توّجت بيوت الشعر في الوطن العربي شهر آذار مارس الذي يصادف في الحادي والعشرين منه اليوم العالمي للشعر، بسلسلة فعاليات ثقافية متنوعة، وتواصلت (الأنشطة) على مدى أيام الشهر بمشاركة عشرات الشعراء والشاعرات.
وشهد بيت الشعر في المفرق احتفالية شعرية كبيرة على مدى 3 أيام تحت عنوان "الشعر ديوان العرب"، وشارك فيها 11 شاعراً وشاعرة.
أقيمت أمسيات البيت في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، وامتزجت بجلسات فنية على آلة العود.
قدّم الشعراء يوسف عبد العزيز وزهير أبو شايب والدكتور عبد الله أبو شميس و وفاء جعبور، قصائد تغنت بجمال اللغة وروعة المعنى والصورة والكلمة المدهشة بأسلوب حداثي يكتنز بمهارة التعامل مع المفردة بما يخدم فكرة النص.
الصحفي إبراهيم السواعير أدار حفل الافتتاح وقدم الشعراء بأسلوب أدبي شيق، مؤكدا على أهمية مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي والدور الذي يؤديه بيت الشعر في الأردن لخدمة الشعر والشعراء بما يليق بهم.
مدير بيت الشعر مدير ثقافة المفرق فيصل السرحان ألقى كلمة في هذا المقام أكد فيها على مكانة الشعر والشعراء وضرورة الاحتفاء بهم لأنهم يمثلون ثقافة الأمة ويؤرخون لها، وأن هذا الوطن الأردن يزخر بالطاقات الأدبية ومن شعراء ونقاد وأصحاب كلمة.
الشاعر يوسف عبد العزيز قرأ من تراتيل روحه ومن عمق مشاعره فقال :
ليكن أعمى،
ومنهوباً وأعزلْ
سيّدُ الرّيحِ المبجّل!
وليكن صدراً لهذا المطر
اليابسِ
بوقاً لعزيفِ الجِنِّ
مهراً يخطفُ القلبَ ويرحلْ
. ولْيَكُن
الشاعر زهير أبو شايب أفاض على الحضور من عبق روحه الشاعرة نفسه الأدبي العالي فقرأ :
ماذا تُريدُ الفراشةُ من نفسِها
تَعلّمتُ كيفَ أمُرُّ من الليلِ
طيلةَ سبعةِ آلافِ عامٍ
وكيفَ أخفّفُ ضَوْءَ النجومِ
لأَحلُمَ
أو لأُحبَّ.
الشاعرة وفاء جعبور كانت فراشة الحضور وتألقت في هذا المساء الشعري وحلقت في شفافية الروح فقرأت:
أنا أكثرُ امرأةٍ تخافُ من الحنينْ،،
ألديكَ ذاكرتانِ مثلي؟
إنّني،،
أمشي على جسد التّوقّعِ
لي غيابٌ واضحٌ
حتى أراكَ ولي تفاصيلٌ معلّقةٌ ببابِ القلبِ
لكنّي
أُسيءُ الظّنّ في الأحلامِ
ليس لديّ توقيتٌ لأكتبها
وليس هناك من يأتي
لأسردَ فكرةً عنّي
عن امرأةِ تغارُ من النهار!
في موريتانيا، نظم بيت الشعر في نواكشوط أمسية شعرية مفتوحة تخليدا لليوم العالمي للشعر، بحضور لفيف من الشعراء وجمهور عريض جاء يشارك الشعراء فرحتهم بعيد الشعر.
في البداية افتتح المنبر أمام الشعراء الحاضرين، المنتمين لمختلف الأجيال والتجارب الشعرية، فتغنوا بالقصيدة، واحتفوا بالشعر، وألقوا ما جادت به قرائحهم في مختلف أغراض الشعر، إذ غنّوا للحب والوطن والشعر والإنسان في مختلف أساليب كتابة الشعر عموديا وحرا.
وهكذا تعاقب على منصة الإلقاء كل من الشعراء: ببها بديوه، الدكتور أحمد دولة نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، والشيخ نوح، وأحمد الوالد، والنبهاني أمغر، المختار السالم أحمد سالم، وأبو بكر بلال، ومحمد ناجي محمدو، وحمن يوسف، والبو محفوظ ، ومحفوظ سيدي ؛ وأحمدو اجريفين، ومحمدن أحمدو، وابيه سيدي انَّ، ومحمد محمود البشير.
وقد أعرب الشعراء الذين شاركوا في الأمسية في بداية مداخلاتهم عن شكرهم وامتنانهم لبيت الشعر في نواكشوط، وتقديرهم للدور المحوري الذي يقوم به في إحياء الساحة الأدبية الموريتانية.
في مصر، اختتم بيت الشعر في الأقصر احتفاليته الكبرى بمناسبة اليوم العالمي للشعر والتي أقيمت بمشاركة ٢٠ شاعرًا وشاعرة، حيث شهد البرنامج قراءات شعرية لشعراء الفصحى وشعراء العامية المصرية، وجلسة نقدية حول "تحولات القصيدة العربية" شارك فيها الأستاذ الدكتور عادل ضرغام والأستاذ الدكتور شوكت المصري وأدارها الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران، كما شهد الملتقى افتتاح المعرض الدولي السادس لفنون الخط العربي بمشاركة ثلاثة و عشرين من فناني الخط العربي والفن التشكيلي قاموا بعرض أكثر من خمسين لوحة من إبداعاتهم الفنية ، بالإضافة إلى فقرات فنية من أغاني التراث والقصائد العربية.
واختتمت الفعاليات بأمسية شعرية شارك فيها الشعراء: بكري عبد الحميد، حاتم الأطير، محمود جمعة، ياسمين صلاح، وأعقبها تكريم المشاركين.
وفي حفل بهيج أقام بيت الشعر في القيروان أمسية شعرية بحضور المندوب الجهوي لوزارة الثقافة التونسي نجيب الكسراوي وبحضور جماهيري كبير.
وشارك في الأمسية أحد عشر شاعرا وشاعرة هم: حسين الجبيلي، والأزهر الحامدي، ومنير الصويدي، ونور الدين العبيدي، ود.منذر الشفرة، وجهاد المثناني، وحليمة بوعلّاق، وعائشة العلّاقي، وزهرة السالمي، وفتحيّة الظريف، والشاعر مصطفى ضيّة.
ولأنّ الاحتفالية بعيد عالميّ فق شارك بالقراءة شعراء يكتبون باللغة الفرنسية من جمهور بيت الشعر كما قرأ الشاعر نور الدين العبيدي قصائده باللغتين العربية والفرنسية، كما واكب الأمسية إعلاميون ومدوّنون.
وبهذه المناسبة الاحتفالية تمّ تكريم إحدى رائدات الأدب النسائيّ منذ ستينات القرن الماضي الكاتبة المبدعة والمسرحية الأستاذة نعيمة الصيد.
في المغرب، اختتمت دار الشعر في مراكش، بالمركب الثقافي الشيخ سيدي احمد الركيبي بمدينة السمارة، فعاليات الدورة الثانية للتظاهرة الشعرية الكبرى "الملتقى الشعري الجهوي الثاني" (جهة العيون الساقية الحمراء)، ضمن ملتقيات "ست جهات .. ستة ملتقيات شعرية" والتي تنظمها الدار سنويا احتفاء باليوم العالمي للشعر. الدورة الثانية، والتي احتضنت فعالياتها مدينتي العيون والسمارة.
واختارت أن تسم دورتها باسم الشاعرة والإعلامية الراحلة عزيزة يحضيه عمر. وتندرج هذه البرمجة الجديدة، ضمن الاحتفاء بالشعر المغربي وبالشعراء المغاربة، بمزيد من الانفتاح على حساسيات وتجارب القصيدة المغربية الحديثة، وعلى مختلف أنماط الكتابة الشعرية، وبانفتاح بليغ على مختلف التجارب الشعرية وأجيالها المشكلة لشجرة الشعر المغربي الوارفة. هي برمجة جديدة تراعي أسئلة التحولات التي مست راهن القصيدة، وأسئلتها، ولحظات معرفية للتفكير في وظيفة الشاعر اليوم وفي حضور الشعر ضمن المنظومة المجتمعية، وتأتي في سياق احتفاء بيوت الشعر العربية باليوم العالمي للشعر.