أكّد معالي الدكتور أحمد بن محمد
السعيدي وزير الصحة، عضو اللجنة العُليا المُكلّفة ببحث آلية التعامل مع
التطوُّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) على أهمية الإقبال على
التطعيم بالجرعة الثالثة والمُعززة، لافتًا إلى أنّ عدد من تلقوا الجرعة الثالثة
بلغ 160 ألفًا فقط، وقد بلغت نسبة المتلقين للجرعة الثالثة من المواطنين 10
بالمائة حيث لوحظ أنّ الإقبال عليها من قبل المواطنين منخفض جدًّا.
وقال معاليه إن لقاحات التطعيم بالجرعة
الثالثة متوفرة في المؤسسات الصحية، مشيرًا إلى أنه في الأشهر الأخيرة هناك أكثر
من ٩٦ بالمائة ممن أُدخلوا لوحدات العناية المركزة لم يتلقوا جرعة تطعيم أو تلقوا
جرعة واحدة أو جرعتين ولم يتلقوا الجرعة الثالثة والمُعززة، داعيًا الجميع إلى
مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التراخي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي التاسع
والعشرين للجنة العُليا المُكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطوُّرات الناتجة عن
انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي عُقِد اليوم بوزارة التربية والتعليم.
وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد
السعيدي وزير الصحة عضو اللجنة العُليا: "نذكّر الجميع أن الجائحة أوضحت لنا
بأنه دون صحة ليس هناك اقتصاد ولا تعليم ولا حياة اجتماعية مع الأسف، والقطاع
الصحي والعاملون فيه عانوا الكثير وتضحياتهم واضحة، وأن التعافي والرجوع لما كنا
عليه سيتطلب جهودًا من الجميع". لافتًا إلى أنّ قوائم الانتظار مرتفعة بشكل لا
نقبله ونسعى للتعامل معها.
وأضاف معاليه: نؤكّد استمرار سعينا
للحفاظ على مكتسبات النهضة المباركة في هذا القطاع، ولا ننكر أن لدينا تحديات منها
الحفاظ على الكوادر البشرية.
وأشار معاليه إلى أنّ إجمالي عدد
الجرعات المحجوزة ٨ ملايين و٣١ ألفًا و٦ جرعات، فيما بلغ إجمالي عدد الجرعات
المستلمة ٧ ملايين و٥٤٤ ألفًا و٩٢٩ جرعة، وبلغ إجمالي عدد الجرعات المعطاة ٦
ملايين و٩٩٧ ألفًا و٩١٣ جرعة.
وذكر معاليه أنّ الفيروس مُستمر
وخطورته ما زالت موجودة، والمتحور الجديد (أوميكرون) والفصائل الأخرى التي انبثقت
منه أقل خطورة من المتحورات التي سبقتها ولكنها أسرع انتشارًا، ففي بعض الدول بدأت
الأرقام تتصاعد وخاصة الدول التي لم يتم فيها الالتزام بأي إجراءات احترازية
جديدة. مؤكّدًا فاعلية التطعيم والجرعة الثالثة التي تُثبت الأدلة والأرقام
فاعليتها، فيما أجازت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بالأمس إعطاء الجرعة الرابعة
لمن هم فوق ٥٠ سنة ولديهم مخاطر من هذا المرض.
وأفاد معاليه بأنّ المعطيات البحثية
أثبتت التراجع في نسبة المناعة المتكونة من لقاح كوفيد ١٩ بمرور الوقت، والدراسات
تشير إلى أن المتلقين للجرعتين تنزل المناعة لديهم بعد مرور ٦ أشهر بنسبة حوالي ٢٢
بالمائة.
ولفت معاليه بأن إلزامية الجرعة
الثالثة لم تُطبق في أي دولة من دول العالم بعد، موضحًا أنّ الأعراض الجانبية
للتطعيمات مقسمة إلى فئات وموجودة في كل التطعيمات ولم نرصد أي أعراض مقلقة أو
خطرة حتى الآن من اللقاحات المعتمدة في سلطنة عُمان.
وأضاف معاليه: تأثير الجائحة على قطاع
الخدمات في القطاع الصحي في سلطنة عُمان لم يكن كارثيًّا كما حصل في بعض الدول،
وبرنامج التحصين الموسّع لدينا يُشاد به عالميًّا، ونسب التطعيم في السلطنة ضمن
أعلى نسب التطعيم عالميًّا.
وذكر معاليه أنّ برنامج التحصين في
سلطنة عُمان لم يتأثر ونسبته مرتفعة، ولا توجد أدلة قاطعة للربط المباشر بين
اللقاحات والإصابة بأمراض القلب.
وقال معاليه: "لم نرصد أي أعراض
جانبية خطيرة لمن تلقى الجرعتين الأولى والثانية، وفي الوقت الحالي فإن إلزامية
التطعيم ضد كوفيد 19 هي للجرعتين الأولى والثانية"، مُشيرًا إلى أنّ نسبة
الوافدين ممن تلقوا الجرعة الأولى بلغت ٩٧ بالمائة، والجرعتين ٨٩ بالمائة، أما
نسبة من تلقوا الجرعة الثالثة المُعززة فبلغت ٣٩ بالمائة.
وأضاف: هناك تأخير من الشركة المصنعة
في توريد اللقاح المخصص للأطفال، ونأمل استلامه خلال النصف الأول من هذا العام
وتمكنا من توصيل الأدوية والخدمات إلى ٨٤ بالمائة من المصابين بالأمراض المزمنة
أثناء الجائحة، مُشيرًا إلى أنّ الشركات المصنعة للأدوية والمعدات الطبية تأثرت
بسبب الجائحة، ولدينا مخزون استراتيجي نلجأ إليه أحيانًا، والأدوية التي تسهم في
إنقاذ الحياة يوجد مخزون كافٍ منها.
وفيما يتعلق بالقادمين من الخارج أشار
معالي الدكتور وزير الصحة إلى أنّ إلزامية فحص البلمرة أُلغيت للقادمين لسلطنة
عُمان سواء للعمل أو للسياحة، وسنعود إلى استخدام البطاقة الشخصية للعبور بين
المنافذ الحدودية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفيما يتعلق بقرارات اللجنة العُليا
الأخيرة قال معاليه: "المبدأ الأساس هو الحفاظ على الصحة، والقرارات الصادرة
عن اللجنة العُليا مدروسة وتتماشى مع الوضع الوبائي وعادات المجتمع".
وقال معاليه: "مع الأسف خلال
الأسابيع القليلة الماضية بدأت تظهر حالات حمى الضنك في محافظة مسقط، وحتى يوم أمس
تم تسجيل ١٧ حالة في ولاية بوشر، و٧ حالات في ولاية السيب وحالتين في ولاية
العامرات، والفيروس المسبب لهذا المرض ينقل بواسطة البعوضة المعروفة علميًّا بـ
(الزاعجة المصرية)".
وذكر الدكتور عادل بن سعيد الوهيبي
مدير دائرة الترصد الوبائي بوزارة الصحة: نستهدف إعطاء اللقاح ضد فيروس كورونا
للأطفال من سن ٥ سنوات إلى ١١ سنة، وفي سلطنة عُمان تم اعتماد ١١ لقاحًا.
ووضح أنّ الفرق بين المدارس والمساجد
هو إمكانية التحكم بالطلبة بوجود الكادر التعليمي والالتزام بالإجراءات
الاحترازية، أما المساجد فأغلب مرتاديها من كبار السن والخوف هو أن تنتقل لهم
العدوى.
من جانبه قال بدر بن سيف الرواحي، مدير
دائرة مكافحة الأمراض المُعدية بوزارة الصحة: إن سلطنة عُمان وصلت إلى نسبة ٩٠
بالمائة من المطعمين المستهدفين (فوق ١٢ سنة) ولكن ما يزال ١٠ بالمائة لم يطعموا،
وبذلك لم نصل بعد للمناعة المجتمعية التي نهدف إليها.
وأضاف: فيما يتعلق بالجرعة الرابعة،
هناك فريق مكلف في وزارة الصحة معني بتوفير اللقاحات ويقوم بدراسة جميع التوصيات
ووضع الأولويات لها.
ولفت إلى أن الجرعة المنشطة المعززة
الثانية (وهي الرابعة) محددة فقط (لكبار السن وناقصي المناعة) بهدف تقليل مضاعفات
المرض وليس منعه، موضحًا أنّ إدخال الجرعة المنشطة المعززة لسلطنة عُمان يعتمد على
مستوى المناعة المجتمعية لدينا، واستقرار الوضع الوبائي المحلي والعالمي.