عندما تذكر اسم معان قد لا يدور في بال الكثير الا تلك المدينة الحدودية للملكة العربية السعودية حيث اغلب الحجاج والمعتمرين عند طريق البر يمرون بها
ويذكرون مدينة الحجاج التي "يلفي" لها حجاج من دول عدة قبل الاتجاه للأراضي المقدسة ويذكرون طيبة وكرم أهل المنطقة هناك .
مدينة معان مدينة الكرم والكرامة مدينة الشهامة والنخوة
بأهلها المتميزين بالكثير من الصفات التي نمت منذ عقود.
المدينة الصحراوية التي نلتقي فيها تجار الماضي البعيد والقريب .
ولأنها كذلك فقد امتاز أهلها بالقوة الجسمية والعقل الراجح
ولهذه الأسباب عندما كان في الماضي كثير من المدن تدفع الاتاوات لم يقدم اهل معان بدفع اي مبالغ تفرض عليهم لحمايتهم او حماية تجارتهم ولم يجرؤ على طلبهم من ما كان في ذلك الزمان
بل كانوا هم من يحمون أنفسهم ومن يكون بحمايتهم من تجار من العديد من الدول كيف لا وهم ما يلقبون بـ "أصحاب الجردا" وتعني الخيال الذي يمتطي الخيل بلا سرج ولا يقوم بهذا الفعل الا أصحاب البنية القوية واللياقة البدنية العالية والفروسية
ولأن اهل معان معروفون بانهم أصحاب قوة ورجاحة في العقل كثير ما يلجأ إليهم في حل النزاعات بين أفراد المجتمع من الوطن من كافة المحافظات
اما فيما يخص الكرم والنخوة فلم يلجأ اي كان لأهل معان الا وقد اغاثوه وبدليل انها امتازت المدينة بأن لها ثلاث بوابات
وقد كان من المعروف في الماضي ان اغلب المدن لها بوابة او اثنتان ولأنها مدينة كرم فقد اوجدت هذه الأبواب الثلاث معروفاً منذ زمن بعيد أن
كثيراً من العائلات المعانية توفر دار ضيافة هي ليست كدور الضيافة في العصر الحالي بل اشبه ما تكون بفندق مصغر
َبقيت هذه الحالة لأهل معان إلى يومنا هذا مع الاختلاف في الظروف.
في الماضي كانت مركز تجارة لأهل الشام وتركيا وبعض الدول الاسلامية وقد استقر بعض هذه العائلات حتى يومنا هذا
اليوم يحتظنون الحجاج بمدينة الحجاج وكثيراً ما يتقاصون معهم طعامهم وشرابهم وحمايتهم.
معان قد تكون المدينة الوحيدة التي تقوم بشهر رمضان الكريم بعمل ما يسمى سبيل معان طوال الشهر باطعام كل من يدخل مدينتهم وقت الإفطار
وتكفل العائلات المستورة طوال الشهر بوجبة الإفطار.
لم ولن ينام اي انسان في معان بالجوع او البرد في الشتاء
وما من إنسان يلجأ لأهل معان ورجع خائب الظن.
مدينة العز والكرم بأهلها الطيبين
برجالاتها ذوي النخوة والكرامة و نسائها شقائق الرجال يقفن ويخدمن الضيف بكل فرح ومحبة غرست بابنائها محبة الوطن قولاً وفعلاً.
أخرجت مدينة معان رجالات وطن نعتز ونفتخر بهم ورجالات علم واقتصاد لم يكونوا الا سنداً ودعماً للوطن وقيادته منذ احتضانهم للملك المؤسس الذي اختارها مكان إقامته الأولى.