برعاية رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات أقامت كلية الصيدلة جلسة حوارية بعنوان " تأثير جائحة كورونا على التعليم الجامعي وفرص العمل في القطاع الصحي" بحضور نواب الرئيس وعميد كلية الصيدلة وطلبة الكلية بمشاركة عدد من الباحثين والعلماء من الجامعات الأردنية.
وقال رئيس الجامعة أن التعليم الجامعي خلال جائحة كورونا واجهة صعوبات وتحديات كبيرة، حيث استطاعت الجامعة تحويل تلك التحديات إلى فرص، مشيرًا إلى قضيتين رئيسيتين أولها جودة مخرجات التعليم العالي في ظل جائحة كورونا، وثانيها فرص العمل في القطاع الصحي، لافتًا إلى وجود أسباب تكمن أهميتها في السياسات والاستراتجيات التي تمت منهجتها في إدراج التعليم المدمج والتعليم الإلكتروني على لائحة التعليمات والاستراتجيات.
وتناول عبيدات تجربة جامعة جدارا بعد صدور القرار الحكومي في بدايات الجائحة والاستراتجية التي تعاملت معها الجامعة والتحديات التي تم تحويلها إلى فرص وكانت شبكة المعلومات وشبكة WiFi, network هي الأصعب وخاصة في القرى النائية حيث عانى الطلبة من وصول الشبكة، مشيرًا إلى توفير الجامعة الحزم المجانية لكل طلبة الجامعة، وأيضًا صيانة الشبكة لتكون تفاعلية ونشطة وتوفير أجهزة الحواسيب للأستاذة الذين لم تتوقر لهم تلك الأجهزة، وإجراء تسهيلات على ذلك.
وأطلق عبيدات مصطلح الثورة البيضاء لدفع المستوى التعليمي في الجامعة في مجريات الامتحانات المحوسبة أو الندوات والورش في استخدام البرامج ك zoom وMicrosoft، للتواصل مع خارج الجامعة وتوسيع التفاعلية لدى الطلبة والأستاذة.
واستعرض الأطر المناسبة لنجاح العملية التعليمة عن بُعد، والمعايير الجديدة لتأطير مخرجات جديدة في ظل أية ظروف أو طوارئ قد تحدث على الساحة، بحيث يكون هنالك بديل للتعليم الوجاهي وهو ما يدعي بالتعليم المدمج والإلكتروني، لافتًا أن الجامعة وضعت ١٠% للتعليم المدمج، و٢٠% للتعليم الإلكتروني، و٧٠% لتعليم الوجاهي.
ووضع نظام خاص للتعليم الإلكتروني ووضع دراسة خاصة من هيئة الاعتماد في التعليم العالي للتعليم الإلكتروني والتغيير الجذري في مصادر التعليم والقوى البشرية وطرق التعليم لوجود معاير خاصة لذلك.
وتحدث عبيدات عن خلق فرص عمل جديدة في القطاع الصحي، مقترحًا العمل عل فتح تخصصات جديدة في الرعاية التنفسية، والتخدير، وطب الأسرة، وغيرها من التخصصات التي احتاجها العالم في ظل أزمة جائحة كورونا.
وعرض عبيدات الرؤية الجديدة للجامعة من خلال فصل كلية الصيدلة عن التحاليل الطبية المخبرية، وفتح تخصصات جديدة في الرعاية التنفسية، ودكتور صيدلي، اضافة الى استحداث كلية للتمريض والقبالة.
من جانبه قال عميد كلية الصيدلة الدكتور أحمد رفعت مما لا شك فيه أن تلك الجائحة، كان لها من التأثير على جميع القطاعات الفاعلة في العالم ما يفوق العديد من الكوارث الأخرى، حيث أظهرت العديد من نقاط الضعف في الأنظمة الكلاسيكية المعمول بها على مدى عقود مضت، مضيفـًا أن من أكثر الأنظمة التى تعرضت لهزات قوية نتيجة تلك الجائحة نظام التعليم الجامعي الكلاسيكي و الذي كان يعتبر الحرم الجامعي و مكوناته المشكلة من القاعات الدراسية والمختبرات العملية و عملية التعلم الوجاهية قدسًا من الأقداس التي لا يمكن المساس بها، ولكن اقتضت ظروف هذه الجائحة إلى البحث عن طرق أكثر حداثة من أجل استمرارية عملية التعليم، والحفاظ على مستقبل طلابنا فكان قرار التحول إلى التعلم عن بُعد.
وبين رفعت أن جامعة جدارا من أوائل جامعات المملكة الأردنية الهاشمية ومنطقة الشرق الأوسط التى بادرت بسرعة التحول بدون أية مشاكل تذكر حيث استطاعت حاكمية الجامعة من خلال الرؤية المتكاملة لإدارة الاختبارات الإلكترونية و المنصات التعليمية المختلفة و جرى العمل على قدم و ساق لتجهيز الورش التدريبية المكثفة لأعضاء هيئة التدريس لكيفية تقديم المحاضرات و تسجيل المختبرات عبر منصات التيمز ، مشيدًا بتبني وزارة التعليم العالي استراتيجية جديدة لدعم التعليم عن بعد و التعليم المدمج طبقا لرؤية تطوير التعليم الجامعي ٢٠٢٣ و التي يتم تطبيقها الان بكل نجاح في الجامعة.
واستعرض ما أظهرته جائحة كورونا من مدى الاحتياج المتزايد إلى الكوادر الطبية من الأطباء والصيادلة، والتمريض، وكوادر المختبرات الطبية الذين تحملوا العبء الأكبر خلال حملات المسح العشوائي و رسم خريطة الإصابات اليومية، بالإضافة إلى مخاطر الإصابة للعديد منهم خلال فترات الموجات المختلفة من الجائحة، لافتًا إلى ما قامت به العديد من الدول الأوروبية و العربية بفتح الهجرة للكوادر الطبية المدربة نظرًا للنقص الشديد.
بعد ذلك بدأت جلسات العمل حيث حملت الجلسة الأولى عنوان "عواقب جائحة كوفيد 19 على التعليم الجامعي والتدريب السريري"، والثانية " تأثير كوفيد -19 على سوق العمل في مختلف مهن الرعاية الصحية وعلى نمط الحياة لطلبة الجامعات" والتي تراسها الدكتور رمضان شديفات من كلية الصيدلة في جامعة جدارا
وتناول الدكتور حاتم جابر من كلية الطب في جامعة البقاء التطبيقة الصعوبات التي تواجه التعليم المدمج، وبين أهمية تفريق التعليم بالانتساب وأهمية الأعداد في كل شعبة، واستعرض المشاكل التي يعانيها التدريب السريري من التعليم المدمج بحيث لا يستطيع توفير الحد الأدنى المطلوب وبخاصة في قطاع الطب، لافتًا إلى مستقبل الصحة الإلكترونية والطبابة عن بُعد مفهومًا وتطبيقًا، مستعرضًا أهمية التعليم والامتحانات وجاهيًا في الكليات والجامعات. وتحدث عن الانفجار المتوقع في أعداد الأطباء خلال الخمس سنوات القادمة وأهمية التحفيز لكيفية التعامل مع المشاكل والصعوبات المتوقعة.
من جانبه تناول الدكتور مصطفى طلافحة من الجامعة الأردنية موضوع البحث العلمي، مؤكدًا أنه محور التقدم وحل الأزمات والمشاكل، مبينًا أنه لا بد من دعم البحث العلمي بعقد اتفاقيات مع جامعات رائدة في هذا المجال، والتركيز على نوعية الخريج وإضافة مساقات في التسويق لطلبة الصيدلة والمختبرات الطبية، وضروره اتقان اللغه الإنجليزية وتعلم التكنولوجيا، والاهتمام بالتدريب العملي والخبرة العملية في مجال المختبرات الطبية، وتحويل التحدي إلى فرص إيجابية، والاستثمار في الطلبة وتقديمهم للعالم، والمنافسة على مستوى العالم.
الدكتور كمان نزال أستاذ الإرشاد النفسي والتربوي في جامعة جدارا استعرض أهمية التوافق النفسي لدى الأفراد وقدرتهم على التعامل مع الظروف المختلفة واكتساب مهارات جديدة، وايجاد مدربين ومرشدين فاعلين اكفاء.
من جانبه تحدث الدكتور أيمن العمري رئيس قسم الصيدلة في جامعه جدارا عن انتعاش الدور الصيدلاني خلال فترة جائحة كورونا حيث أصبح صاحب دور فعال في عملية تشخيص ومتابعة وتقديم النصح والارشاد في لمرضى كورونا غير الداخلين إلى المستشفيات، مؤكدًا انهم أصبحو جزء من فرق التقصي الوبائي، ومنحوا الفرصة لإجراء فحوصات تشخيص كورونا وإعطاء المطعوم داخل الصيدليات.
وفي نهاية الجلسات والتي أشرف على تنظيمها الدكتورة ربا بدير من كلية الصيدلة في الجامعة قدم طلبة قسم العلوم الطبية والمخبرية مسابقة طيبة من إعداد المدرسّة شفاء الجبالي.
وفي نهاية الندوة التي تولت عرافتها الطالبة حنين النمرات من قسم الصيدلة سلم رئيس الجامعة الدروع والشهادات على المشاركين والقائمين على هذه الندوة.