رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

باحثون یتوقعون انحسار نشاط التنظیمات الإرھابیة والجماعات المتطرفة عربیاً ونشاطھا أوروبیاً في 2022

باحثون یتوقعون انحسار نشاط التنظیمات الإرھابیة والجماعات  المتطرفة عربیاً ونشاطھا أوروبیاً في 2022
جوهرة العرب 
 

ضمن البرنامج العلمي والثقافي الذي یقیمھ "مركز تریندز للبحوث والاستشارات"، على ھامش
مشاركتھ في النسخة الـ 53 من معرض القاھرة الدولي للكتاب، نظم "تریندز" الخمیس، جلسة
حواریة تحت عنوان: "اتجاھات التطرف والإرھاب عالمیاً في عام 2022 ،"بالشراكة مع
المركز الوطني للدراسات في مصر.
وألقى الكلمة الترحیبیة للجلسة، التي عقدت في فندق إنتركونتننتال - سیتي ستارز في القاھرة، كل
من الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئیس التنفیذي لمركز تریندز للبحوث والاستشارات، واللواء
أحمد الشھابي، رئیس المركز الوطني للدراسات، وأدار الجلسة الدكتور ھاني الأعصر، المدیر
التنفیذي للمركز الوطني للدراسات.
د. محمد العلي: ظاھرة التطرف أخذت أبعاداً خطیرة مع ظھور التنظیمات الإرھابیة
العابرة للحدود وفي البدایة، تقدم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئیس التنفیذي لمركز تریندز للبحوث 
والاستشارات، بالشكر والتقدیر إلى المركز الوطني للدراسات على حفاوة الاستقبال، وھو كرم 
لیس بغریب على الشعب المصري الشقیق.
وأوضح العلي أن ظاھرة التطرف والإرھاب أخذت أبعاداً خطیرة في العقود القلیلة الماضیة، مع 
ظھور التنظیمات الإرھابیة العابرة للحدود، التي شكلت تحدیاً خطیراً للدولة الوطنیة، ولاسیما في 
العالمین العربي والإسلامِي؛ متسترة برداء الدین الإسلامي الحنیف، لتشكل تحدیاً غیر مسبوق 
لمنظومة الأمنین الإقلیمي والعالمي.
وأكد أن مواجھة ظاھرة الإرھاب تبدأ بالتصدي للفكر المتطرف الذي یغذي العنف والإرھاب، 
وھنا یأتي الدور المھم الذي تقوم بھ مراكز الفكر والمؤسسات الدینیة، والثقافیة، والإعلامیة، 
والتعلیمیة من أجل تفكیك الفكر المتطرف ودحضھ وإظھار زیفھ وخطره على البشر؛ وقد أولى 
"تریندز" ھذا الأمر أھمیة كبیرة من خلال نشاطاتھ البحثیة المستمرة والمتواصلة مع شركائھ في 
الداخل والخارج.
وأضاف الدكتور محمد العلي أن التنظیمات الإرھابیة المتطرفة جمیعھا خرجت من تحت عباءة 
جماعة الإخوان المسلمین بشكل أو بآخر ولھا ارتباطات معھا، ومن ھنا تكتسب جھود مواجھة 
الفكر الإخواني وتفكیك خطاب الإخوان أھمیة خاصة؛ لأنھ بدایة الطریق نحو القضاء على 
التطرف الإسلاموي كلھ، وقد أولى "تریندز" ھذا الأمر أھمیة خاصة من خلال "موسوعة جماعة 
الإخوان المسلمین" التي یُصدرھا المركز، وستضم نحو 35 دراسة موسعة صدر منھا إلى الآن 
ست دراسات تمت ترجمتھا إلى 16 لغة، ھدفھا تعریف العالم كلھ بخطر ھذه الجماعة وحقیقة 
مشروعھا وتفكیك خِطابھا المتطرف.
وأشار إلى أن التطورات التكنولوجیة المتسارعة تمثل أدوات مھمة لمواجھة خطاب التطرف 
والكراھیة، ولكنھا تمثل أدوات تستخدمھا التنظیمات المتطرفة لنشر أفكارھا الإرھابیة والھدامة 
والمھددة لتماسك المجتمعات وزرع الفتن أیضاً، مضیفاً أن خطابات التطرف والإرھاب المتنامیة 
لا تقتصر على العالمین العربي والإسلامي فقط، فالتطرف الیمیني في ازدیاد في أوروبا 
والولایات المتحدة أیضاً، وھو ما یعني أن خطابات الكراھیة والتطرف في تنامٍ عالمیاً.
وذكر العلي أن خطر التطرف الدیني والإرھاب سیظل، ویبقى التحدي الأول للدول والمجتمعات 
خلال العقد المقبل ولیس خلال ھذا العام فقط، في الوقت الذي سیبقى فیھ الشرق الأوسط ھو 
الساحة الأكثر عرضة للإرھاب، رغم الجھود الكبیرة المبذولة إقلیمیاً ولاسیما من جانب مصر 
الشقیقة، والإمارات، والسعودیة، في مواجھة قوى التطرف والإرھاب؛ فتجفیف منابع الفكر 
المتطرف لیس بالأمر الھین بل یحتاج إلى جھود متواصلة ومستمرة بالتوازي مع المواجھات 
الأمنیة والقانونیة لھذهِ القوى.
وتابع: "رغم بعض المؤشرات غیر الإیجابیة مثل عودة حركة طالبان في أفغانستان، والسلوك 
الإرھابي المتزاید للمیلیشیات المسلحة في المنطقة ولاسیما میلیشیا الحوثي الإرھابیة، فإنني متفائل بأننا نمضي قُدُماً في طریق التخلص من ھذه الجماعات المتطرفة والمیلیشیات المسلحة 
التي أعتقد أنھا تلفظ أنفاسھا الأخیرة".
أحمد الشھابي: سیناریو "الذئاب المنفردة" ھو المسیطر على مشھد الھجمات الإرھابیة 
في أوروبا
بدوره، قال اللواء أحمد الشھابي، رئیس المركز الوطني للدراسات، إن الشراكة والتعاون بین 
"تریندز" و"الوطني للدراسات" مثمران وبنّاءان ویسھمان في دعم مسیرة البحث العلمي على 
المستویین الإقلیمي والعالمي، حیث یسعى الطرفان المصري والإماراتي إلى تكثیف الحوار 
والنقاش والتعاون الجاد والبناء في إعداد أوراق بحثیة ودراسات علمیة قیّمة ورصینة تخدم رؤیة 
وأھداف الطرفین وتعزز توجھاتھما العالمیة.
وأكد الشھابي أن الانقسام الذي یعصف بجماعة الإخوان المسلمین، ویتجلى في الصراع بین 
جبھتي محمود حسین وإبراھیم منیر، لن یؤدي إلى أعمال عنف في الفترة القریبة أو البعیدة 
نسبیاً، لأن تنظیم الإخوان یأتمر بتعلیمات المرشد، والطرفان المتنازعان لیسا أصحاب قرار في 
التنظیم، كما أن الصراع بین الطرفین سیؤدي إلى خفوت العنف لفترات طویلة.
وشدد على أن الانقسام في صفوف جماعة الإخوان المسلمین لن یؤدي إلى لملمة صفوف 
الجماعة، إلا في حال ظھور قائم بأعمال المرشد، وھذا مستبعد في الفترة الراھنة، مضیفاً أن 
الجماعة قبل عام 2011 كانت تسعى إلى إقامة دولة الخلافة، ولكن عندما وصلوا إلى سدة الحكم 
عام 2012 أظھروا فشلھم على المستویات كافة وبدأ الشعب یلفظھم بشتى السبل، مشیراً إلى أن 
الخطر یكمن في أن جماعة الإخوان تمرض ولا تموت، ولن تنتھي أذرع الجماعة بین یوم ولیلة، 
وإن لم تنشط في مصر فستنشط في دول أخرى.
وأوضح الشھابي أن سیناریو "الذئاب المنفردة" ھو الذي سیسیطر على مشھد الھجمات الإرھابیة 
في أوروبا خلال العام الجاري، في ظل عدم قدرة الجماعات والتنظیمات الإرھابیة على لملمة 
شملھا مجدداً، حیث تواصل أوروبا تضییق الخناق على مصادر التمویل، مبیناً أن الفترة المقبلة 
بالنسبة إلى الجماعات الإرھابیة تعتبر فترة إعادة الحسابات وترتیب الأوراق من جدید.
وذكر رئیس المركز الوطني للدراسات أن أي جماعة متطرفة أو تنظیم إرھابي نشأ من رحم 
جماعة الإخوان المسلمین، وكل ھذه التنظیمات تخدم مصالح وأیدیولوجیة التنظیم، ولكن في وقت 
التكلیف بتنفیذ عملیات إرھابیة یكون الأمر موجھاً لجماعة محددة أو فریق بعینھ ولیس تكلیفاً عاماً 
حفاظاً على السریة ونجاح الھجمات التخریبیة التي یقومون بھا، موضحاً أن ما یحدث في مالي 
وأفغانستان بالتحدید، سیزید نشوة الجماعات الإرھابیة ویوھمھا بأنھا قادرة على إخراج دول 
عظمى من بلاد تنتشر فیھا ھذه التنظیمات.
4 محاور نقاشیة
من جانبھ، استعرض الدكتور ھاني الأعصر، المدیر التنفیذي للمركز الوطني للدراسات، محاور 
النقاش العامة للجلسة الحواریة، التي تضمنت: "جغرافیا الإرھاب واتجاھاتھا في ضوء التطورات الدولیة الأخیرة، والتطورات السیاسیة في الإقلیم وانعكاساتھا على اتجاھات الإرھاب والتطرف، 
والتفاعلات الإقلیمیة والدولیة مع الظاھرة الإرھابیة، وتفاعلات التنظیمات الإرھابیة والتطورات 
الأیدیولوجیة والتنظیمیة والحركیة التي طرأت علیھا".
انشقاقات التنظیمات الإرھابیة
واستھل الجلسة الحواریة الدكتور فتوح ھیكل رئیس قطاع البحث العلمي في "تریندز"، مؤكداً أن 
مستقبل التطرف والإرھاب تحكمھ محددات وعوامل كثیرة، منھا عوامل داخلیة مرتبطة 
بالحواضن المحلیة وھي دائماً تأتي نتاجاً للأزمات السیاسیة والأفكار المغلوطة التي تستغلھا 
الجماعات المتطرفة والإرھابیة، فإذا كانت ھذه الحواضن متاحة فإن الفكر المتطرف ینمو 
وینتشر، مبیناً أن عام 2013 كان تاریخاً مفصلیاً في مواجھة الفكر المتطرف والإرھاب، 
خصوصاً في مصر، ومنذ عام 2013 بدأت المنطقة العربیة عموماً تحقیق نجاحات كبیرة على 
مستوى مكافحة التطرف والإرھاب.
وذكر ھیكل أن الدعمین الخارجي والإقلیمي ومستواھما یحددان مدى قوة التنظیمات والجماعات 
الإرھابیة، حیث كان الدعم كثیفاً في فترة ما یطلق علیھا "الربیع العربي"، ولكن في الأعوام 
الأخیرة بدأت مصادر التمویل تجف والدعم المباشر یتقلص بسبب التقاربات السیاسیة الإقلیمیة 
في المنطقة العربیة.
وأشار إلى أن الانشقاقات والانقسامات الداخلیة التي تعصف بصفوف التكتلات والتنظیمات، 
ومنھا: جماعة الإخوان المسلمین، وبوكوحرام، وتنظیم داعش، تربك مخططات ھذه الجماعات 
في الوقت الراھن، ولكن الجماعات والتنظیمات الإرھابیة تستغل مواطن الصراع المستمر حیث 
تستطیع تحقیق إنجازات على أرض الواقع كما حدث في أفغانستان وسیطرة حركة طالبان على 
مقالید الحكم، ما قد یؤسس نھجاً جدیداً لھذه الجماعات التي قد تحذو حذو "طالبان".
وذكر الدكتور فتوح ھیكل أن دائرة المستھدفین من قِبل الجماعات المتطرفة تزید بسبب التطور 
التكنولوجي الذي جعل نشر الفكر المتطرف سھلاً وغیر مكلف، وبالتالي ھو محدد رئیسي من 
محددات نمو ظاھرة الإرھاب والتطرف، مضیفاً أن اتجاھات الإرھاب في الشرق الأوسط 
تحددھا عوامل تسویة الأزمات والصراعات في لیبیا والعراق وسوریا والیمن، ولكن في منطقة 
أفریقیا والساحل ستزید ظاھرة الإرھاب خلال العام الجاري والفترة المقبلة.
نمو الإرھاب في أوروبا
وفي السیاق ذاتھ، تحدث أشرف میلاد، مدیر المشروعات في المركز الوطني للدراسات، عن 
الھجرة غیر الشرعیة إلى أوروبا، وعلاقتھا بنمو ظاھرة التطرف والإرھاب، موضحاً أن القانون 
الدولي لا یُجرم الھجرة غیر النظامیة، ما یفرض على الدول استقبال المھاجرین حفاظاً على 
أرواحھم شریطة تسلیم أنفسھم لسلطات الدولة التي یقصدون أرضھا، وھذا یتنافى مع اعتبارات 
الأمن القومي ومصالح الكثیر من الدول وذكر أن أعداد المھاجرین وأعداد العملیات الإرھابیة بعد عام 2014 بدأت تتقلص، حتى عام 
2017 الذي شھد نمو حركة الھجرة غیر الشرعیة عبر لیبیا وعدد من الدول الساحلیة المطلة 
على البحر المتوسط والتي یقصد المھاجرون من خلالھا أوروبا، وفي عام 2021 سُجل نحو 
200 ألف مھاجر إلى الدول الغربیة، في المقابل وقعت نحو 205 آلاف عملیة إرھابیة في 
الغرب، ولكن معظم ھذه العملیات كانت تتبنّاھا أطراف وجماعات لھا علاقة وثیقة بجماعات 
وتیارات الإسلام السیاسي.
وبیـّن میلاد أن الجیل الثاني من المھاجرین في بریطانیا قاموا بأھم العملیات التفجیریة وأخطرھا 
في بریطانیا، وھؤلاء نشؤوا في الدول الأوروبیة وخصوصاً شمال بریطانیا، وتم تجنید معظمھم 
عبر منصات التواصل الاجتماعي، متوقعاً أن یزید عدد العملیات الإرھابیة في أوروبا خلال عام 
2022 ،على الرغم من أن المراقبة الأمنیة مشددة وواسعة النطاق في تتبع المتطرفین 
والإرھابیین.
جغرافیا الإرھاب
إلى ذلك، استعرض فھد المھري، مدیر إدارة البارومیتر العالمي في "تریندز"، جغرافیا الإرھاب 
واتجاھاتھا في ضوء التطورات الدولیة الأخیرة، حیث قال إن ھناك مجموعة من التطورات 
والعوامل على الساحة العالمیة من شأنھا زیادة التھدیدات الإرھابیة، وعلى رأسھا استمرار جائحة 
"كوفید-19 ،"وقرع طبول الحرب الروسیة - الأوكرانیة، والصراع الصیني - الأمریكي، فضلاً 
عن تغیر المناخ، وزیادة أعداد المھاجرین غیر الشرعیین في أوروبا، وغیرھا.
وذكر المھري أن ھناك العدید من التأثیرات المتداخلة لجائحة كورونا على النشاط الإرھابي، 
ویأتي على رأسھا أن سیاسات الإغلاق وما ترتب علیھا من عزلة، وفرت فرصة للمجموعات 
الإرھابیة بمختلف اتجاھاتھا لتجنید عناصر جدیدة من بین المتضررین جراء تلك السیاسات، كما 
تؤثر التوترات والصراعات في الساحة الدولیة على النشاط الإرھاب، فمع استمرار التوترات بین 
أوكرانیا وروسیا في التصعید، ونشر موسكو ما یصل إلى 175000 جندي على الحدود، فقد 
یترتب على تجدد الصراع الروسي - الأوكراني تدفق وزیادة في انتقال المتطرفین الیمینیین إلى 
المنطقة.
وأضاف أن الصراع الصیني - الأمریكي یؤثر في سیاسات مكافحة الإرھاب، حیث تتطلب جھود 
المكافحة تواصلاً وتعاوناً بین الدول، وأفریقیاً یمكن رؤیة تأثیر الصراع بین البلدین بصورة 
واضحة، في ضوء مصالح البلدین ھناك، والتضارب فیما بینھا، حیث أعاقت جھود بكین لمتابعة 
مھامھا الاقتصادیة والدبلوماسیة عملیات مكافحة الإرھاب الأمریكیة ھناك، وكذلك جھود حلفاء 
الولایات المتحدة خاصة في ضوء مبادرة الحزام والطریق التي تسعى لتقویض المنافسین، كما 
تمثل الھجرة غیر النظامیة تحدیاً أمنیاً في الداخل الأوروبي، ومع تحقیق عدد المھاجرین غیر 
النظامیین إلى أوروبا عام 2021 نسبة زیادة %57 على العام الذي سبقھ، فإنھ من المحتمل 
زیادة معدلات الإرھاب والجریمة في أوروبا ھذا العام، موضحاً أن ظاھرة التغیر المناخي تؤثر بصورة كبیرة في اتجاھات النشاط الإرھابي، حیث تستغل المجموعات الإرھابیة القضایا البیئیة 
والسیاسات الدولیة المتعلقة بتغیر المناخ كذریعة للتجنید.
التطورات السیاسیة الإقلیمیة
من جھتھ، تحدث الأستاذ خالد عبدالحمید، مدیر إدارة الإسلام السیاسي في "تریندز"، عن 
التطورات السیاسیة في الإقلیم وانعكاساتھا على اتجاھات الإرھاب والتطرف، موضحاً أن الإقلیم 
یشھد في الفترة الأخیرة تطورات سیاسیة وأمنیة عدة مترابطة أثرت بشكل كبیر في الاتجاھات 
العامة لحركة الإرھاب والتطرف فیھا، حیث انتقل الصراع الإیراني - الإسرائیلي من دائرة 
الحرب بالوكالة إلى الحرب المباشرة "السیبرانیة"، أو ما یطلق علیھ "حرب السفن" بین الجانبین، 
وھو ما أدى إلى التأثیر في أمن الملاحة البحریة الدولیة وسلامتھا.
واعتبر تأجیل الانتخابات اللیبیة خطوة كبیرة إلى الوراء في مسار التسویة السیاسیة اللیبیة، 
وانتكاسة للجھود الدولیة والإقلیمیة والمحلیة، من أجل تحقیق الاستقرار والتسویة وإعادة بناء 
الدولة في لیبیا، حیث إن تأجیل الانتخابات سیؤدي إلى مزید من تعقید الأزمة السیاسیة، المتفاقمة 
أصلاً في لیبیا، وھو ما ینذر بتجدد الصراع المسلح بینھما.
وأشار إلى أن تأزم المشھدین في السودان وتونس یعزز نمو التنظیمات الإرھابیة، ففي السودان 
تستمر التحركات الاحتجاجیة في مدن سودانیة عدة وسط أفق مسدود، ومع تأزم الأوضاع 
المیدانیة، وضیق الأفق في المشھدین السیاسي والأمني في السودان، فإن استمرار الخلاف 
السیاسي بین القوى المحركة للثورة السودانیة ربما یفاقم الأوضاع السیاسیة مستقبلاً ویؤجل 
الحل، وفي تونس، لا تزال المعركة السیاسیة بین الرئیس قیس سعید وحركة النھضة الإخوانیة 
على أشدھا، إذ یبدو أن الرئیس سعید نجح إلى حد ما في تنقیة مؤسسات الدولة التونسیة من 
الإخوان، إلا أن المعركة لا تزال أمامھ كبیرة للغایة.
وذكر أن مساعي تشكیل حكومة عراقیة جدیدة لا تزال قائمة، ویأتي ذلك في وقت یتمسّك فیھ 
زعیم التیار الصدري مقتدى الصدر، بتشكیل "حكومة أغلبیة وطنیة" ولیست "توافقیة" كما جرت 
العادة وفي خضم محادثات تشھدھا بغداد والنجف وأربیل بین الأطراف المختلفة، وسط 
ضغوطات إقلیمیة بتوحید البیت الشیعي.
واختتم خالد عبدالحمید حدیثھ، قائلاً إن التطورات السیاسیة سالفة الذكر، لھا تجلیاتھا على 
اتجاھات الإرھاب والتطرف في الإقلیم، الأمر الذي یتطلب التنسیق وتكاتف الجھود العربیة 
لاحتواء ھذه التطورات في إطار خفض الصراعات وسبل مواجھة الحركات الإرھابیة 
والتطرف، وإعادة بناء الدولة الوطنیة العربیة.
نزاعات جماعة الإخوان
وفي سیاق متصل، قال محمد خیال، الباحث في المركز الوطني للدراسات، إن الانقسامات التي 
تعصف بجماعة الإخوان المسلمین في مصر لن تؤثر في مستوى الھجمات الإرھابیة وقوتھا، لأن 
الطرفین المتنازعین على قیادة جماعة الإخوان المسلمین حالیاً ولاؤھما الأساسي لأوروبا، وبالتالي لن تزید معدلات الھجمات الإرھابیة في أوروبا في الفترة المقبلة، مضیفاً أن حركة حسم 
ولواء الثورة (الجناح العسكري للجماعة) تم القضاء علیھما تماماً، والقبض على الإرھابي حسام 
منوفي جزء من مخططات أجھزة الأمن المصریة ورسالة واضحة للجماعات والتنظیمات 
المتطرفة بأن القوى الأمنیة حاضرة وقادرة على استھداف العناصر الإرھابیة في أي زمان 
ومكان حفاظاً على الأمنین القومي المصري والعربي.
وذكر أن دلالة إلقاء القبض على حسام منوفي رسالة أمنیة بحتة للتنظیمات والجماعات الإرھابیة، 
ولا توجد دلالات لھا علاقة بطرفي النزاع في جماعة الإخوان، ورسالة الدولة المصریة أنھا تقوم 
بالبناء والتنمیة في الفترة الحالیة والمقبلة، وتؤكد أن ملف الإرھاب تم إغلاقھ وانتھى بالفعل من 
قِبل الدولة المصریة.
مسار الظاھرة الإرھابیة
أما عبدالله بن مترف، رئیس وحدة الشؤون الإیرانیة والتركیة في "تریندز"، فتطرق إلى 
التفاعلات الإقلیمیة والدولیة مع الظاھرة الإرھابیة، قائلاً إن العالم شھد خلال الفترة الأخیرة 
سلسلة تطورات على المستویین الإقلیمي والدولي، یمكنھا أن تؤثر بشكل حاسم في مسار الظاھرة 
الإرھابیة، ومن أھم ھذه التطورات الانسحاب الأمریكي المفاجئ من أفغانستان في أغسطس 
الماضي، وقبلھ من الصومال وحدیث عن إمكانیة انسحابھ من العراق أیضاً، وھذه كلھا انسحابات 
تم ترتیبھا من قِبل الإدارة الأمریكیة دون تنسیق مع حلفائھا الغربیین وحلفائھا في المنطقة، إذ 
فرضت تحولات المصالح الوطنیة مراجعة الاستراتیجیات المسیطرة وتعدیلھا أو حتى استبدالھا 
بما یلبي الحاجیات المستجدة.
وأكد أن الانسحابات غیر المدروسة وفق رؤیة شمولیة لتداعیاتھا تعطي الانطباع بعجز المجتمع 
الدولي على الصمود في وجھ الإرھاب وتوفر فرص جدیدة للتنظیمات الإرھابیة للترویج 
لانتصاراتھا المزعومة، مستشھداً بتنظیم القاعدة الذي ھنأ طالبان على نصرھا ضد الأمریكیین، 
مع كل ما یصاحب ذلك من إشاعة جو من الحماس في الأوساط الجھادیة وتنشیط خلایاھا النائمة 
وتجنید عناصر جدیدة.
وأضاف ابن مترف: "من ناحیة أخرى شھد العالم تطورات إیجابیة من شأنھا الحد من تمدد 
الظاھرة الإرھابیة، وھي تطورات نجملھا أساساً في الجھود الإقلیمیة المبذولة في مجال مكافحة 
الإرھاب التي تتم بلورتھا في إطار العلاقات الثنائیة بین الدول المعنیة وكذلك خلق كیانات 
مؤسساتیة تعنى بتنسیق ھذه الجھود وتطویر فاعلیتھا كالإعلان عن تأسیس "المنتدى العربي 
الاستخباري"، الشيء الذي یعني تنامي الوعي لیس بخطورة الإرھاب إنما الوعي بأھمیة العمل 
المشترك لاجتثاثھ وإعمال الحكمة والإرادة السیاسیة مع إطلاع الشعوب بالمھام النبیلة لأجھزتھا 
الاستخباریة قصد إشراكھا في الحرب على الإرھاب".
وأشار إلى أن البؤر القابلة للتصعید تعتمد على الفاعلین على الأرض، حیث تعید توظیف 
المیلیشیات بطرق مختلفة، ما یجعل الھجمات الإرھابیة تزید وتنمو اعتماداً على المیلیشیات 
المسلحة المدعومة من إیران، مؤكداً أن عدم الاستقرار یساوي نمو الجماعات الإسلامیة والتنظیمات الإرھابیة، كما حدث في العراق وسوریا ولیبیا، ولكن مع تغیر الأوضاع في لیبیا بدأ 
نشاط التنظیمات المقاتلة یتقلص، مبیناً أن الصراع الإیراني - الإسرائیلي یشكل فرصة لنشاط 
التنظیمات المتطرفة، لأن المیلیشیات الموالیة لإیران ستوظف ھذا الأمر لصالحھا وتصدر للعالم 
أن ما یحدث ھو ھجوم على الإسلام ولیس صراعاً سیاسیاً بحتاً.
تطورات أیدیولوجیة وتنظیمیة
وتحدث محمد السالمي، مدیر إدارة التدریب في "تریندز"، عن تفاعلات التنظیمات الإرھابیة 
والتطورات الأیدیولوجیة والتنظیمیة والحركیة التي طرأت علیھا، وأكد أن العالم المعاصر یشھد 
عودة التنظیمات الإرھابیة للمشھدین السیاسي والعسكري في الكثیر من الدول، فمیلیشیا "أھل 
السُّنة والجماعة" باتت تسیطر على أجزاء في الصومال بدایة من نھایة عام 2021 ،ما زاد من 
تعقیدات المشھد في الداخل الصومالي والمنطقة، كما شھدنا عودة "جماعة أنصار المسلمین في 
بلاد السودان" التي تتخذ من شمال شرق نیجیریا مقراً، إلى العلن في أواخر عام 2019 كما 
أكدت تلك الجماعة ولاءھا للقاعدة، ما یرجح النشاط الإرھابي والتوترات في أفریقیا خصوصاً 
شمال بنین وشمال غرب نیجیریا، وربما مالي وبوركینافاسو أیضاً.
وذكر أن أخطر الجماعات العائدة كانت حركة طالبان التي عادت إلى السلطة في أفغانستان، 
فعودتھا إلى الحكم والترویج لانتصارھا على القوات الأمریكیة، مثلت فرصة دعائیة للجماعات 
والتنظیمات الإرھابیة، لاستغلالھا في تحفیز أعضائھا والمتعاطفین معھا على مواصلة الھجمات 
على الحكومات والقوى الدولیة النشطة في مناطق نفوذھا بدلاً من الدخول في مفاوضات أو ھدنة 
لوقف إطلاق النار.
وأوضح السالمي أن من أھم التفاعلات التي حدثت رد فعل جماعة الإخوان المسلمین على لفظھم 
مجتمعیاً وتصدي أجھزة بعض الدول لمشروعھم تلخص في صورتین: الصورة الأولى ھي 
العودة التامة إلى خطابھم المؤسس بما یتضمنھ من تكفیر الآخر والتنظیر والتبشیر بالخلافة 
والشریعة والشرعیة الدینیة للحكم السیاسي واحتكار التحدث باسم الدین، أما الصورة الثانیة 
فتمثلت في التخلي بشكل عام عن المبادئ المؤسسة للإسلامویة كافة وھو ما یعد تفریغاً 
للإسلامویة عن كل ما كان یمیزھا عن التیارات الأخرى العلمانیة.
ونوّه بأن موت حركات الإسلامویة لا یعني الاختفاء الفوري أو الاندثار التام لھا ولفكرھا، ولكن 
یعني أن التأثیر الذي كان لدیھا قبل "الربیع العربي" لن یعود أبداً كما كان، وھو نوع من الموت 
الإكلینیكي یجعل حركات الإسلامویة لا تغادر أبداً نطاق الھامش وكلما استعادت الدولة الوطنیة 
قوتھا ومكانتھا ودورھا وترسخ الإسلام الإنساني في المجتمعات اضمحلت الإسلامویة.
الإرھاب البحري والإلكتروني
واختتم الجلسة الحواریة بھاء عیاد، الباحث في المركز الوطني للدراسات، الذي قال إن تطورات 
المشھد الدولي في ظل جائحة كورونا "كوفید -19 ،"والصراع الصیني - الأمریكي، والاستھدافات في باكستان، جمیعھا عوامل تؤثر في جغرافیا التنظیمات الإرھابیة واتجاھاتھا 
ونشاطھا والتطرف حول العالم.
وذكر أن فكرة الإرھاب العابر للحدود أصبحت مرتبطة بتصاعد الصراع الصیني - الأمریكي، 
كما أن الفضاء الإلكتروني عزز من أنشطة ھذه الجماعات الإرھابیة وانتشار ھا، فضلاً عن 
تنامي ظاھرة الھجمات السیبرانیة، منوھاً بأن الصراع بین القوى العظمى سیكون إلكترونیاً، عبر 
شن ھجمات سیبرانیة وتطویر الھجمات البحریة في المیاه الدولیة، وتعطیل الإمدادات النفطیة 
وشحنات الغاز إلى أوروبا، و ھذه أسالیب جدیدة كلھا في الصراعات والنزاعات الدولیة.
وأوضح أن الإرھابین البحري والإلكتروني فضاءان جدیدان لانتشار العملیات الإرھابیة، وتقف 
وراءھما دول عظمى عبر وكلاء غیر فاعلین في مناطق متفرقة وظھور فاعلین جدد في الساحة 
الإرھابیة، فالإرھاب البحري ورقة تستخدم للابتزاز الدولي، حیث لا یوجد تنظیم ینفذ عملیة تھدد 
الملاحة البحریة إلا إذا كان خلفھ رغبة في ابتزاز دولي واضح.
تبادل الدروع التذكاریة
وفي ختام الجلسة الحواریة التي حملت عنوان: "اتجاھات التطرف والإرھاب عالمیاً في عام 
2022 ،"تبادل الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئیس التنفیذي لمركز تریندز للبحوث 
والاستشارات، واللواء أحمد الشھابي، رئیس المركز الوطني للدراسات، الدروع التذكاریة 
للمركزین، وثمّنا الأفكار والأطروحات والنقاشات الثریة التي دارت بین الباحثین المشاركین من الجانبین.
  • باحثون یتوقعون انحسار نشاط التنظیمات الإرھابیة والجماعات  المتطرفة عربیاً ونشاطھا أوروبیاً في 2022