لعله عمرنا الهارب بهذا الزمان بقلم الدكتورة معالي ألجميلي

الدكتورة معالي ألجميلي / هولندا

أين أنتم؟! وما  بك أيها العمر تمضي بهم؟ بكل ماأوتيت من متفرقات، وأوغلت جرحا ما زال ينزف ، إن اختطفت ما شئت منهم دونما عود للحياة!

لست  ادري لماذا يمرون على الخاطر بانتظام ، كل هؤلاء دفعة واحدة،  وكلهم  للأسف يغادروني ... كما فعلت لاحقا وغادرتهم  بلا أدنى مقدمات ولا سباق إنذار ،ولا تحضير  ولا أسباب .. وها قد حال بيني وبينهم _الفراق_ هذا الوحش الممرض المحتضن لطول الأيام ومرارتها وحرقتها وفراقها ..

يمرون من  تفرقوا عنا هنا وهناك وتحضنهم دول بعيدة ،وحالت  بيني وبينهم  مدن  وقارات .. فمنهم أحبة قلبي  وأخص الخواص، ومنهم أصدقائي وجيراني ومعارفي وحتى الأصحاب  كل منهم غادر  يحمل شيئا  مني .. بل ذكريات وأخرى متشابهات وغير متشابهات ؟!!!

فأين  عساهم كل أولئك... وأين تراه صندوقهم السري   الذي يختزن  كل ما بأدمغتنا من قصص وأسرار  وأشواق وحوارات مشتركات ؟

أين هم  ولماذا  هرب العمر بهم  ؟! لماذا كل هذا الكم من مجريات الأحداث ؟!

يا ليت لدي من إمكانية أن  أطبق عليهم  بيدي... فأجمعهم جمعا بلا أدنى ترتيبات ودون خطط وتأشيرات .. فقد يكون على اقل  تقدير أن يكون هناك ما أود استعادته من تلاش  وما ضاع مني...في ملامح تتوق إليهم  .. من صورة لهوية  عندي الآن  لم تعد تشبهني فقد غيرت ملامحي الأزمان .. ومن كثير مما لا مجال لذكره في البال ،  فأنا أتوق كثيرا  لأعثر  على أرواح طال شوقي وحنيني إليهم، علني أجد نفسي فيهَم  من جديد وأدرك ما لم اعد  أطيق ..... وعلني!  ولعله  ما كان مزدحما بالمجريات والمتشابهات والمشتركات؟!

!! ويا ليتني ...  يا ليت ما كان ،كان مجرد حلما مزعجا وغاب ؟!!