أسدل المنتدى الإسلامي بالشارقة مساء أمس الثلاثاء على ندوة " الحقوق المعنوية وتطبيقاتها المعاصرة "، ضمن أنشطة وبرامج الثقافة الإسلامية بإمارة الشارقة، والتزاماً بالمسؤولية المجتمعية للمنتدى نحو تعزيز الوعي الثقافي، ومناقشة المقاصد الشرعية الغراء، والوقوف على المستجدات الفقهية المعاصرة، هذا عقدت الندوة افتراضياً على مدار يومين، وشهدها عدد من الخبراء والمتخصصين الأكادميين في أصول الفقه، وشارك بها عدد من المهتمين والباحثين في الثقافة الإسلامية .
وأكد سعادة د. ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى الإسلامي في ختام الندوة على أن المسؤولية الثقافية تقتضي من المنتدى الوقوف على القضايا المستجدة، والمعاصرة وتوضيح موقف الشريعة الغراء منها في باب الفقه عامة وفي مبحث الحقوق المعنوية وتطبيقاتها المعاصرة خاصة، والتي أصحبت من المستجدات العصر ومتطلباته، والحقوق من المقاصد الشريعة في رعايتها الحقوق الدنوية والدنيا، في الجوانب المادية والمعنوي، ومنها العلامة التجارية وإسم التاجر ، والتي تمثل قيمة مضافة إذا ما نزلت في وعاء مادي، وناقشت الندوة هذه الجوانب وما يتربط بها من حقوق في معاملات، وقدمت الندوة أطر معرفية متكاملة حول أشكال التطبيقات المعاصرة لفهوم الحقوق المعنوية كالعملة الرقمية والتي تتطلب توضيحاً للمجتمع ومعرفة شريعة الغراء منها".
وشهد اليوم الأول للندوة مناقشة ورقتين بحثتين الأولى بعنوان : " التعريف بالحقوق المعنوية وتأصيلها الشرعي"، وقدمها أ.د علي الرواحنة –رئيس قسم الشريعة بكلية الإمام مالك -، وبين فيها الشرعية تواكب المستجدات والمتغيرات، وتراعي مصالح بسبل متعددة، أبرزها الاجتهاد الفقهي المواكب للنوازل، متى ما برزت الحاجة لأظهار الأحكام الشرعية، وقدم تفصلاً لهدف الدراسة في بينان مشروعية الحقوق المعنوية، وتوضيح مفهوم الحقوق المعنوية حقيقيتها ماهيتها، وبيان الحكم الشرعي منها، و أبعاد الشرعية السمحة حولها.
بينما قدم أ.د محمد العموش – رئيس قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة-،الورقة الثانية بعنوان : " الحقوق الفكرية والعلامات التجارية "، تسلط الضوء على مفهوم الحقوق المعنوية و الألفاظ ذات الصلة، وأنواع الحقوق المعنوية، و تكييفها الفقهي. وموقف الفقهاء المعاصرين من مالية الحقوق المعنوية ، وقد ذكر استدلالاتهم و منافشتها، وأكد على ضرورة حماية الحقوق المعنوية من خلال نسبتها لمؤلفيها و منع التعدي عليهم.
في حين تطرقت الندوة في اليوم الأخير لورقتين بحثيتين الأولى بعنوان: " البرامج الإلكترونية والتجارة الإفتراضية "، استفاض أ.د الرواحنة في تفصيلاتها، ومستجداتها، كما ناقش جملة واسعة من القضايا المتعلقة بكالفة الحقوق في برامج التاجرة الإلكترونية، وبين العلة في التجارة بالعملات الرقمية عوضاً عن النقد المصكوك.
بينما الثانية كانت بعنوان : " موقف القانون من الحقوق المعنوية"، وقدمها أ.د عبدالحكيم مصطفى الشرقاوي – عميد كلية الاقتصاد والمالية العامة بالجامعة القاسمية -، والذي خلص إلى القول بضرورة نسبة الحقوق المعنوية لأصحابها لما لها من أثر بالغ في تشجيع الابتكار و التأليف الذي يؤدي بدورة إلى تقدم المجتمعات و تطورها، و إلى ضرورة حماية مالية الحقوق المعنوية، مؤيداً ما ذهب إليه بالأدلة الشرعية، مع مراعاة مبادئ الشريعة الاسلامية.
تجدر الإشارة إلى الندوة تخللها توضيح لكثير من قضايا الحقوق المعنوية، ودراستها، وبيان الحكم الشرعي فيها، وقدمت شرحاً لموقف حماية حقوق الملكية الفكرية في الفقه الإسلامي العلامات التجارية، وجوب حماية مسألة الملكية الفكرية، في تأكيد على ان الشرعية الغراء أعتنت بجميع أنواع الحقوق والمحافظة عليها المادية منها والمعنوية، الحقوق بأنوعها الثلاث، سواء حق الله كالعبادات، أوحق المجتمع والعباد كدرء الجريمة، أو الحق المشترك، وأنها تواكب قادرة على مواكبة مستجدات العصر ولغته