رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

سوسن مغربل تكتب : وطني حبيبيي الأول والأخير

سوسن مغربل تكتب : وطني حبيبيي الأول والأخير
جوهرة العرب _ سوسن مغربل

عنوان المقال نابع من القلب ،نعم وطني حبيبي الأول والأخير ،فالوطن هو الحياة هو الأم لكل فرد يعيش على أرضه ،ونعلم جيدا دور الأم تجاه أبنائها ،في محاولة منها الحفاظ عليهم، فالوطن هو من تربينا على أرضه ولعبنا في ترابه وشربنا من مائه وتعلمنا في مدارسه، فالوطن أغلى وأكبر مقتنيات الإنسان وممتلكاته بالحياة  .

تعلمون  كيف ودع رسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم وطنه عندما أجبر على الخروج منه وقال الله في محكم كتابه سبحانه وتعالى أن أعظم أمر على المرء خروجه من وطنه في قوله ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) لذلك فواجبنا تجاه الوطن هو المحافظة عليه تجاه كل من يطمع به والمحافظة عليه من عبث أو إهمال أو احتلال وسطو على مقدراته وممتلكاته الثمينة وأرضه الطيبة. 

ومهما ابتعدنا عن مسقط رأسنا ومكان مولدنا ولعبنا ولهونا ،ومهما جذبتنا أوطان أخرى لا يمكننا أن ننسى وطننا يبقى مغروسا  في داخلنا مثل شجرة سنديان تمتد جذورها لأعماقنا بل تسري بخواطرنا وتجري  بشريان دمائنا وهو نبع الحنان والحب والدفيء رغم كل ما واجهتنا فيه من معاناة وتحديات ،هو حلمنا الدائم الذي يرافقنا بما   فيه من ذكريات مسكنها القلب وتخزن بالعقل ولا تراوح الروح ،فمهما ذهبنا وغادرنا لأي وطن آخر ،يظل الوطن هو أقرب مكان إلى قلب الإنسان ، ومهما ابتعدنا عنه تظل أرواحنا مشتاقة للعودة إليه مرة أخرى مهما طال الزمان في البعد عنه لكن أرواحنا تعود إليه تبحث عن الأماكن والأحبة فيه .

 فالوطن فيه جميع الأحباب والأهل والأصدقاء، وكتب الكثيرون  من الشعراء والأدباء أبيات شعر قوية تشير إلى حبهم الكثير للأوطان جميعها تنشد للوطن الغالي وفي بيت شعر قال فيه المتنبي:

وطني لو شغلت بالخلد عنه راودتني إليه بالخلد نفسي

وقال آخر :نقل فؤادك ما استطعت من الهوى ما الحب دوما إلا لأول موطن

فالوطن هو أحب الأماكن إلى الشعب والحنين إليه دائم مهما ابتعدنا عنه ،لأنه ضم في الذاكرة ذكريات الطفولة والصبا وبدأ الوعي على الحياة وما تجلى بها من مواقف ومن أحداث لا تنسى من الذاكرة مهما طال بنا الزمان سنبقى نحيا  أغراب بأوطان أخرى مهما حاولنا أن نكون منها فأن أهلها يرفضوننا مهما كنا   .

 والوطن مهما ارتحلنا وتجولنا بين العواصم فأن وطننا  هو مكان الأهل والأحباب والآباء والأبناء والأجداد. فهو مصدر الحب والاهتمام والعطاء وهو سر الفخر والعزوة  والسعادة لأي إنسان على وجه البسيطة .

فأين كان الوطن بعيدا قاسيا أحيانا ،مؤكد أنه يكن لكل منا مشاعر الحب والتضحية اتجاه وطنه.

وجاءت الكثير من الأقاويل التي تشير إلى حب الوطن والوفاء إليه، مثل (خبز الوطن خير من كعك الغربة) فكل ما يحتويه الوطن من أشياء تكون مقربة على قلب الشخص الهواء والشمس والنباتات والأشخاص وكافة الأماكن الموجودة بالوطن.

 أن الوطن هو   المكان الذي كبرنا وترعرعنا فيه، فالوطن كالأم نعيش على أرضه ونتعلم فيه ونسعى جاهدين للمحافظة عليه بأرواحنا و بدمائنا وكل إمكانياتنا .

وحب الوطن يجري في دماء كل منا ،حبه واجب وطني  والانتماء إليه فرض علينا بالحفاظ عليه بأن نكون خارجه نموذجا يحتذي به ، يفتخر بنا بصورة جميلة عنه ، فبفضله كبرنا ونشأنا وتربينا نحن وأبنائنا وأجدادنا وتكونت شخصيتنا. فمهما كان هناك أجمل من وطننا يظل هو الأفضل في أعيننا. هو المكان الأكثر دفئا ويشبه حضن الأم. فهو المكان الذي يعيش فيه الأبناء من الطفولة وحتى الصبا  والشباب ويقضي فيه كل شخص أفضل وأسعد لحظات حياته منذ طفولته حتى يكبر ويصبح رجلا وله مكانة بالمجتمع بفضل وطنه وحضنه الدافئ.


  • سوسن مغربل تكتب : وطني حبيبيي الأول والأخير