خالد بركات يكتب : شابلن.. والنشال والهدية

إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم فلم يروا عملاً أفضل ثوابًا من الذكر).... فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون :(ما كان شيء أيسر علينا من الذكر والحلال).

مقتبسة وراقية..يقول الفنان شارلي شابلن :منذ سنوات كنت أتجول ماشياً على قدمي في أحد شوارع نيويورك المزدحمة وعندما عدت إلى الفندق وجدت في أحد جيوبي ساعة ذهبية لم اعرف من الذي وضعها فيه، فسلمتها إلى سكرتير الفندق كي يسلمها إلى البوليس..وفي اليوم التالي تلقيت ( خطاباً ) هذا نصه :

عزيزي مستر شابلن :هذا الخطاب يرسله إليك نشال محترف وقد حدث أمس إني كنت أزاول عملي في احد الشوارع المزدحمة، فرأيتك في اللحظة التي نشلت فيها الساعة من احد المارين، ولما كنت من المعجبين بفنك فقد راق لي أن أقدم هذه الساعة هدية لك، فوضعتها في جيبك دون أن تشعر..!!

واستطرد شارلي شابلن عندما يروي القصة : ومر عام والبوليس قد عجز فيه عن معرفة صاحب الساعة فأعادها إليَّ.. ولكن أمرها تسرب إلى الصحف فأشارت إليه، فلم يمض يومان حتى تلقيت الرسالة التالية :

عزيزي مستر شابلن :  منذ عام تقريباً وعندما كنت أسير في أحد الشوارع في نيويورك  نشلت مني ساعتي الذهبية، وقرأت أخيرا في الصحف أن النشال الذي حرمني منها أهداها إليك..

ويسعدني أن تحتفظ بهذه الساعة, ولما كنت أكثر إعجابا بك من النشال، فإنني ابعث إليك مع هذا الخطاب بالسلسلة الذهبية الخاصة بالساعة..

العبرة : لا يجوز السرقة، ولكن إن حصلت جميل أن تسلك درب الرحمة وتصل إلى من يستحقها..وفي خضم وكثرة السارقين ما أحوجنا في هذه الأيام إلى سارقين ، يهدوا قليل من مسروقاتهم، لمن يحتاج، والمحتاج كريم النفس يكملها من حلاله بسلسال من الحاجيات لأخيه المحتاج..لكن الأحلام تبقى أحلام وأوهام وأمنيات. وسيبقى السارق سارق وتبقى السرقة حرام..أللهم.. أكرم المسروق، حاسب واغفر لكل سارق..