سحر حمزه تكتب : وقفة قبل عيد الأم !!!

العالم يستعد للاحتفال بيوم الأم أو كما أسماه البعض بوم الأسرة ،لأن الأم هي الوطن والأم هي الأسرة وهي المجتمع ،يوم الأم الذي يصادف في فصل الربيع في 21 مارس من كل عام هو يوم لتذكير الأبناء بدور  الأم الهام.

بداية إلى أمي رحمها الله ،سأهديك قراءة الفاتحة على روحك وبعض ما أقدر من صدقات أهديها لروحك لتكون في ميزان حسناتك بإذن الله .

سأقول لأولادي هل تظنون أن الورود ستكفينني وتعوضني عن تعبي طوال سنين مضت من عمري ،هل تعتقدون أن  والأزهار بالهدايا قد  تسد رمقي بسبب بعدي عنكم ومغادرتي دياركم منذ زمن مضى .

أحبتي تعلمون حجم حبي الغامر  لكم وشوقي إليكم ، وتعلمون حنيني إليكم ،وأقول لكل من يستعدون للاحتفال بعيد الأم الذي سيصادف صباح غد الاثنين المقبل  والذي ستزهر به الورود عبيرا من نوع خاص  وتصفو السماء لتدفئ الكون بحب الأمهات وحنانهن كعادتهن كل إشراقه شمس يوميا حي تعبق الأرض بحب الأم  وحنانها وجمال روحها .

وأقول لأمي التي غابت عن الأرض لتصعد للسماء في برزخ الرحمن  حيث أختارها الله في الرفيق الأعلى وأن شاء الله تكون في جنات النعيم مع الصالحين يا الله يارب العالمين  آمين .

كم كانت حياتنا جميلة في طفولتنا وشبابنا حين نستيقظ كل صباح لنرى أمنا تجهز إفطارنا وحقيبتنا المدرسية وكل ما نحتاجه حين كنا صغاراً وهي توقظنا للمدرسة وتعطينا مصروفنا بكل حب متدفق من ثغرها الباسم وهي تدعو لنا ،كيف يمكنني أن أنسى تلك اللحظات بعدما غادرت أمي بروحها للعالم الآخر ما زال صوتها في أذني وحنانها في قلبي يتدفق شوقا إليها .

في هذه الصباح المفرح الحزين بفراق أختي رحمها الله التي انتقلت بروحها لجوار ربها منذ أسبوعين مؤكد أنها ترى أمي وأكيد أنها تلتقي بكل جداتنا وأمهاتنا من نفس العائلة رحمهم الله جميعا .

 أوجه تحية لكل أمهات العالم الأحياء منهن والأموات حيث أن الجنة تحت أقدامهن ،ليت أمي هنا كي أقدم لها الطاعة التي أمرنا الله بها لبرها ،واستذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال لرجل حين سأله عمن أحق الناس بحسن صحابته قال له عليه الصلاة والسلام أمك!!! ثم عاد فسأله قال أمك !!!وعاد وسأله فقال أمك!! فقال الرجل ثم من ؟فقال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام  :ثم أبيك صدق رسولنا الكريم  فبر الوالدين لا يقتصر على يوم واحد فقط ،ويوم الأم كل يوم هو عيد من حقها بوجودها معنا سعيد هانئة بحياتها لطاعتها وبرها وتقديم كل ما نستطيعه لأجلها في آخرتها  .

هذه واحدة من أبسط الطرق وأسهلها وأكثرها تأكيداً على أن الأم هي كل شيء بالوجود ,وقال رسولنا الكريم أيضاً الجنة تحت أقدام الأمهات”ليس فقط أحبائي في عيد الأم نبر أمهاتنا  فبر الأم والأب بالطاعة والأخذ بالشيء الإيجابي منهم أهم أساس نبني عليه حياتنا .

والأم حين يتقدم بها العمر تحتاج أيضاً  إلى الرعاية والعناية والبر يوميا وهي على قيد الحياة والأم دوما تحب أن ترى أبناءها في صورة متميزة جميلة محمودة مثل  النموذج الأكمل للحق والعلم والمعرفة والسلوك الطيب الإيجابي ورحم الله الشاعر الذي قال بحق الأم  :

الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأخلاق

وفي بيت آخر قال الشاعر شعبا طيب الأعراق وهو ما يؤكد مكانة الأم عبر الزمان منذ بدء الخليقة  إلى يوم الدين .

وقال القائد الفرنسي نابليون:"إن  الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها "وكثيرون هم العلماء والعظماء ممن أكدوا أن الأم أعظم ما في الوجود في أشعارهم وقصصهم ورواياتهم وحتى السينما والتلفاز يعرضون قصصا عن الأم .

ليتكم أحبائي تدركون المعاني التي نأخذها من كلمة أم مثلاُ مكة المكرمة أم القرى ,هذه دلالة على أهمية مكة المكرمة ,,نعرف جميعاً مزاياها والأحداث التي غيرت مجرى التاريخ الإنساني فيها وغيرها الكثير وكل شيء محمود وهام يعود للأم .

فكيف يا أحبتي لا  ندرك أن ليس عيد الأم هو وحده في هذا اليوم مع بدء فصل الربيع ،فالأم ربيع دائم في حياتنا منذ ولادتنا ,وحتى نكبر ونتزوج وننجب الأطفال تبقى الأم هي الأصل وهي التي تبني وتربي القادة وكل أفراد المجتمع وكل ما أبدع به الكتاب والأدباء في وصف الأم بكلمات تليق بها  لن تفيها حقها وخيركم خيركم لأهله والأم هي الأهل والأسرة والمجتمع  .

أدعو الله سبحانه أن يغفر لأمي رحمك الله وأسكنك الجنان مع الصالحين ولو أني قدمت لك عمر ي كله فلا يعادل جزء من تعبك منذ صغري  وسهرك معي وبكاءك لأجلي عند ألمي ومرضي وحرصك علي يوم زفافي .

في كل يوم بحياتي أدعوه أن تكوني راضية عني ببري لك  وبطاعتك ونصحك دروس وعبرة لي بحياتي حتى وأن غبت عن وجه الزمان فصورتك وصوتك وكلامك معي وفي قلبي وروحي ،وحتى لو قدمت مئات الهدايا والنفائس ،فالأم لا تهتم أن نحضر لها الهدايا بحجم نجاحنا وتوفيقنا  بالحياة ،وهي تتمنى لنا دوما  أن يكون أبناءها  صالحين متميزين فاعلين في المجتمع مقدمين على الخير ،مطيعين فيما يرضي الله ،

فالأم هي الوجود وهي الحياة ومهما كتبت لن يكفينا أيميل أو مداه وحتى نشرات تلفزيونية أو إذاعة تبث على مدار الأيام ،فعظمة الأم أكبر من الوصف والحكايات والقصص والمقالات والروايات التي نقرأها ،هي أعظم من كل وصف ومن كل كلمة طيبة نحصرها بيوم واحد كي نحتفي بها .

كل عام وكل الأمهات الصالحات بكل خير ،فهناك رسالة للأمهات اللواتي تسببن بدمار أمم وليس فقط أبناءهن أدعوكم

أن تخافوا الله بتربية أبناءكم وتدخروهم للزمن لمستقبلكم الذي تحتاجون برهم لرعايتكم بالكبر