انتظرت بشغف قدوم مساء ألجمعه كي ألتقي أفراد أسرتي في الاجتماع العائلي الشهري الذي تعودنا عليه نهاية كل شهر ، فبدأت بالتجهيز والتحضير لهذا اللقاء العائلي الشهري بفرح وسعادة فجهزت ما لذ وطاب لهم،حيث أنه تم الاتفاق معهم على اللقاء نهاية كل شهر كي نجتمع و نلتقي معا في بيت من أحدي أفراد العائلة، نلتقي جميعا ونجلس ونتبادل الأحاديث الودية بينا بكل سعادة وفرح لهذا اللقاء العائلي المتميز .
الكل ينتظر هذا اللقاء العائلي بكل شوق ولهفة ،فينهي أعماله والتزاماته الأخرى ،حتى يتمكن من الحضور والتواجد في هذا اللقاء الجميل الشهري .
وحين نلتقي جميعا وأثناء حديثنا مع بعضنا بدأنا نسترجع الذكريات الجميلة التي لا يمكن نسيانها مع أجدادنا وأقاربنا الذين فارقوا الحياة، كم كان وجودهم يضيف جمالا وسعادة في الأرجاء وكذلك لنا .
ومن خلال حديثهم بدأت استذكر شقاوتنا ونحن أطفال مع جدتنا رحمها الله ، حين كانت تخبز الخبز وتجمعنا حولها وقدرتها العجيبة باحتوائنا بكل حب دون أن تغضب ،وكيف كانت توصي أبنائها بحسن تربيتهم لنا وحسن التعامل مع الزوج أو الزوجة ،كانت رحمها الله أمراه حكيمة صبورة تحتوي الجميع بكل حب وود .
أما جدي فقد كان ذو شخصيه قويه وإحساس مرهف ،استطاع أن يفرض حبه في قلوبنا كم كان يدللنا ويوصي أبنائه وبناته بان يمنحونا الحب والعطف وإلى كل أبنائهم وكان يوصي بناته بطاعة الزوج واحترام أهل الزوج وان لا تخرج الزوجة من بيتها أذا غضبت من زوجها ،بل أن تحتويه وتعمل علي حل المشكلة التي بينهما بكل حب وهدوء وتريث .
أما بالنسبة لنصائحه الموجهة لأبنائه فقد كان يقول لهم:" زوجتك أمانه في عنقك ،فحافظ عليها ،وأهلها زوجوها لك فأحسن معاملتها وأكرمها كما تفعل مع سائر أهلك" .
وإنا شاردة بتلك الذكريات الجميلة، فإذا بيد والدتي الحنونة تربت فوق يدي ، لتقول لي ما بك لماذا أنت شاردة الذهن ؟لأجيب كم أشتاق لأجدادي ولمتنا الحلوة بينهم رحمهم الله ،لتجيب وتدعو الله أن يجمعنا بهم بالجنة.
ثم ذهبت إلى المطبخ لتقديم واجب الضيافة ،وأقول بنفسي آه ما أجمل اللقاءات الأسرية والعائلية التي
هي جزء من عادتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى تماسك الأسرة وصلة الرحم وكل العلاقات الانسانيه الجميلة التي نتميز بها نحن العرب والمسلمين عن الأمم الاخري ونفتخر بها .
لكن للأسف ظهر بوقتنا الحالي ، بعض عادات مختلفة من أصحاب الأجندات الخاصة أو أتباع الصهيونية أو الجاهلين بتعاليم ديننا الإسلامي ،وتوجهوا إلى الدعوة إلى الانحلال الأخلاقي والي تخريب البيوت الآمنة و مكونات الاسره الهادئة ، وتماسكها وقيمها الجميلة بحجة الانفتاح والرقي والحرية الشخصية .
فهم لا يدركون أننا نحن العرب والمسلمين أصل الانفتاح والحضارة ،ومع حرية الآخرين،ونحن أصل التقدم والرقي والحضارة ،مع بقاء على الحفاظ علي بنية الاسره وتماسكها وأهميتها بالمجتمع ، فمن خلال الأساس السليم الذي تبني عليه ، وتقام اللبنة الأولى بالمجتمع وهي الأسرة التي ينهض المجتمع ويرتقي بها فلنحافظ علي امن واستقرار ونهوض الدول من خلال الاهتمام بالأسرة وتأسيسها بشكل صحيح .