الدكتور حازم صيام يكتب : طرق القاهرة (رؤية تخطيطه منذ فجر التاريخ يطورها السيسي)

تؤكد النظرة التاريخية والواقعية لطرق القاهرة ، أن معظم محاور الطرق بمصر كان من خلفها النيل العظيم وروافده من أنهار وترع فكانت تبعا لذلك شرقيه غربيه ( واحيانا قليله شماليه شرقيه ) وهو ما يطلق عليه الشماليات

 

الشماليات هو الاسم الجغرافي الذي يطلق علي المحاور الشرقية الغربية لأنها تزيد أو تقل كلما اتجهنا شمالا أو جنوبا .. وكان الدافع وراء ذلك هو وجود العامل الحاسم في ذلك والذي يمثله نهر النيل ، والذي كان ومازال شريان الحياه ، إلا أنه قديما كان الحلم وكان الخيال وكان كل شيء في دنيا الناس والحياه كلها ، ليس يجاوره في ذلك شيء ، وعلي هذا تم ترسيم الطرق والترع والتي تحولت فيما بعد الي طرق من الغرب إلي الشرق

 

وستجد أن معظم الطرق في مصر كانت بالأساس ترع مثل الرياح الذي أصبح محور الفريق عرابي .. ومثل الترعه البولاقيه بشبرا وسمي شارع ترعة الجبل ومثل ترعه الجبل الذي سمي شارع ترعه الجبل ومثل ترعه ترسا الذي سمي بعد ذلك شارع ترسا

أما الطرق القديمه وهي بالاصل ترع ايضا فيها مثل شارع بورسعيد أو الخليج المصري والذي اتجه تبعا لمسار الترعه شمالا والتي كانت بالاصل تربط بين النيل والبحر الأحمر فاتجهت شمالا ثم لما حازت البحر الاحمر اتجهت شرقا فكانت هي نفسها قناه سيزوستريت الفرعونيه وهي نفسها قناة تراجان الفارسيه وهو نفسه خليج امير المؤمنين أو الخليج المصري ثم أعادها عذبه محمد علي باشا باصلاحاته الزراعيه وهو الآن طريق مصر الاسماعيليه الزراعي

 

وكل هذه الترع والتي تحولت الي طرق إنما هي جميعا شماليات بعلم الخرائط والطبوغرافيا اي أنها تتجه من الغرب الي الشرق أو العكس

 

ومن الطرق أيضا الشرقيه الغربيه (أو الشماليات ) شارع الجيش وطريق العروبه أو طريق صلاح سالم وطريق الاتوستراد وشارع جسر السويس وشارع رمسيس ومسار كوبري اكتوبر ومحور جوزيف تيتو وطه حسين ومحور ٢٦ يوليو وشارعي فيصل والهرم ومحور الفردوس أو جيهان السادات وغيرهم

إن جميع هذه المحاور التي نعرفها شرقيه غربيه أو ما يسمي بالخرائط شماليات.. فاين نحن من الشرقيات اي المحاور التي تمتد من الشمال الي الجنوب.. أن القاهره لم تعد ذلك التجمع السكني الذي ينمو في اتجاه الشمال أو الجنوب وحدهما ، حيث نجد مصر القديمه الفرعونيه والقبطيه والجريكي رومان والفارسية أيضا تأخذ في النمو بمحاذاه النيل شمالا ثم تبعتها الفسطاط ثم القطائع ثم العسكر ثم توقف نموها قليلا الي اتجاه الشمال لوجود جبل المقطم والذي ركبه الفاطميون والمماليك أيضا كما في مسجد اللؤلؤه ومسجد شاهين الخلوتي ومقام سلطان العاشقين عمر بن الفارض ومسجد الجيوشي ..والذي توج كل ذلك مدينه القاهره (الحصن ) الفاطميه منذ ألف وخمسون عاما والذي طوره صلاح الدين الايوبي فركب المقطم رسميا باتخاذ المقطم عاصمة له ، ومن تبعه من الولاة حتي عصر إسماعيل حفيد محمد علي

 

ومن الطريف أن الطرق الشرقية الغربية تحكي تاريخ مصر عبر العصور بدايه من النيل كلما اتجهت شرقا حيث الامتداد التاريخي للطريق ، وستجد ذلك واضحا في طريق صلاح سالم وطريق الاتوستراد وبورسعيد بداية من شارع البنهاوي (شرقيات ) فيمكنك تتبع تطور ألعماره عبر العصور أنه متحف مفتوح لكل الناس مصريين وأجانب

 

إن اختيارنا لنوع واحد من المحاور يضيع الوقت والجهد ، لأنني أجبر العربات وحافلات النقل علي السير شرقا وغربا حتي وان كنت تريد الاتجاه الي الشمال أو الجنوب فيكون كورنيش النيل فقط هو الحل وهذا يتسبب ايضا في استهلاك الطرق وتعجيل أسباب إصلاحها مره أخرى.

 

وقد جاءت فكره الطرق الدائرية الثلاث (الدائري والأوسط والإقليمي ) لتسهل الحركة من جهه ولتبين لنا أن القاهرة الآن مستديرة بالفعل وتفتقر الي محاورها الشمالية الجنوبية أو ما يسمي بالشرقيات

 

فكره المحاور الشمالية الجنوبية بدأت بالفعل ومنها علي مستوي القطر طريق الجيش الشرقي والغربي من النيل .. أما علي مستوي مدينه القاهرة والتي تحولت من الشكل الشريطي عبر التاريخ الي كيان مربع او مستدير ينمو في الاتجاهات الأربع لم يوقف نموه إلا أخيرا بتطويرات مصر في عصر الرئيس السيسي مثل محور إسماعيل الفنجري وشارع بورسعيد قبل الخروج للأقاليم

 

وعلي ذلك فإن المقترح هو تتبع المحاور الشمالية الجنوب أو ما يسمي بالشرقيات في علم الخرائط واذكر الان منه تطوير محور إسماعيل الفنجري وامتدادها شمالا وجنوبا وكذلك محور الشهيد جنوب مدينه نصر وغيرهما ، والذي نتمنى جميعا أن نري بعين الاعتبار محاورنا من الشرقيات أو المحاور الممتدة من الشمال الي الجنوب

 

وأخيرا فإن المحاور الشمالية الجنوبية هي خروج عن وادي النيل بعمل محاور توازي النيل ولا تتقاطع معه أو تصل إليه ، فهي فكره خلق أوديه جديدة أيضا.