رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ذكرى العاشر من رمضان"نموذج للتضامن العربي" كتب الدكتور حازم صيام

ذكرى العاشر من رمضاننموذج للتضامن العربي  كتب الدكتور حازم صيام
جوهرة العرب


ضمن سلسلة مقالا تخارج الصندوق

ذكرى العاشر من رمضان"نموذج للتضامن العربي"

كتب الدكتور حازم صيام

لا ينكر أحد في العالم دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه الإنساني عبر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة الفتية والناشئة وقت تأسيسها ونحن نعيش في استذكار مناقبه العطره منذ كان رحمه الله رئيسا لهذا الكيان العربي المتوحد على يده رحمه الله ،وما زالت بصماته الإيجابية تجول العالم حتى عصرنا الحالي ومنها أحداث ومواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى.
تمر علينا ذكرى العاشر من رمضان .. محاولين استرجاع أخلاق رمضان وصفاته الحميدة ألباطنه والتي منها أهم ما يتقرب به العبد إلي الله مثل الإخلاص والتجرد والتضحية والإيثار قبل الصفات الظاهرة التي منها الصبر علي الجوع وعناء القيام وتحمل الخلق .. ومع هذه الذكريات المتكررة كل عام والتي نستحضرها لأيام ثم لا لبث أن ننسي .. فهذا ما هو معهود علي بن آدم كما قال الله (ولقد عهدنا إلي ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) ومن جملة ما نسيناه في رمضان وحدتنا العربية والاسلاميه ..

إننا نستذكر ملحمة أكتوبر أو العاشر من رمضان فتستعظمها النفوس وتتفاخر بها القلوب لأنها الحرب التي استعادة الكرامة العربية .. بما فيها من تكاتف ووحده وتكامل عربي فريد..
إن هذه الحرب من أحد جوانبها الاساسيه ما يدفعنا الي أن نطلق عليها ملحمة التضامن العربي الإسلامي فلقد جاءت باكستان في مقدمه الدول التي وقفت خلف الحرب بطرفيها مصر وسوريا واسقط المقاتل الجوي الباكستاني طائرات لإسرائيل في مواجهة سوريه عام ١٩٧٣ ومن قبلها أيضا سيف الدين الباكستاني اسقط ٤ طائرات إسرائيليه في مواجهه مع الأردن بحرب ٦٧ ولا ننسي إيواء السفن المصرية في كراتشي الباكستانية..
لقد أحسست أعمال ١٧ سبعة عشر دوله عربيه وإسلاميه شاركت ودعمت حرب العاشر من رمضان علي رأسها الإمارات العربية المتحدة ، والجزائر والسعودية والعراق , ومنهم ليبيا والأردن والكويت واليمن والسودان وقطر والبحرين وعمان وتونس والمغرب وفلسطين.. وذلك بعد مصر وسوريا وهذه الاخيره هي التي استحوذت علي معظم هذا الدعم والمعونة
فبعد نكسة يونيو وبعد ضرب المطارات المصرية أرسل الرئيس بومدين إلى الرئيس جمال عبد الناصر بان جميع المطارات و الطائرات الجزائرية تحت أمر وتصرف القيادة المصرية كما أرسلت على الجبهة المصرية ثلاث فيالق دبابات وفيلق مشاه ميكانيكا وفوج مدفعية ميداني و فوج مدفعية مضادة للطائرات سبع كتائب إسناد وسرب طائرات ميج 21 وسربان ميج17 وسرب طائرات سوخوى وكان خطابه للجنود الذاهبين للقتال على الجبهة المصرية( أن جزء من امتنا يقع عليها عدوان فأذهبوا ودافعوا عنه وليس أمامكم إلا خيارين النصر أو الشهادة ) وعندما أتت 73 فكانت الجزائر أول دولة من الدول العربية التي تعلن حظر تصدير البترول للدول التي تساند إسرائيل.
وقد اتصل الرئيس بومدين بالسادات مع بداية حرب أكتوبر وقال له إنه يضع كل إمكانيات الجزائر تحت تصرف القيادة المصرية وطلب منه أن يخبره فوراً باحتياجات مصر من الرجال والسلاح فقال السادات للرئيس الجزائري إن الجيش المصري في حاجة إلى المزيد من الدبابات وأن السوفييت يرفضون تزويده بها، وهو ما جعل بومدين، يطير إلى الاتحاد السوفييتي ويبذل كل ما في وسعه، بما في ذلك فتح حساب بنكي بالدولار، لإقناع السوفييت بالتعجيل بإرسال السلاح إلى الجيشين المصري والسوري، وهدد بومدين القيادة السوفيتية قائلا "إن رفضتم بيعنا السلاح فسأعود إلى بلدي وسأوجه خطابا للرأي العام العربي أقول فيه بأن السوفييت يرفضون الوقوف إلى جانب الحق العربي وأنهم رفضوا بيعنا السلاح في وقت تخوض فيه الجيوش العربية حربها المصيرية ضد العدوان الإسرائيلي المدعم من طرف الامبريالية الأمريكية"، ولم يغادر بومدين موسكو حتى تأكد من أن الشحنات الأولى من الدبابات قد توجهت فعلا إلى مصر.وإذا كانت الجبهة السورية في حرب أكتوبر تستحق لقب «الجبهة المنسية» بسبب ندرة المعلومات التي تحدثت عنها وقلة الصور والأفلام التي خلّدت أوضاع هذه الجبهة خلال الحرب، إلا أن مشاركة العراق، كأكبر جيش عربي أسهم في أعمال القتال بعد مصر وسوريا، يجعله يستحق لقب «أمير النسيان» بعد ما بلغ قوامه 18 ألف جندي في أقل التقديرات.
وهو ما تم التعبير عن صراحة في مقدمة كتاب «دور الجيش العراقي في حرب تشرين»، بالقول إنه «رغم كل الحقائق التي تؤكد أن العراق ذهب إلى الحرب على أساس أنها حربه، لا حرب حلفائه، و قدّم كل ما يستطيع تقديمه في الظروف التي وُضِعَ فيها، فإن دور قواته المسلحة بقي مجهولاً للقارئ الذي حدثته وسائل الإعلام العربي عن دور اللواء الأربعين الأردني أكثر من أن تحدثه عن دور تسعة ألوية عراقية تعادل دباباتها سبعة أضعاف الدبابات الأردنية، وتُعادل مسافة انتقالها إلى ساحة المعركة عشرة أضعاف مسافة انتقال اللواء الأردني. ولسنا نريد من هذه المقارنة الانتقاص من بطولة جنود وضباط اللواء الأربعين الأردني، ولكننا نريد التأكيد على أن بعض وسائل الإعلام العربي حاولت أن تسرق من الجندي العراقي بطولاته وأن تلقي الظلال على حقه في الاستشهاد دفاعاً عن قضية العروبة كلها".
لقد سطر التاريخ صفحات مشرقة عكست العلاقات العميقة التي جمعت بين مصر ودولة الإمارات التي ساندت مصر في العديد من المناسبات الهامة والفارقة، إذ لم يكن الدعم الذي قدمته الدولة للقاهرة في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 إلا امتداداً لذلك المشوار الطويل من العلاقات الثنائية المميزة، فكان الدعم والمساندة الإماراتية لمصر خلال حرب 6 أكتوبر 1973 أهم البصمات التي تركت انطباعاً إيجابياً لدى المصريين حول دولة الإمارات ودورها، وجعلت من اسم المغفور له الشيخ زايد محفوراً بقلب كل مصري وعربي.
ورغم أن الإمارات لم تكن الدولة العربية الوحيدة التي قدمت الدعم لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت معظم الدول العربية الدعم والسند العسكري والمادي والمعنوي في موقف تجلت فيه روح العروبة، إلا أن مواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت متفردة، وظلت كلماته تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث قال «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».
أن أروع صور الحق والفضيلة في رمضان التي يجب ألا ننساها هي فريضة الجهاد وأخلاق الفرسان بما في ذلك من تضحية بالغالي والرخيص هذه التضحية التي يبذل فيها المال والنفس في سبيل الله وعزفت مصر وأخواتها العرب والمسلمين أروع سيمفونية للتعاون والتفاني في سبيل الحق من خلال حرب العاشر من رمضان المجيدة.