في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل والدي الشاعر والأديب والإعلامي سليمان المشّيني .. أستذكر بعضاً من ذكرياته فيها وحبّه الشديد لهذه المدينة الساحرة .. حيث نظم أروع القصائد في وصفها.
ولد الشاعر سليمان المشّيني في مدينة السلط في الأول من نيسان من عام 1928 ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة اللاتين والثانوية في مدرسة السلط الثانوية، وقد كان من بين أساتذته في هذه المدرسة العريقة (أول مدرسة ثانوية في الأردن) وصفي التل حسني فريز وحسن البرقاوي وخليل السالم.. والده إبراهيم سليمان إبراهيم اليعقوب بن عازر المشّيني العزيزات من كبار تجار مدينة السلط، فتح
فيها قرب مدرسة اللاتين وأصبح تاجرا معروفا هناك وكان يشتري الأقمشة من سوريا ويسافر عبر الخط الحديدي الحجازي وكان أيضا يشتري الأراضي في الغور والسلط وبنى منزلا أعلى تل الجادور قرب مدرسة السلط الثانوية ما زال قائما إلى يومنا هذا. وكان يطمح أن يصبح ابنه الوحيد سليمان تاجراً مثله، فبدأ بتعليمه التجارة منذ الصغر وكان يأخذه معه إلى الشام بالقطار لشراء البضائع، ولكن سليمان كان يميل إلى العلم ونظْم الشعر فأصرّ ان يكمل دراسته الثانوية، وظهرت موهبته الشعرية في سن صغيرة حيث اكتشفه المستشرق الإيطالي أنطوان فرغاني مدير مدرسة اللاتين آنذاك حيث كان سليمان في حصة الرياضيات والمعلم يشرح أما هو فكان منشغلا في كتابة الشعر وعندما لاحظ المعلم ذلك أخذه إلى المدير الذي بدلا من معاقبته أخذ الورقة وقرأ شعره وسأله هل ما كتب هو من بنات أفكاره فأجاب سليمان نعم فقال له هل تستطيع ان تكمل القصيدة فأجاب نعم وتم تلحينها وإنشادها وكان مطلعها " أحبها مدرستي .. أحبها كبيتنا" .. ثم فيما بعد أعاد اكتشافه الأستاذ الشاعر الكبير حسني فريز في مدرسة السلط الثانوية حيث كان له الفضل الأكبر في أن يتابع سليمان دراسته حيث حصلت مشكلة كبيرة في المدرسة قام الأستاذ حسني فريز مدير المدرسة آنذاك بحلّها بحكمته المعهودة. وفي مهرجان جرش هذا العام 2021 أطلّ علينا الشاعران الأستاذ وتلميذه النجيب في أبيات شعرية خالدة من تأليفهما.
وألقى الشاعر قصيدة في حضرة المغفور له الملك المؤسس نالت استحسانه وقال له " أنت شاعرنا يا مشّيني " وأصبح شاعرا معروفا مبدعا وعمل في الإذاعة الأردنية متدرجا في المناصب إلى أن أصبح مديرا عاما لها وأسس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وصحيفة الرأي الأردنية. ونال وسام الخطابة وعدة أوسمة ملكية رفيعة كان آخرها وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى . وكان في بداية عهده مقربا جدا من الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وتعرض عدة مرات للأذى بسبب ذلك.
السلط شعراً
أول قصيدة طويلة نظمها الشاعر المشّيني كانت وهو في الصف الثاني الثانوي في مدرسة السّلط الثانوية واصفاً الربيع في واديها الجميل المبارك (وادي شعيب)
الفرائد الذهبية في تحية السّلط الأبية
(1)
الرّبيع في وادي السّلط
نَظَمْتُها عندما كنتُ طالباً في مدرسة السّلط الثانوية
(الصّف الثاني الثانوي)
شعر سليمان المشّيني
يا حبيبي بَزَغَ الفَجْرُ أَفِقْ
وَدِّعِ الأَحْلامَ قَدْ لاحَ الضِّياءْ
قُمْ نَحُثُّ الخُطْوَ في الوادي الذي
زادَهُ نَيْسانُ حُسْناً وَبَهاءْ
إنَّ وادي السّلْطِ حَقّاً جَنَّةُ
كُلُّها سِحْرٌ كَجَنّاتِ السّماءْ
قَدْ حَوى الفِتْنَةَ مِنْ أَطْرافِها
خُضْرَةٌ .. وَجْهٌ بِهِ حُسْنٌ .. وَماءْ
****
سِرْ مَعي فالجَوُّ صافٍ ساكِنٌ
وَعَبيرُ الوَرْدِ في الوادي انْتَشَرْ
وانْظُرِ الجادورَ ما أَبْدَعَها
خَرَجَتْ تَنْسابُ مِنْ قَلْبِ الصَّخِرْ
بَيْنَما الأَرْضُ ارْتَدَتْ في عُرْسِها
حُلَّةً خَضْراءَ مَلأى بالزَّهَرْ
والنَّسيمُ المُنْعِشُ الهادي سَرى
يَلْهو بالنَّبْتِ وَأَوْراقِ الشَّجَرْ
****
قِفْ قَليلاً يا حَبيبي واسْتَمِعْ
أَيَّ لَحْنٍ طافَ في هَذي الرُّبوعْ
مَنْ غَدا يَنْفُثُ أَلْحانَ الصَّفا
بِابْتِهاجٍ فَوْقَ هاتيْك الفُروعْ
إِنَّهُ البُلْبُلُ يَشْدو فَرِحاً
عِنْدَما لاحَتْ تَباشيرُ الرَّبيعْ
هَزَّهُ الحُسْنُ وَأَحْيا روحَهُ
فاسْتَوى يُنْشِدُ في صَوْتٍ بَديعْ
****
آهِ ما أَجْمَلَ أَطْيارَ الفَضاءْ
تَمْلأُ الكَوْنَ غِناءً وَنَشيدْ
وَخريرَ الماءِ في السَّمْعِ عَلا
يُنْعِشُ الأَرْواحَ بالعَزْفِ الفَريدْ
يا حَبيبي إِنْسَ آلامَ الدُّنَى
وابْتَهِجْ وافْرَحْ فَإِنَّ اليَوْمَ عيدْ
أَصْغِ لِلَّحْنِ السَّماويِّ فَقَدْ
صارَت الأَطْيارُ تَشْدو مِنْ جَديدْ
****
سَرِّحِ الطَّرْفَ قَليلاً في الرُّبى
وَتَأَمَّلْ جَيِّداً عالي الجِبالْ
كَيْفَ كانَتْ دونَ زَهْرٍ فَغَدَتْ
كُلُّها حُسْنٌ وَسِحْرٌ وَجَمالْ
أَيُّ فَنّانٍ تُرى زَيَّنَها
مَنْ تُرى أَلْبَسَها بُرْدَ الجَمالْ
إِنَّهُ نَيْسانُ سُلْطانُ الهَوى
باعِثُ الإِلْهامِ يَنْبوعُ الخَيالْ
****
عِنْدَما مَوْكِبُ نَيْسانَ بَدا
أَلْبَسَ البَطْحاءَ أَثْوابَ الشّبابْ
فَكَسا السَّهْلَ بِزَهْرٍ يانِعٍ
وَبِعُشْبٍ أخْضَرٍ غَطّى الهِضابْ
وَصَفا الجَوُّ فَلَم يَبْقَ على
صَفْحَةِ الأُفْقِ ضَبابٌ أَوْ سَحابْ
وَغَدا الوادي جَميلاً رائِعاً
وَجَرَتْ فيهِ اليَنابيعُ العِذابْ
****
وَمَضى الرّاعي على مِزْمارِهِ
يَبْعَثُ الأَلْحانَ في صَوْتٍ رَخيمْ
وَقَدِ اسْتَلْقى على العُشبِ الذي
صارَ كالأَمْواجِ إِنْ هَبَّ النَّسيمْ
تارَةً يَشْدو طَروباً تارَةً
يُمْعِنُ التَّفْكيرَ في الكَوْنِ العَظيمْ
وَهْوَ مَع أَغْنامِهِ في نَشْوَةٍ
نَسِيَ الآلامَ فيها والهُمومْ
****
وَبَدا الجُمْهورُ نَشْواناً وَقَدْ
زادَهُ الجَوُّ سُروراً وَحُبورْ
وَمَشى يَسْتَنْشِقُ الزَّهْرَ الذي
مَلأَ الجَوَّ أَريْجاً وَعَبيرْ
وانْثَنى الفِتْيانُ والطَّيْرُ غَدَوْا
يَتَغَنَّوْنَ مَعاً فَوْقَ الصُّخورْ
وَهُنا الغيْدُ كَأَسْرابِ الظِّبا
جالِساتٌ بَيْنَ باقاتِ الزُّهورْ
****
آهِ كَمْ وَبَّخْتُ قَلْبي عِنْدَما
صارَ وَلْهاناً وفي الغيْدِ يَهيْمْ
قُلْتُ يا قَلْبُ أَتَدْريْ إِنَّ مَنْ
يَعْشَقُ الغاداتِ يُرْمَى بِالْجَحيمْ
قالَ لي يا صاحِ إِنّيْ ناسِكٌ
أَعْبُدُ الحُسْنَ الطَّبيعِيَّ الصَّميمْ
إِنَّما الأَزْهارُ والغاداتُ مِنْ
صُنْعِ رَبّي خالِقِ الكَوْنِ الحَكيمْ
****
يا حبيبي تَعِبَتْ أَقْدامُنا
بَعْدَ هذا السَّيْرِ في المُنْعَطَفاتْ
فَامْضِ نَسْتَلْقيْ على العُشْبِ النَّديْ
وَنُريحُ الجِسْمَ في عَيْنِ البَناتْ
حَيْثُ نَلْقَى كُلَّ شَيْءٍ مُبْهِجٍ
يَمْلأُ القَلْبَ نَشاطاً وَحياةْ
آهِ ما أَحْلى هُنا العَيْشَ وَما
أَجْملَ الجَلْسَةَ ما بَيْنَ النَّباتْ
****
لا تَلُمْنيْ إِنَّني أَوْجَزْتُ في
وَصْفِ وادي السَّلْطِ عُنوانِ الغَزَلْ
إِنَّ وادي السَّلْطِ هذا آيَةٌ
خَطَّها الرَّحْمانُ في لَوْحِ الأَزَلْ
عِنْدَما أَمْكُثُ فيهِ بُرْهَةً
يَمْلأُ الحُبُّ فُؤاديْ والأَمَلْ
فَأُحَيِّيْ في خُشوعٍ صامِتٍ
مُبْدِعَ الكَوْنِ وباريْهِ الأَجَلّْ
شعر سليمان المشّيني
أما أول أهزوجة للمطربة سلوى العاص فقد كانت عن وادي السلط تأليف الشاعر سليمان المشّيني
ما احْلى الجَلْسِهْ بالوادي
(وادي السَّلْط – وادي شعيب-)
كلمات الشاعر سليمان المشّيني
ألحان جميل العاص
أول أغنية غنّتها سلوى العاص
ما احْلى الجَلْسِهْ بالوادي
بين المَيِّهْ والخُضْرَهْ
والبُلبل جَنْبَكْ شادي
ما بين غُصْن وزَهْرَهْ
مِن نَسْمِهْ بْتِسْري عَذْبِهْ
راح يِسْتَوْحيْ أَشْعارُهْ
ويِنْشِدْ ألْحانُه الحِلْوهْ
عند اللوزْ ونوارهْ
ما احْلى الجَلْسِهْ ...
ما احْلى الجَلْسِهْ بالوادي
بين النَّرْجِسْ والرّيحانْ
تنسيك هموم الدّنيا
ع بْساطْ زاهي الألوان
ما احْلى الجَلْسِهْ ...
بِتْقَضّي بيها ساعات
تمرق وانتَ ما تِدري
بين الصّفصاف الأخضر
والجَدْوَل تحته يِجْريْ
ما احْلى الجَلْسِهْ ...
والرّاعي سارِحْ مَبْسوط
عا مزمارُه بيغَنّي
وامْكَيِّفْ مع عَنْزاتُه
مْرَيِّحْ بالُهْ ومِتْهَنّيْ
ما احْلى الجَلْسِهْ ...
ماحْلى بلادي مَاحْلاها
بيها النَّشْوِهْ والفِتْنِهْ
برخص روحي فِداها
بلادي قِطْعَهْ من الجَنِّهْ
ما احْلى الجَلْسِهْ ...
?
وعندما تعرّضت السّلط لقصف العدو الصهيوني عام 1968 نظم الشاعر القصيدة التالية متأثراً بالمُصاب الجلل
الفرائد الذهبية في تحية السّلط الأبية
(2)
السّلط (عام 1968)
نظم الشاعر هذه القصيدة عندما تعرّضت مدينة السَّلط لقصف طائرات العدو الصهيوني عام 1968 نجم عنه سقوط العديد من القتلى والجرحى
شعر سليمان المشّيني
أُصْمُدي للقَصْفِ يا سَلْطُ اصْمُدي
واكْتُبي بالدَّمِ سَطْرَ السّؤددِ
وادفعي الأبطالَ مَهْراً للعُلى
بالضَّحايا .. صرحَ مجدٍ شَيِّدي
نحنُ إِنْ لم نحترق كيفَ السَّنا
يغمرُ الأُردنَّ في يومِ غَدِ
سَلْطُ يا أُنشودةً داميةً
بالضّحايا حقّ شعبٍ خَلِّدي
أَيُّ شِبْرٍ فيكِ لم يُرْوَ دماً
مِن شهيد يَرِدُ الموتَ صَدي
أيّ رُكنٍ فيكِ لم يسقط به
بطلٌ حُرٌّ كريم المحتدِ
بورِكَتْ أرضكِ يا رمزَ الفِدى
يا حِمى كلّ أَبِيٍّ أَصْيَدِ
ما حنيتِ الهامَ في الهولِ وما
كنتِ إلا صفعةً للمُعْتَدي
بوركَ الخطُّ الأماميُّ الذي
يفتدي الضّادَ وَجَلَّ المفتدي
حَسْبُ أَبطالكِ فخراً أنّهم
أَنْجُمُ الجُلّى حُماةُ البلدِ
إن هذا شرفٌ يسمو على
جبهة البدر وهام الفرقدِ
سَلْطُ يا أُغرودةَ الثّأْرِ على
شفةِ الأحرارِ من مستعبدِ
رغم عمق الجرح ما زالتْ على
ثغركِ البسمةُ واللحنُ النّدي
أملٌ يحدوكِ في مستقبلٍ
مُشْرِقٍ حُرٍّ كَريمٍ أَمْجَدِ
شعر سليمان المشّيني
الفرائد الذهبيّة .. في تحيّة السّلط الأبيّة*
(3)
السلط ذِرْوَةُ الإباء
شعر سليمان المشّيني
سَلْطُ يا قمّةَ الإِباءِ شموخاً
مَعقِلَ الكبرياءِ حصنَ الحصونِ
أَنْتِ اُمٌّ لكلّ حرٍّ شجاعٍ
يصرع المعتدي بِعَزمٍ مكينِ
أنتِ أُغنِيَّةُ الصّمودِ ودنيا
من رُواءٍ وروعةٍ وفُتونِ
كلما اليأس كاد يطرق نفسي
لُذْتُ فيكِ لأستردَّ يقيني
ما حَييْتِ عزيزة فسيبقى
أُردنُ الصِّيد شامِخَ العِرنينِ
أُردنُ المجدِ للحضارة مهدٌ
للمعالي من غابِرات القرونِ
هو فخرٌ للضادِ باني عُلاهُ
رغم أنف المُكابِرِ المأفونِ
باسلاً صامداً يقود خُطاهُ
لِذُرى عِزَّةٍ ونصرٍ مُبينِ
أردنُ المجدِ في القلوب فلسنا
نُغمِضُ الطَّرْفَ عن حِماهُ المَصونِ
سوف نجتاح خصمَهُ في مَضاءٍ
من لهيب كالصّارمِ المسنونِ
أنا إِنْ صُغْتُ في الوفاء قصيدي
وتغنّيتُ بالإِبا كلَّ حينِ
إِنّما أنثرُ القصيدةَ شمساً
ليضيءَ الطريقَ نورُ اليقينِ
إنَّ دربَ الحياةِ دربُ كِفاحٍ
لا يُرَجّى النجاحُ للمُسْتَكينِ
وسبيلُ الخلودِ خُلْقٌ كريمٌ
وسبيلُ الفناءِ دربُ المجونِ
والعُلى لا يُنالُ إلا بِبَذْلٍ
وبِمَهْرٍ من الدماءِ ثمينِ
مُخْطِىءٌ مَنْ يظن أنّ الأماني
تُبْتَغى بالبَيانِ والتَّبْيينِ
فابْذلوا الروحَ والدماءَ لِتَبنوا
بِعَنيفِ الكفاحِ مَجْدَ العَرينِ
شعر سليمان المشّيني
الفرائد الذهبية في تحية السّلط الأبية
(4)
زين المدائن الأردنية
السّلط .. العريقة .. الساحره
شعر سليمان المشّيني
صحوتُ على حُداء الدَّهْرِ يَشْدو
لجوهرةِ المدائن .. شِعْرَ فَخْرِ
فَأَحيا لَحنهُ العلْويُّ نفسي
وأَفْعَمَ خافقي آيات بِشْرِ
فَلِلأَنْسامِ طِيْبٌ أيُّ طِيْبٍ
ووجه الأُفْقِ وضّاءٌ كَبَدْرِ
وأسراب العنادلِ صادحاتٌ
لِعَيْنِ عَروسِنا أنغامَ سِحرِ
تُرَدِّدُها الأَزاهِرُ راقصاتٍ
وتنشرها الجداول وَهْيَ تجري
وترنيم الرُّعاةِ مع الشَّلايا
لأَرْبُعِها الحسانِ لسانُ شكرِ
فَتخفقُ نَشوةٌ في كلِّ قلبِ
وَتَعْلو بسمةٌ في كلِّ ثغرِ
فَسَلْطُ السّؤددِ السامي سَناها
يُضيءُ الرّوحَ بالنّور الأَغَرِّ
فَأَعْظِمْ باسمِها الغالي وَأَكْرِمْ
بِمَنْ عُرِفَتْ بِإِقْدامٍ وَصَبْرِ
لها في نهضة الأردنِّ سِفرٌ
صَحائِفُهُ تُشيدُ بِكُلِّ سَطْرِ
أَلا فَلْنُحْنِ هامتَنا احْتِراماً
لِسَلْطِ المَجْدِ في سرٍّ وَجَهْرِ
عَشِقْتُكِ يا مدينتي عِشْقَ صَبٍّ
كَعِشْقِ البلبل الشادي لِزَهْرِ
صَبا واديكِ .. أَوْحى لي قريضي
وحُسْنُكِ جَلَّ عن شِعري ونثري
وَأَمْسُكِ لا يوازيهِ عَلاءٌ
وبِرُّكِ والعطاءُ كَفَيْضِ بحرِ
بِحُبِّكِ إنني أبداً عميدٌ
فلا أسْلوكِ سلطُ .. طَوالَ عُمْري
أَسَيِّدَتي الفريدةَ أنتِ حِصْني
وَمَنْ أَرْجوهُ في ضيقي وَقَهْري
فأنتِ الغوثُ في كربٍ وصعبٍ
وَنِعْمَ الرّوضُ في جَدْبٍ وقَفْرِ
وأنتِ الواحةُ الخَضرا إذا ما
ضَلَلْتُ الدَّرْبَ في صحراءِ دَهري
أقول مُحَيِّياً أُمَّ المعالي
وقلبي خافقٌ حُبّاً بِصَدري
سلام الله يا سلطَ النّشامى
عليكِ ما أَهَلَّ ضِياءُ فَجْرِ
شعر سليمان المشّيني
وبمناسبة تكريمه في السلط مسقط رأسه في الأول من شهر أيلول من عام 2007، وذلك ضمن حلقة دراسية متخصصة مخصصة لشعره ونثره وأدبه وأهازيجه التي تعد بالمئات، ألقى قصيدته العصماء التالية