الدين الحق يكمن في مكارم الأخلاق ، وما اتصف به الإنسان من المبادئ والقيم ، فليس الدين الحق في الشعائر فقط ( سواء كانت هذه الشعائر صوم أو صلاه أو زكاه أو دعاء أو ذكر او تلاوه ) ولا في القتال أو الجهاد ولا في العلم اوالفقه ولا في الرياضه اوالفن ولا في السياسة والاقتصاد.
انه يكمن في شيء آخر اسمى عند الله وارقى وارفع درجه .. إن الدين الحق إنما هو الاخلاق (اي اعلي درجات الدين ) هي الأخلاق ، لذلك لم يبعث النبي ليتمم شعائر الدين ولا ليتمم اركان الاسلام (وأن كانت صحيحه) .. إنما بعث عليه الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق ..ولهذا فإن صاحب الخلق يفوق بخلقه العابد الناسك .. ولما سالت عائشه عن خلق الرسول قالت كان خلقه القران .. انما كان علو شأن العبادة والذكر في كونها من الاخلاق .. فإنما هذه هي اخلاقك تجاه الله .. فهذا هو خلقه صلي الله عليه وسلم مع الله ، ولما
سىئل رسول الله لماذا تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ .. فكان الجواب الشكر ، فإن الحمد لله وحدها تملأ الميزان ..
إن العبادة من النبي والإصرار عليها رغم مغفره ذنوبه , يعزي الي أنها اخلاق مع الله.. ويفسرها قوله صلي الله عليه وسلم ( أفلا اكون عبدا شكورا)
هذا هو تفكيرنا في الدين خارج الصندوق.. أن نحافظ علي الاخلاق ، بالمفهوم العام ومن هذا المفهوم أن نحافظ علي تقاليد المرور وقوانينه ، وأن نسهل علي الناس أمورها في العمل ونرعي مصالح الناس ونسهلها في الضرائب وفي المرافق وفي توفير كل الخير والخدمات للناس من غاز ومياه وكهرباء وصحه وتوظيف ونظافه ونظام وصرف صحي وري وزراعه وصناعه ، وفي كل أعمالنا إنما نقدم للناس الاخلاق..فعندما تحفظ الرقعه الزراعيه فلا تبني عليها إنما هي اخلاقك تجاه الدوله.. لقد جاء رجل يعظه في الحياء.
ولذلك فإن من أجمل وأشمل واهم ما قاله شوقي بيته الشهير عن الاخلاق : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم. ذهبوا