أستهل المنتدى الإسلامي بالشارقة مساء أمس ضمن برامج الثقافة الإسلامية لشهر مارس، ندوة الأبعاد الاجتماعية للشريعة " ظاهرة التنمر "، وتناولت في يومها الأول محور " التنمر نظرة في المفهوم والأنواع والأسباب وموقف الإسلام من التنمر"، ومحور "التنمر في الفضاء الإلكتروني"، وتعقد الندوة ضمن استراتيجية المنتدى للمسؤولية والمبادرات المؤسسية في دعم التعايش السلمي بالمجتمع، حيث تعالج ظاهرة التنمر في إطار الثقافة الإسلامية، وتناقش المحفزات والتداعيات الاجتماعية لهذه الظاهرة المؤرّقة، هذا وشهدت الندوة الافتراضية مشاركة أكادميين وعدد من المتخصصين في أصول علم الإجتماعي والإرشاد الإسري، والمهتمين في الثقافة الإسلامية .
وقدم الورقة البحثية الأولى أ.د محمد العموش رئيس قسم الفقه وأصولة بجامعة الشارقة، وبين فيها أن السلوك البشري العدواني مُسّتَقبح في الفطر الإنسانية، وإن الديانات ترفضه تماماً، لبشاعته، وهو صورة من الاستبداد الاجتماعي، بأعتداء القوي على الضعيف، وُيعرف لغةً : بأنه تنكر وتغيير للشيء، وأصطلاحاً: بأنه ذلك السلوك العدواني المتكرر الهادف لإيذاء آخر، إما إيداء
جسدي أو معنوي، ويتم بشخص أو مجموعة بالقول أو بالفعل.
وبين أ.د العموش أنواع التنمر اللفظي، البدني، النفسي، العنصري، الإلكتروني، الاجتماعي في محاولة فرض عزلة اجتماعية والنبذ، ويتربط به أثار اجتماعية عديدة منها: أنخفاض التقدير الذاتي لدى المتعرضين للتنمر، يولد لديهم مشاعر أنتقام، وينمي الخوف الدائم والأحباط، يدفع إلى تجنب المشاركة العامة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، وقد يصل التنمر إلى مستوى الاضطرابات العقلية، وغيرها من الآفات الاجتماعية السلبية، والتي تنعكس أضرار ها العديدة على الأسرة، والأبناء، والمجتمع، ونبه على خطورة الالعاب الكترونية العنيفة الفاسدة، ذات النزعة العدائية الخطرة، كأحد الأسباب العديدة والمتنوعة للتنمر.
وألقى الورقة البحثية الثانية أ.د عبدالحليم محمد منصور أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة في جامعة الشارقة، موضح فيها الأسباب والظواهر السلوكية للتنمرالإلكتروني، واستعرض الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة خاصة والجهات المختصة بالدولة في مكافحة مظاهر التنمر،وأوضح طرق المعالجة، وسُبل الوقاية من هذه الآفة الاجتماعية، بالتوعية لأبرز تلك الممارسات، وتجنب التنمر الالكتروني، باستخدام الانترنت والهواتف المتحركة بحذر شديد، وعدم مشاركة التفاصيل الشخصية، والتأني قبل نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة على الانترنت، وعدم تمرير كلمات المرور والحماية، وتعزيز ثقافة الحوار الأسري والنقاش الهادف.
وأكد سعادة د.ماجد بوشليبي الأمين العام للمنتدى على أهمية الندوة ودورها في تقوية أواطر المجتمع، وأكدت على أن التعايش السلمي غاية، وهدف ثقافي للمنتدى نحو تحقق التكامل المجتمعي، واللحمة بين كافة عناصره وفق منظور التعاليم الشرعية السمحة، حيث يكرس المنتدى جهوده الثقافية لمعالجة الظواهر والممارسات المجتمعية الدخيلة في أطر الثقافة الإسلامية، دعماً لجهود الارتقاء بجودة شبكة الأمان الاجتماعي، وتعزيز المعايير الأخلاقية السامية، للتصدي لظاهرة التنمر وفق أحدث البحوث العلمية في المجال، وفق استراتيجية المؤسسة لتحقق جودة الحياة الصحة النفسية والدمج الاجتماعي، وتأكيداً على أهمية دور الوازع الديني، الشريعة الغراء تعالج ظاهرة التنمر بشكل جذري، فقد كرمت الإنسان وبين حقوقه، وترفض الإزدراء وأفعال التنمر بجميع أنواعها.