معروف أن المعلبات التي تحفظ فيها بعض المواد الغذائية لتبقى أطول فترة ممكنة صالحه للاستهلاك البشري تكون لها مدة صلاحية وحين تنتهي مدتها يتم التخلص منها فأما أن يقوموا بإطعامها للحيوانات كأعلاف أو يتم ألقائها في مكبات النفايات للتخلص منها كمخلفات قابلة للتدوير او يتم حرقها كما يتم في بعض المخلفات الضارة للتربة وذلك تكون قد انتهت صلاحيتها.
وبين البشر أيضا هناك مدة صلاحية لكل شيء بالحياة ممكن بين الأزواج في فترة حياتهم الزوجية ، وأحيانا كذلك بين الموظفين بالشركات والمؤسسات المختلفة، وقد يتم التخلص من الحمولة الزائدة في السفن برميها في البحر خشية الغرق من ثقلها حرصا على بقاء القوارب والسفن.
لكن بين البشر هناك العلاقات الإنسانية النبيلة التي تبدأ بالصداقة الحميمة التي أحيانا تكون مفاجئة أو تأتي العلاقات السريعة بين النساء والرجال فحين يشعر احدهما انه أصبح منتهي الصاحية بالنسبة له يقوم الآخر بالتخلص منه ليبحث عن مصالحه مع أناس جدد يحقق مصالحه المعلنة وغير المعلنة وهذه أخطرها إذ تفقد الإنسانية معناها وتسود المصالح فوق كل شيء حتى الضمائر تباع وتكون قد وصلت إلى فترة انتهاء الصلاحيات يكون بعيدا عن مسمى الحب والوفاء والإخلاص وتكون فقط المصلحة هي رأس المال ،ويرفع كالشعار وكل شيء وراءه منتهي الصلاحية بلا فائدة من قبل الطرف الآخر فيوقف فجأة عن التواصل وحتى نسيان وتجاهل إلقاء التحية.
كم في هذا الكون وعالمنا مثل هذه من النماذج الغنية عن التعريف بهم فقط حين يكتشف أمرهم عند أول مفترق تقاطع طرق كي تضيع أنت وسط الطريق بحثا عن مصلحه جديدة أو هدف جديد يكون التعامل معه في شدة الحذر والتيقظ حتى لا تستغل كالسابق ،وفي قرب انتهاء الصلاحيات مع الآخر بلا شك سيلقى بك إلى مصير مجهول في مكان تظنه محطة جديدة لتبدأ من جديد أو تكون مكافآتك تحصيل حاصل للوفاء والإخلاص بالتعاملات التي قدمتها سابقا للبعض ، في زمن طغىت فيه الأنانية ورفع شعار مصلحتي أولا وأنا أولا ما ورائي الطوفان.
لكن البعض تناسى أن البشر ليس لهم انتهاء صلاحيات إلا برحيلهم إلى العالم الآخر ،لأن فكرهم وعطاءهم سيكون مستمرابخزائن خبراتهم التي هي ثروة وكنز ثمين لم يقدره البعض للأسف .