نظم "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" بالتعاون مع "المركز العربي الأفريقي للإعلام والتنمية" ندوة عن بُعد حول "التجربة الموريتانية – الإماراتية في محاربة جائحة كوفيد." شارك فيها القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات هناك السيد حسن الشميلي، والسيد محمد محمود ولد أعل محمود، المدير العام للصحة العامة بوزارة الصحة الموريتانية، وعائشة خلفان الرميثي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز "تريندز".
وقال السيد الشميلي إن العلاقات الموريتانية – الإماراتية لم تكن وليدة ظروف صعبة بل هي علاقات تاريخية، معتبراً أن هذه الندوة تبرز ذلك. وأضاف أنه بالتنسيق بين قيادتي البلدين تم تنفيذ العديد من المشروعات المهمة في شتى المجالات، من ضمنها المجال الصحي.
بدورها، تحدثت عائشة الرميثي حول التجربة الإماراتية في إدارة جائحة "كوفيد-19"، وقالت إن دولة الإمارات العربية المتحدة" حرصت على إدارتها واحتواء مخاطرها، بل وتحويل بعضها إلى فرص لمواصلة مسيرتها التنموية الرائدة، وتحقيق التعافي المستدام، مشيرة إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً رائداً في كيفية إدارة أزمة عالمية بحجم جائحة "كوفيد-19"، ويمكن الإشارة إلى بعض من هذه السمات العامة في مسألتين أساسيتين: المسألة الأولى النهج الاستباقي في التعامل مع الأزمة، وهذه سمة لا تتعلق بإدارة الإمارات لهذه الأزمة فقط، وإنما بمجمل سياساتها، والمسألة الثانية تتمثل في آليات مواجهة جائحة "كوفيد-19"، حيث تنوعت الآليات والإجراءات التي طبقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهتها الشاملة لوباء فيروس كورونا المستجد، سواء على الجانب الصحي أو الوقائي وتمكنت من تحقيق إنجازين عالميين كبيرين: الأول تصدُّرها دول العالم من حيث إجراء الفحوصات المختبرية للتأكد من سلامة أصحابها من فيروس كورونا المستجد نسبة إلى عدد سكان الدولة. والثاني تأسيس أكبر مختبر لتشخيص كورونا في العالم خارج الصين، وتشغيله خلال 14يوماً فقط بهدف توفير حل فوري يلبي الاحتياجات المتصاعدة لاختبارات "كوفيد-19" في الدولة.
أما بالنسبة إلى الجانب الاقتصادي: فأشارت الرميثي إلى أن دولة الإمارات سارعت إلى اتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة التبعات الاقتصادية للأزمة، حيث بلغ إجمالي قيمة خطط التحفيز ومبادراتها نحو 388 مليار درهم منذ بداية الوباء، وأسهمت هذه الخطط والمبادرات بصورة كبيرة في ضمان استمرارية نمو الأعمال، وتقليص الآثار الناجمة عن الوباء، كما كان هناك إجراءات أخرى في الجوانب الأخرى منها السياسي والإنساني والأمني.
وبيّنت الرميثي أن أهم ما يميز النموذج الإماراتي في إدارة الأزمات بشكل عام هو البُعد المستقبلي؛ إذ كانت من أولى دول العالم التي تحركت مبكراً للتعافي من الجائحة، واتخذت العديد من الإجراءات المهمة في هذا الشأن التي تجمع بين تطوير العمل الحكومي لمواكبة الأولويات الجديدة والاستمرار في الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تحافظ على صحة المجتمع.
من جانبه، أوضح السيد محمد سالم ولد الداه، مدير المركز العربي الأفريقي للإعلام الذي استضاف الندوة، في كلمة له بالمناسبة أن جائحة "كوفيد-19" عرّضت العالم بأسره للكثير من التحديات والمشكلات الصحية والاجتماعية ما استدعى تكثيف الجهود للحد من اتساع دائرة العدوى ومن تسارع أعداد الوفيات. ونوه بوقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب موريتانيا من خلال تقديم المساعدات الطبية وبناء مستشفى ميداني أسهم في إيواء المئات من المصابين، مبرزاً أن موريتانيا والإمارات بذلتا جهوداً استثنائية للحد من انتشار الوباء اعتماداً على قدراتهما المادية والبشرية.