسلة حكاياتها ما آل إليه العالم بسبب جائحة كورونا التي فتكت بأغلى صديقاتها "أم أحمد" التي تجاورها بالسكن في مدينة تبعد عن العاصمة الأردنية عمان 35 كم التي أصابها الوباء وتوفيت رحمها الله بعد أن وقعت ضحيته وهي متوسطة العمر وفي عز عطاءها وعنفوانها كامرأة ولها بصمات إيجابية في كل من عرفها من الجيران والمقربين لها ، فكانت حكايتي بالحجر الصحي رابع رواية لسحر حمزة عن معاناتها وما آلت إليه صديقتها من وباء كورونا .
رواية حكايتي بالحجر الصحي حظيت بإقبال لافت من جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال40 الأخيرة في أكسبو الشارقة وقد وزعت كافة النسخ منه في المعرض لإقبال جمهور المعرض عليه لعنوانه الجاذب وبسبب ما يواكبه العالم من تداعيات لجائحة كورونا التي نعيش تحت وطأتها للآن ،فصديقة الكاتبة نوال رحمها الله ليست الوحيدة التي توفيت من أثر الوباء بل هناك الملايين ممن سبقوها وما زال العديد من المصابين يقعون في براثن الوباء القاتل .
كتب عن حكايتي بالحجر الصحي في الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية الإخبارية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي عبرت عنه بكل شفافية حول محتواه الروائي القصصي .
يقع الكتاب في 70 صفحة من الحجم المتوسط وصدر بعد موافقات المجلس الوطني للأعلام ووزع في الأردن والإمارات وستصدر الطبعة الثانية منه في العام المقبل بحسب قول الكاتبة .
كتب عنه الإعلامي المبدع أسامة عبد المقصود تحليلا نقديا بعنوان "حكايتي بالحجر الصحي :حكايات تضرب جذور الحرية "وما زال في جعبة سحر حمزة الكثير لتكتب عن كورونا وتداعياتها حتى يسلم منها العالم قريبا بإذن الله