وذكر أن الاحتفال بالیوم العالمي للأخوة الإنسانیة یقتضي بذل كل الجھد من أجل ترسیخ القیم التي
تضمنتھا وثیقة الأخوة الإنسانیة، والتي تمثل حائط صد قوي یتحطم علیھ خطاب الكراھیة والتعصب،
من خلال توفیر بیئة تتسم بالتسامح والتعایش وقبول الآخر الذي ھو في واقع الأمر أخ في الإنسانیة.
ونوه فھد المھري بأن ھذه القیم السامیة التي جاءت في وثیقة الأخوة الإنسانیة ینبغي أن تكون محور
الاحتفال بالیوم العالمي للأخوة الإنسانیة، حیث یجب وضع استراتیجیة متكاملة تتضمن مجموعة من
الآلیات التي تستھدف ترسیخ ھذه القیم في نفوس جمیع البشر، فبالإضافة إلى الدور الذي تقوم بھ الدول
من خلال سن التشریعات والقوانین التي تشجع على احترام القیم الإنسانیة السامیة ونبذ خطاب الكراھیة
والتعصب، یمكن لبعض المؤسسات الأخرى مثل المؤسسات التعلیمیة، والدینیة، والإعلامیة أن تلعب
دوراً مھماً في تنفیذ ھذه الاستراتیجیة، خاصة أن ھذه المؤسسات تتعامل مباشرة مع أفراد المجتمع
وتستطیع أن تؤثر فیھم بشكل كبیر وسریع.
وأشار إلى أن المؤسسات التعلیمیة تستطیع من خلال مناھج تدریس، تؤكد على قیم التسامح والتعایش
وترفض الكراھیة والتعصب، أن تبني أجیالاً قادرة على الدفاع عن ھذه القیم ومواجھة ھؤلاء الذین ضمن البرنامج العلمي والثقافي الذي یقیمھ مركز تریندز للبحوث والاستشارات على ھامش مشاركتھ
في النسخة الـ 53 من معرض القاھرة الدولي للكتاب، نظم "تریندز" الجمعة، ندوة تحت عنوان: "مداخل
تفكیك الخطاب المتطرف"، بالتعاون مع الأزھر الشریف في جمھوریة مصر العربیة، واستضافھا جناح
الأزھر الشریف في معرض القاھرة للكتاب.
وشارك في الندوة فھد المھري مدیر إدارة البارومیتر العالمي في مركز تریندز للبحوث والاستشارات،
وعبدالله بن مترف الباحث الرئیسي، ورئیس وحدة الشؤون الإیرانیة والتركیة في "تریندز"، والأستاذ
الدكتور خالد عباس مشرف وحدة رصد اللغة الإسبانیة بمرصد الأزھر لمكافحة التطرّف، والدكتور
علاء رشوان مشرف وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزھر لمكافحة التطرف، وأدار الندوة محمد
الدیسطي عضو المركز الإعلامي في الأزھر الشریف.
الأزھر ومكافحة التطرفعون إلى تدمیرھا. كما یمكن للمؤسسات الدینیة من خلال خطط عملیة، أن تنشر تلك القیم وترسخھا
في النفوس عبر أنشطتھا المختلفة، مضیفاً أن دور المؤسسات الإعلامیة لا یقل عن دور سابقتھا لا سیما
أنھا تمتلك القدرة على الوصول السریع إلى جمھورھا وعلى التأثیر فیھم خاصة في ظل وجود الإعلام
الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.
تفكیك الفكر المتطرّف
أما الدكتور علاء رشوان مشرف وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزھر لمكافحة التطرّف، فأكد أن
"مرصد الأزھر لمكافحة التطرف" عكف على مواجھة الأیدیولوجیة المتطرفة العابرة للحدود من خلال
الشبكة العنكبوتیة، وأصدر بعض التوصیات المھمة التي یجب أن تؤخذ في عین الاعتبار، والتي من
شأنھا أن تعمل عل مواجھة خطاب الكراھیة المنتشر بكثرة على الشبكة العنكبوتیة.
وأوضح أن مسؤولیة تفكیك الفكر المتطرّف تنبع من الإحساس بالمسؤولیة نحو خلق بیئة آمنة وحیاة
یسودھا السلام والوئام؛ ولذا فھي مسؤولیة مشتركة بین الأفراد والمؤسسات على اختلافھا بین مؤسسات
رسمیة وشعبیة وقیادات سیاسیة ودینیة ووسائل إعلام وغیر ذلك.
ونوه علاء رشوان إلى أن مجابھة الفكر المتطرّف لیست مسؤولیة الدولة وحدھا بل المجتمع بكافة
أطیافھ كلٌ حسب موقعھ ودوره في التأثیر سواء المسؤول أو المربي أو رجل الدین أو المعلّم أو
الإعلامي أو الفنّان، لكل صاحب رسالة دور مھم في تفكیك ومجابھة ھذا الفكر، مشدداً على أن تضافر
الجھود وتنسیقھا في مواجھة ھذا الوباء ھي الضمانة الوحیدة للنجاح في القضاء على ھذا الفكر وفرض
الأمن الفكري والمیداني داخل المجتمعات.
وذكر أن مواجھة الفكر المتطرف تتطلب دعم للشباب وإشعارھم بقیمتھم وحمایتھم من الشعور بالإقصاء
الذي قد یسوقھم وراء أیدیولوجیات متطرفة تدمر حیاتھم، إضافة إلى دعم ثقافة العمل التطوعي
والخیري ونشرھا، ووضع آلیات ووسائل فعالة من أجل تدریب وتوعیة مدیري المواقع بأنواع خطاب من یحرضون على الكراھیة والعنف ومعاقبتھم، مؤكداً على أھمیة العمل على محو
الأمیة الدینیة.
تحالفات عالمیة للسلام
ومن جانبھ، تطرق عبدالله بن مترف رئیس وحدة الشؤون الإیرانیة والتركیة في مركز تریندز للبحوث
والاستشارات إلى أھمیة إطلاق اللجان والتحالفات العالمیة من أجل السلام ومكافحة التعصب والكراھیة،
مبیناً أن ما نعنیھ بالتحالفات واللجان الدولیة ھنا، ھو الاتفاق المشترك والتحرك الجماعي من المؤسسات
والقوى الحیة في المجتمعات الإنسانیة من أجل اتخاذ جملة من التدابیر لحمایة البشریة من الأفكار