تحدثنا في مقالين سابقين عن الاضطرار ومعناه وضرورة مراعاة اعتباره في الشرع ، وتوضيحه من القرآن وبيانه في الحياة الدنيا وفي الحياة الاخره أيضا ، وشرحنا الاضطرار بين الناس وعلي ألسنتهم ، وبيان أهمية حال الاضطرار في العلاقة بين العبد وربه
واليوم نقترب أكثر من تعريف الاضطرار بتوضيح مهم في قضيه الاضطرار وهو الفرق بين الضرورة التي هي موضوعنا والتي هي سبب الاضطرار وبين الحاجة او الحاجات التي يحتاج إليها الناس في معاشهم ، إذ أن الحاجة او الحاجات لا تحمل معني الاضطرار ..فالاضطرار اشد من متطلبات الحاجات بينما الحاجات تلبيه (لمطالب الحياة) والاستمتاع بها ، بينما الاضطرار حاله تلافي الخطر المعلق علي الحياة (وهو حذر فقد الحياة نفسها)
الفرق بين الحاجة والضرورة
إن استعمال مصطلح الحاجة بمعنى الضرورة أو العكس هو الغالب عند اللغويين ، أما عند الفقهاء والأصوليون والمنظرين فمختلفان تماما ؛ ولهذا قيل ان (الفرق بين الضرورات والحاجات في كثير من الشرعيات معلوم) وأهم الفروق بينهما :
١- أن المشقة في الحاجة أقل منها في الضرورة . فإذا كانت المشقة يترتب عليها الهلاك سميت بالضرورة،
٢_ وإذا كانت دونها يقع الضيق والحرج عند إتيانها فهي احتياجات معيشية فتسمي الحاجة أو الحاجات
٣_ تعتبر الحاجات هي الأصل ولها قيل إن( الأصل في الأمور الاباحه ) أما الضرورات (فالأصل فيها الوجوب )
وقد استفادت الضرورة من الحرام لذاته بينما استفادت الحاجة من الحرام لغيره. بالمقابل استفادت الضرورة من الواجب لذاته واستفادت الحاجة من الواجب لغيره
ومن ذلك قيل أن : المعجوز عنه في الشرع ساقط الوجوب ، والمضطر إليه بلا معصية غير محظور»
ومن خلال هذا الفهم نخلص إلي أن الضرورة تكمن في الأساسيات وتلافي الأخطار التي تؤدي إلي الهلاك :
١_ فمقاومه المرض ضرورة
٢_ تلافي الحوادث والإسعاف ضرورة_ وتوفير الماء والغذاء إذا نقص كأيام المجاعات ضرورة
٦_ وسلامه أمن الناس أثناء النقل وسلامه الطرق نفسها (والتي قال عنها عمر لو عثرت بغله في العراق لسؤل عنها عمر لم أمهد لها الطريق ضرورة) وتأمين نقل الناس ورحلاتهم ضرورة
٧_ وعلاج الأمراض والاوبئه ضرورة
-8 أمن الوطن الداخلي والخارجي والتسليح وتأمين احتياجات ألدوله ألاستراتيجيه والاحتياط أيضا ضرورة
فالضرورة معدودة ومحدودة علي عكس ألحاجه التي هي بلا حدود وممتدة في شتى المجالات
ولبيان الحاجات فهي مثل معظم أمور الدنيا كالزواج والإنجاب وقضايا الاسره والتعليم والصناعة والتجارة والزراعة والرعي والصيد والإعلام والثقافة والنظافة والرياضة والحلاقة والتجميل والتزيين ومجلسي الشعب والشورى والبحث العلمي والأوقاف والأزهر والتسلية والهوايات والصناعات اليدوية وصك العملة والقضاء والمسابقات والجوائز والجوالة والموالد والفنادق والرحلات والسياحة واللعب والتسوق ..... الخ ..
فالحاجة أو الحاجات جميعا هي كل ما هو يسد حاجه في المجتمع من غير اضطرار دافعه الهلاك.